نعيم بن مسعود الأشجعي الغطفاني. صحابي جليل أسلم قبل غزوة الخندق وحسن إسلامه وروي بعض الأحاديث عن رسول الله صلي الله وسلم وقدم الغالي والنفيس في خدمة الدعوة الإسلامية ولعب دورا في الإيقاع بين اليهود وقريش وقومه غطفان بحيلة ذكية شتت شمل الأعداء .. عاصر الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ومات مباشرة بعد معركة الجمل دون أن تذكر مصادر موثقة إلي اي الفريقين يومها انحاز
مهمة الصحابي الجليل بدأت بعد أن هم حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق هما اللذان ذهبا إلى بني قريظة في أماكنهم وقالوا ؛ قد جئناكم لنتعاون معكم على إبطال دعوة محمد ، فنحاصرهم نحن من أعلى وأنتم من أسفل ونقضي عليهم قبيل غزوة الخندق التي يطلق عليها نفر من المؤرخين الأحزاب لاجتماع الكثير من الشيع علي حرب رسول الله .
تفريق الصحابي الجليل بين الأحزاب تزامن مع جنوح بعض قادة قريش لصوت العقل حين خاطبوا بني يهود بالقول : ؛ أنتم أهل الكتاب وأعلم بالأديان ، فديننا الذي نحن عليه خير أم دين محمد ؟ فقالوا أنتم أصحاب الحق وهو رأيلم يقتنع بها قادة قريش الإ لهوي في أنفسهم وكيدا للرسول ودينه ودعوته .
الصحابي الجليل الذي أسهم في افشال كيد الأحزاب بدأ مهمته متطوعا ، حيث قدم إلى النبي صليّ الله عليه وسلم ، وقال له يا رسول الله إني قد أسلمت ولم يعلم بي أحد من قومي ، فمرني أمرك ، فقال له رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا ما استطعت ، فإنما الحرب خدعة .
نعيم بن مسعود رضي الله عنه استجاب بشكل فورة لتوجيهات رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى أتى بني قريظة ، فقال لهم ؛ يا معشر قريظة –وكان لهم نديمًا في الجاهلية- إني لكم نديم وصديق قد عرفتم ذلك ، فقالوا صدقت فقال تعلمون والله ما أنتم وقريش وغطفان من محمد بمنزلة واحدة ، إن البلد لبلدكم وبه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، وإن قريشًا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه وبلادهم ونساؤهم بغيره ، فليسوا كأنتم فإن رأوا فرصة أصابوها .
الصحابي الجليل الذي اسلم قبل اجتماع شمل الأحزاب لحرب الرسول استمر في مخاطبة بني قريظة قائلا :وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ، ولا طاقة لكم به ، وإن هم فعلوا ذلك فلا تقاتلوهم ، حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافهم ، تستوثقون به
الصحابي الذكي ذو الحيلة كرر نفس الأمرمع قريش حيث ذهب إليهم فأتى أبا سفيان ، وأشراف قريش فقال ؛ يا معشر قريش إنكم قد عرفتم وُدي إياكم ، وفراقي محمدًا ودينه ، وأني قد جئتكم بنصيحة ؛ فاكتموا على فقالوا نفعل ما أنت عندنا بمتهم ، فقال تعلمون أن بني قريظة من يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد.
الصحابي الجليل استمر في بث نار الفتنة والوقيعة بين أعداء الإسلام قائلا عن رسالة بني قريظة المزعومة الي رسول الله قائلا : فبعثوا إليه ألا يرضيك عنا أن نأخذ لك من القوم وهنًا من أشرافهم ، وندفع إليك فتضرب أعناقهم ، ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم فأرسل إليهم أي نعم ، فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون رهنًا من رجالكم فلا تعطوهم رجلاً واحدًا واحذروا ، ثم جاء غطفان فقال ؛ يا معشر غطفان قد علمتم أني رجل منكم فقالوا صدقت ، فقال لهم كما قال هذا لحي من قريش .
حديث ابن مسعود وجد أذانا صاغية في قريش حيثلم يضع أبو سفيان بن حرب حتي ، بعث عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش إلي بني قريظة ؛ قائلاً إن أبا سفيان يقول لكم ؛ يا معشر يهود إن الكراع والخف قد هلكا وإنا لسنا بدار مقام ، فاخرجوا إلى محمد نناجزه ، فبعثوا إليه أن هذا يوم سبت لا يعملون فيه ، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم ، حتى تعطونا رهطًا من رجالكم نستوثق به ، ل اتذهبوا وتدعونا حتى نناجز محمدًا.
وهنا تذكر أبو سفيان ما نقله إليه ابن مسعود بالقول : ؛ والله حذرنا هذا النعيم ، فبعث إليهم أبو سفيان إنا لا نعطيكم رجلاً واحدًا ، فإن شئتم أن تخرجوا فتقاتلوا وإن شئتم فاقعدوا ، ثم مشي حذيفة رضي الله عنه ، حتى أتاهم فوجد أبا سفيان يوقد نارًا ويجلس دون قومه .
وهنا أحس أبو سفيان أنه دخل فيهم من غير قومه فقال ؛ يأخذ كل رجل منكم بيد جليسه ، فيقول حذيفة رضي الله عنه ، فضربت الذي عن يميني فأخذت يده ، ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده فكنت فيهم هنيهة ، فذهبت لرسول الله صلّي الله عليه وسلم وأخبرته قائلاً ، يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار ، قد صب الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون.
وبعد انفضاض الأحزاب ظهر بوضوح الدور الذي لعبه الصحابي نعيم بن مسعود حيث أَوقع الخلاف بين قُرَيظة وغَطَفان وقُرَيش يوم الخندق، وخَذَّل بعضهم عن بعض،واسهم في تفريق شملهم وإفشال حصارهم علي المدينة وكفي النبي وأصحابه مؤونة الدخول في مواجهة دامية مع الأحزاب فيوقت يضربون الحصار علي المدينة
وبعد تفريق شمل الأحزاب أَرسل الله عليهم الريح والبرد والجنود، وهم الملائكة، فصرف كيد الكفار عن النبي والمسلمين. ولما أَسلم واستأَذن النبي في أَن يُخَذِّل الكفار، قال له النبي محمد: "خَذِّلْ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ