بكاء الأطفال يحير ليس فقط الآباء والأمهات، وإنما أيضًا العلماء، لكي يفسروا أسبابه، وكيف يتم إسكات الطفل بالطريقة التي ترضيه، وأنت بالأساس لا تفهم ماذا يريد..
الشائع أنه إذا بكى الرضيع فإن السبب يكون دائمًا هو إما المرض أو الجوع، لكن بالتأكيد هناك أسباب أخرى، يتحدث عنها خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسمع صوت صبي يَبكي، فقال: «ما لصبيكم هذا يبكي؟ فهلا استرقيتم له من العين؟».
إذن هناك أسباب أخرى لابد أن نتوقف أمامها تبكي الأطفال، لكن قد تمر علينا دون أن نعيها.. بينما الطب النبوي العظيم يضع لنا المزيد من الحلول.
العين فلقت الحجر
يشاع بين العوام، مثلاً يتحدث عن أن (العين فلقت الحجر)، والأصل يعود إلى أن امرأة كانت مشهورة بالحسد جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخاف على حفيديه الحسن والحسين، فدعا ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، بأن تستبدلهما بحجر ووضع عليه غطاء حتى لا تصيبهما عين المرأة، وبالفعل دخلت المرأة ونظرت إلى الغطاء، وبعدما غادرت أزال الغطاء ووجد الحجر انفلق إلى النصفين.
إذن لكل أم عليها أن تخاف على وليدها، وأن تبعده عن عيون الناس، مهما كانت صلة القرابة، فأنتي لا تدرين ما بنيتها أو قلبها تجاهك.. وربما كانت امرأة ليس لها أولاد فيزيد من غضبها حينما ترى لكِ أبناء، أو تضمر لكِ حقدًا ما لسبب ما وأنتي لا تدرين، في كل الأمور حاذري قبل فوات الآوان.
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟الحسد حقيقة
إذن الحسد حقيقة، تحدث عنها القرآن الكريم، قال تعالى:«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » (الفلق: 1 - 5)، وما ذلك إلا لأن الحاسد إنما يريد زوال أي نعمة لمن يحقد عليه، وخصوصًا الأطفال.
قال تعالى: « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ » (النساء: 54)، لذلك جاءت تحذيرات متعددة من النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من أجل الاحتياط لذلك، بل ودعوة مباشرة لعدم التباغض والحسد بين المسلمين.
فقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا».