بقلم |
منى الدسوقي |
الثلاثاء 23 فبراير 2021 - 02:58 م
أهلي يعيشون في المنصورة، وأنا استقللت بنفسي وعشت في القاهرة بسبب عملي، ما يجيء على قدر ما يذهب، عشت عمري واجتهدت واسمي دكتوره، وفي النهاية ليس لدى أي مال للزمن، حتى حبي فشلت فيه وأهلي رفضوه، حياتي واقفة وأفكر في الانتحار؟
(ب. ع)
يجيب الدكتور معاذ الزمر، أخصائي الطب النفسي وتعديل السلوك:
يا صديقتي لا تحزني، فإن كنت قد أصابك الحزن، لأنك اجتهدت ولم تحققي شيئًا مما كنت تتمنينه، فاعلمي أن الله لن يضيع مجهودك ومعافرتك، بل سيأتي يوم لا محال، وتحققين فيه أشياء أخرى أهم واعظم، ووقتها ستتأكدين من أن الله عز وجل يدبر لك أمرك وتدابيره كلها خير.
اليوم الذي تحققين فيه ما لم يكن على بالك، سيكون اليوم الذي تتأكدين فيه من كرم ربنا، وأنه يعطي للإنسان ما يحتاجه وليس ما يتمناه، لأن ما يتمناه الإنسان قد يكون فيه الضرر أو شر كبير، فمنعه الله رحمة بعبده، فابتسمي وتوكلي على الله ولا تحزني أبدًا لأن تدابيره كلها رحمة.
خلق الله الكون، وخلق عباده، ويعلم بأدق أدق التفاصيل، فيمنع ما قد يرهق وينقذ الإنسان، ويعطيه كل ما يحتاجه، وكلما يضيق بك الحال وتحزني تذكري: "فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنه."
وإذا لم توفقي في حبك، فمن قال لك أنك لن تحبي مرة أخرى، تذكري دائمًا" لقد أعمي الله عيونهم عنك ليفوز بك الأجدر"، وحتي تخرجي من حالة الاكتئاب التي تمرين بها عليك أن تحاربيه بالضحك والسعادة، اضحكي ولا تبالي بالابتلاءات، لأن الله قدرها والله وحده كفيل بها، واحذري أن يمضي بك العمر وتجدي نفسك تقدم بك السن، ومن ثم تندمين على أيام لم تضحكي وتسعدي فيها.
الإنسان مع التقدم في العمر يفهم الحياة جيدًا، ويعلم أنها دار ابتلاء، ومن ثم سيحزن ندمًا على ما شعر بهـ وعن أمور أعطاها أكثر من حجمها، وعن مشاكل كان حلها التجاهل وليس الوقوف عندها كثيرًا.
الحياة بكل ما فيها لا تستحق سوى أن تضحكي وتحاربي همومك ومشاكلك، اسخري من المشاكل والهموم قبل أن يفوت عمرك دون ضحكاتك الجميلة، اسخري من كل ما يؤلمك لتعيشي الحياة بكل راحة ورضا .
اسعي واجتهدي واتركي التوفيق على الله، سيرزقك وسيكتب لك النجاح لا محالة، فقط استعيني به، وادعوه كثيرًا، فهو يحب عبده اللحوح.