عثمان ورقية:
تعتبر هجرة الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الحبشة، مع زوجته السيدة رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، هي أول هجرة إلى الله بعد نبي الله لوط عليه السلام.
يقول قتادة رضي الله عنه : أول من هاجر إلى الله تعالى بأهله عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وروى أنس رضي الله عنه : خرج عثمان بن عفان ومعه امرأته رقية رضي الله عنهما بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة، فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهما.
فقدمت امرأة من قريش فقالت: يا محمد، قد رأيت ختنك ومعه امرأته.
قال: «على أي حال رأيتهما؟» قالت: رأيته قد حمل امرأته على حمار وهو يسوقها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بعد لوط عليه السلام».
وقد احتبس على النبي صلى الله عليه وسلم خبرهما، فكان يخرج يتوكف عنهم الخبر، فجاءته امرأة فأخبرته.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهامعاناتهما في الحبشة:
وقد لقي عثمان مع زوجتهما رضي الله عنهما معاناة في أرض الحبشة، بسبب جمالهما، حيث كانت رقية كانت من أحسن البشر وأن رجالا من الحبشة رأوها بأرضهم فكانوا يُدْركلون -يرقصون- إذا رأوها إعجابا منهم بحسنها، فكانت تتأذى بذلك.
وكانوا لا يستطيعون لغربتهم أن يقولوا لهم شيئا، حتى خرج أولئك النفر مع النجاشي إلى عدوه الذي كان ثار عليه فقتلوا جميعا، فاستراحت منهم وظهر النجاشي على عدوه.
وقد لقي الإمام علي شدة في هجرته إلى الله ورسوله، يقول : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس، ولذا كان يسمى الأمين.
وأضاف : فأقمت ثلاثا، فكنت أظهر ما تغيبت يوما واحدا، ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهدم وهنالك منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.