كان النبي صلى الله عليه وسلم يراقب القادمين عليه من الوفود، فحينما وفد عليه بنو شيبان كانت فيهم امرأة تدعى" قيلة بنت مخرمة".
تقول المرأة : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وفد شيبان، وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متخشعا في الجلسة أرعدت من الخوف.
فقال جليس النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرعدت المسكينة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينظر إليّ وأنا عند ظهره:«يا مسكينة عليك السكينة» .
تقول المرأة: فلما قالها أذهب الله ما كان أدخل قلبي من الرعب.
وأضافت : وتقدم صاحبي فكان أول رجل فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزنا إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور، فقال: «يا غلام اكتب له بالدهناء» .
تقول المرأة من بني شيبان : فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر".
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالعجيب أن بني شيبان كانوا من أوائل الوفود التي عرض عليها الإسلام في مكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قابلهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليهم الغسلام فصدقوه الرأي والقول، ولم يسلموا حينها.
وكان مما قاله لهم حينها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم – اي الفرس- ، ويفرشكم بناتهم ، أتسبحون الله وتقدسونه ؟ .
فقال له النعمان بن شريك : اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش ، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا".
ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يدي أبي بكر وعلي، ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا علي ، أية أخلاق للعرب كانت في الجاهلية ، ما أشرفها.. بها يتحاجزون فيما بينهم في الحياة الدنيا ".