"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.."، الإبداع أن تصنع شيئًا على غير مثال سابق ومن دون أن يعلمك أحد، الإنسان يقلد ويحاكي.. الحضارة رصيد متراكم من المعرفة.. الغواصة تجربة غير مكتملة من السمك .. الطائرة تجربة غير مكتملة من الطائرة.. السيارة تجربة غير مكتملة من الفرس.. الكاميرا "العين"، الكمبيوتر "المخ "، كل صنع الإنسان تقليد لما في الطبيعة من إبداع.
إبداع الله في الكون
أما الله فخلق الكون على غير مثال سابق، من قال أن الأرض ينبغي أن تكون كرة؟، ولماذا تدور حول نفسها؟، من خلق الضوء؟، من جعل الشمس مصدرًا للحرارة؟، من أعطى الماء خصائصه؟، من أعطى الهواء صفاته وخصائصه؟
لو أن العناصر كلها انصهرت في درجة حرارة واحدة، لرأيت الكون كله غازًا أو صلبًا أو مائعًا… ألوان ورائحة الفاكهة .. آلاف الأنواع .. يسقى بماء واحد .. وكل نوع منه مئات الفصائل.. أوراق الأشجار وأشكالها.. لو أردت أن ترسم كل أنواع الأوراق تحتاج كل فنانين العالم ويخلص إبداعهم.. وجوه البشر.. 6 مليار كل له وجه مختلف وبصمة مختلفة وضحكة مختلفة وصوت مختلف ورائحة خاصة.. الطيور.. الأسماك… النمل.. الأزهار والورود.. جسم الإنسان.
اظهار أخبار متعلقة
في أول سورة الرعد يقول الله تعالى: "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5)".
بديع في خلقه
البديع هو بديع في ذاته .. ليس كمثله شيء.. بديع في خلقه.. خلق الخلق على غير مثال سابق.. بديع في أفعاله.. تسيير شئون الكون.. بديع في شرعه.. بديع في إعداد الجنة: " أعددت لعبادي الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
ألوان الدنيا سبعة فقط "الطيف"، شكل منها مئات الألوان، فما بالك بالجنة لو جعلها ألفًا لا نعرفها.. خلق القمر وضوءه والنجوم.. "فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ".. من تكريم الله للإنسان أن ألهمه حب الإبداع ليتصف بصفات الله.. الإحسان .. إبداعه لا يمل ولا يقوم.
عش بهذا الاسم.. كأنك تراه.. وستشعر من كثرة تعلقك وإحساسك بهذا الاسم أنك تعبد الله كأنك تراه.. أسماء الله الحسنى.. طريق الإحساس العميق بالله .. تفاعل مع الكون وأنت تذكر الله .. فلا بد أن يكون الذكر مصاحبًا للفكر.. الذكر يصل بك إلى الإحسان.