شهيد مؤتة والقائد العسكري البارز وأحد النقباء الاثني عشر وشاعر الرسول صلي الله عليه وسلم القائد الذي تهابه الروم وصاحب المهام الصعبة القاء عديدة أطلقت علي الصحابي الجليل ، عبدالله بن رواحة والذي فاضت روحه إلي بارئها يوم مؤتة حيث تسلم الراية من المجاهد العظيم زيد بن حارثة واستشهد رافضا أن تسقط راية مكتوب عليه شعارا التوحيد.
الصحابي الانصاري الجليل عبدالله بن رواحة ينتمي إلي بني الحارث وهي واحدة من بطون قبيلة الخزرج الأزدية ، كما تنتمي أمه أيضًا إلى بني الحارث ، وقد اشتهر بكنية “أبي عمرو”، وذُكر أنه كُني بأبي محمد ، وقيل أيضًا أبي رواحة ، وهو أخ من الأم لأبي الدرداء رضي الله عنهما ، وهو أيضًا خال النعمان بن بشير الفاتح الإسلامي العظيم .
كان الصحابي الجليل من السابقين إلى اعتناق الإسلام ، وكيف لأ وهو من النقباء الأنصار الاثني عشر في بيعة العقبة ؛ حيث كان ينوب عن بني الحارث من الخزرج ، وذهب إلى يثرب مع رسول الله صليّ الله عليه وسلم بعد الهجرة ، وتمت مؤاخاته مع المقداد بن عمرو .
ابن رواحة رضي الله عنه والذي كان معروفا بسابقته وجهاده كان شديد الحب لله ورسوله وقدم نفسه غير مرة فداء للدين الحنيف بل انه شارك النبي في أغلب غزوته بداية من غزوة بدر ، التي خصه الرسول بعد نهايتها ليبعثه برسالة تزف للانصار أنباء النصر، ومرورا بالغزوات الأخرى مثل أحد والخندق وخيبر ، كما كان حاضرا بقوة في صلح الحديبية.
ولم يغب ابن رواحة كذلك عن عمرة القضاء مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، حيث أمره النبي في ذلك اليوم قائلًا :”انزل فحرّك بنا الرِكاب” ، فقام بالإنشاد قائلًا : يا رب لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا .. فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا.. إن الكفار قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا.
الصحابي الجليل حظي بمكانة خاصة عند النبي حتي لقبه البعض بصاحب المهام الصعبة حيث أسند إليه الرسول عدة مهام حيث أهمها باستخلافه على المدينة حينما همّ للخروج إلى احدي الغزوات ، كما بعثه على رأس سرية مكونة من ثلاثين رجلًا ليكون قائدهم من أجل أن يقاتل اليهودي أسير بن رزام في خيبر وقد تمكن بالفعل من قتله ، وقام الرسول أيضًا بإرساله كخبير مثمن طبقا لتوصيفات هذا الزمن من أجل تقدير زكاة الزروع والنحل بخيبر. .
وكان بن رواحة واحدًا من القلائل الذين يجيدون الكتابة داخل يثرب بل أنه امتلك ناصية الشعر ، فكان يتولى مهمة الرد على الذين يقومون بهجاء الرسول والمسلمين ، وذلك بصحبة كعب بن مالك وحسان بن ثابت ، ومن الأشعار التي وردت عنه في رسول الله : إني تفرست فيك الخير أعرفه.. والله يعلم أن ما خانني البصر.. أنت النبي ومن يحرم شفاعته يوم الحساب فقد أزرى به القدر.. فثبت الله ما آتاك من حسن.. تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا. .
أما المهمة الأصعب التي كلف بها النبي الصحابي الجليل عبدالله بن روحه فتمثلت في اختياره قائدًا ثالثًا لجيش المسلمين بالشام والذي تكوّن من 3000 مقاتل ، واجهوا جيشًا ضخمًا مكونامن 200 الف محارب من الغساسنة والروم ، وعسكر الجيش الإسلامي ناحية معان بالاردن حاليا .
وبعد أن اتم الجيش الإسلامي الاستعداد في معان وصلهم نبأ جموع الروم ، فقام زيد بن حارثة وهو القائد الأول باستشارة أصحابه ؛ فقالوا له : قد وطئت البلاد وأخفت أهلها ؛ فانصرف”، وفي ذلك الوقت كان بن رواحة صامتا ، وحينما سأله بن حارثة ؛ أجابه قائلًا :” إنا لم نسر لغنائم ولكنا خرجنا للقاء ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عُدّة والرأي المسير إليهم.
ومع هذا قام بن رواحة بتشجيع جيش المسلمين والشد من أزرهم بعد أن بلغهم نزول هرقل في بالقرب من ساحة المعركة ؛ حيث قال لهم :” يا قوم والله إن الذي تكرهون التي خرجتم لها الشهادة” ، وبالفعل تقابل الجيشان في مؤتة لعام 8 هجريًا ، وقد واجه الجيش الإسلامي موقفًا غاية في الصعوبة بسبب التفوق العددي لجيش الروم .
الصعوبات لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لاستشهاد القادة الثلاثة في هذه المعركة جعفر بن ابي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة ، الذي استقبل فور طعنه الدم بيده ودلّك وجهه به ثم قام باختراق الصفوف قائلًا :”يا معشر المسلمين ؛ ذُبُوا عن لحم أخيكم” ، واُستشهد بن رواحة وبعدها وصل مدد للمسلمين واستطاع سيف الله المسلول وعبر مناورة حربية عبقرية إنقاذ ما تبقي من جيش المسلمين.
وليس أدل علي المكانة التي تمتع بها قادة مؤتة من إشادة الرسول بهم وتبشير الصحابه بدخولهم الجنة كما روي عنه صلي الله عليه وسلم :كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي، وعلم باستشهاد مولاه زيد، وابن عمه جعفر، وصاحبه ابن رواحة، فخطب في الناس: "ألا أخبركم عن جيشكم؟ إنهم لقُوا العدوّ فأصيبَ زيد شهيداً.
الرسول صلي الله عليه وسلم تابع قائلا : " فاستغفِروا له، ثم أخذ اللواء جعفر فشدّ على الناس حتى قُتل، ثم أخذه ابن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيبَ شهيداً، ثم أخذ اللواء خالد، ولم يكن من الأمراء" ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال: "هو سيف من سيوفك فانصُره... لقد رُفعوا إليّ في الجنّة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالمناقب العديد للشهيد الجليل الذي لقي ربه في معركة مؤتة عام 8هجرية خلدته جميع كتب السير والتاريخ فالرجل كان معروفا بإخلاصه واقدامه وكان طوال حياته يتمني الشهادة وهو ما أفاء الله عليه بها يوم مؤتة حيث كان رغم قلة عدد الإسلامي في مواجهة الروم وحلفائهم الغساسنة شجاعا مقداما حتي بعد أن أصيب إصابته القاتلة