صفوان بن أمية بن خلف صحابي جليل أسلم متأخرا بعد أشهر من فتح مكة حيث هرب من مكة بعد دخول الرسول والجيش الإسلامي أم القري واختفي لفترة قبل أن يظهر في المدينة يستأمن له عمير بن وهب الجمحي، وكان صاحبه وصديقه في الجاهلية، وقدم به في وقت صلاة العصر فاستأمن له فأمّنه النبي أربعة أشهر قبل إسلامه ، واستعار منه أدرعاً وسلاحاً ومالا
عديد من المؤرخين ذكروا أن الصحابي الجليل حضر غزوة حنين التي شهدت انتكاسة للمسلمين في بدايتها قبل أن يسترد المسلمون زمام المبادرة ويقلبوا المعركة علي رءوس أعدائهم ولم يكن قد اعتنق الإسلام ولكن ما ان رأي ثبات المسلمين وتمسكهم بعقيدتهم حتي لان قلبه للإسلام واعلن اعتناق الدين الحنيف وحسن إسلامه وزاد عن الإسلام بكل الوسائل .
الصحابي الجليل ولد بمكة المكرمة ، كان أبوه صفوان بن أمية من كبراء قريش وكان من المعادين للإسلام ، وقُتل كافرًا بغزوة بدر وقد أسهم مقتله في زيادة عدائه للإسلام لدرجة أنه كان جالسا في مكة بعد الهزيمة التي لحقت بقريشومقتل كبار صناديدهم وتحديد ا في حجر الكعبة مع عمير بن وهب ينف حقدا علي الرسول والمسلمين ،
وساعتها كان عمير بن وهب قبل إسلامه يتحدث عن النبي صّلي الله عليه وسلم في غضب شديد ويريد قتله ولكنه لا يملك ذلك ، فساعده صفوان وذهب بالفعل للمدينة لقتل الرسول صّلي الله عليه وسلم وتعهد له صفوان برعاية أولاده والانفاق عليهم حال أصابه مكروه بل وسدد ديونه ، ولكن الله شاء أن يدخل عمير بن وهب في الإسلام وخيب ظن صفوان بن أمية .
الصحابي الجليل صفوان بن أمية كان شديد الكراهية للرسول صّلي الله عليه وسلم وللصحابة أجمع ، ويقال أنه عند فتح مكة أعلنت زوجته ناجية بنت الوليد بن المغيرة إسلامها في ذلك الوقت ، أما هو فقد ظل على كفره وعلى كرهه وعدائه للإسلام ولنبيه محمد صّلي الله عليه وسلم حتى منّ الله عليه فأسلم وأحسن إسلامه .وكانت قصة إسلام الصحابي صفوان مثيرة ، فما كان من ابن أمية الإ أن تمسك بالكفر واختفي من أحدي شعاب مكة ، وعندما علم بذلك صديقه عمير بن وهب الذي حافظ على علاقته بصفوان حتى بعد إسلامه ، ذهب عمير إلى الرسول ليخبره بذلك فقال للنبي صّلي الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، خرج هاربًا ليقذف نفسه في البحر خوفًا منك فأمنه فداك أبي وأمي ، فقال الرسول : قد أمنته
وعلي الفور عاد سيدنا عمير بن وهب رضي الله عنه إلى صفوان في مكانه ولما رآه صفوان قال له : يا عمير ما كفاك ما صنعت بي ، قضيت عنك دينك ، وراعيت عيالك على أن تقتل محمدًا فما فعلت ، ثم تريد قتلي الآن ؟ ، فقال له عمير : يا أبا وهب ، جعلت فداك ، جئتك من عند أبر الناس ، وأوصل الناس ، قد أمنك رسول الله .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاصفوان ابن تشكك فيما قاله الصحابي بن وهب قائلا : لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها ، وعاد عمير إلى رسول الله صّلي الله عليه وسلم وقال له ما قاله صفوان ، فأعطاه الرسول عمامته وقال له خذها وأعطها له وذهب عمير إلى صفوان وقال له : إن رسول الله يدعوك أن تدخل في الإسلام ، فإن لم ترض ، تركك شهرين أنت فيهما آمن على نفسك لا يتعرض لك أحد.
وبعد اتجه عمير بن وهب وصفوان بن أمية شطر المسجد وقتها كان الرسول صّلي الله عليه وسلم يصلي بالمسلمين صلاة العصر ، انتظرهم صفوان وهو على جواده حتى أفرغ الرسول من الصلاة فحدثه صفوان قائلًا : يا محمد ، إن عمير بن وهب جاءني ببردك ، وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فإن رضيت أمرًا ، وإلا سيرتني شهرين ، فقال الرسول : انزل أبا وهب ، فقال له صفوان : لا والله حتى تبين لي ، فقال له الرسول : انزل ، بل لك تسير أربعة أشهر ، فنزل صفوان بأمان .
كان معروفًا عن صفوان بن أمية امتلاكه أسلحة ، فأراد الرسول صّله الله عليه وسلم أن يعيره هذه الأسلحة يوم حنين ، فقال له صفوان وقتها : طوعًا أم كرهًا يا محمد ، فقال له النبي صلّي الله عليه وسلم : بل طوعًا ، عارية مضمونة أردها إليك .
وهنا استجاب صفوان لطلب النبي وأمده جيش المسلمين بحوالى مائة سيف ودرع ، وبعد الانتصار ومع الغنائم ، أخذ صفوان ينظر إلى الغنائم وكأنها أعجبته ، فقال له النبي : يعجبك هذا ؟ ، فقال له صفوان : نعم ، فقال : هو لك ، فقال صفوان : ما طابت نفس أحد بمثل هذا ، إلا نفس نبي ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله .
بعد غزوة حنين ومواقف النبي الكريم مع صفوان اعتنق الصحابي الإسلام وحسن إسلامه وشارك في الغزوات وذلك في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وتوفاه الله في سنة 42 هجريًا بمكة المكرمة ، في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.