ربما يحتار البعض، حول أعظم الأعمال التي يجب عليه إتيانها في العشر الأوائل من ذي الحجة، والأمر ليس بهذه الصعوبة، فمن المهم جدًا إعلان التوبة في مثل هذه الأيام، واستغلالها في اللجوء إلى الله عز وجل، نرجوه أن يغفر لنا، ونحن على ثقة بأنه سبحانه لن يردنا مخذولين، ولم لا، وهي أعظم أيام السنة على الإطلاق، والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى ، والواجب على المسلم إذا فعل أي معصية أن يبادر إلى التوبة حالاً بدون أ تمهل لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، يقول الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (النور: 31).

صيام أيام العشر

أيضًا من أحب الأعمال إلى الله تعالى في هذه الأيام، هو الصوم، مع اختلاف العلماء حول صيام كل الأيام التسعة، أم فقط صوم يوم عرفة، وهناك العديد من الأحاديث التي تحث المسلمين على الصيام في هذه الأيام المباركات، ومن ذلك ما روته حفصة بنت عمر رضي الله عنها في مسند الإمام أحمد قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع صيام عاشوراء وعشر ذي الحجة وثلاثة أيام من كل شهر»، ولما لا هو يوم عظيم يباهي الله فيه بعباده، فلتكن أنت ممن يباهي الله ملائكته بهم، إذ يقول نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء»، كما صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».

اقرأ أيضا:

شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيه

يوم في سبيل الله

إذن ليكن يوم عرفة يومًا في سبيل الله عز وجل، من صيام وصدقة وزكاة، وقيام ليل، اجعله كله لله وفقط، : يقول الله تعالى: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ»، وفي الحديث كما عند الإمام أحمد في مسنده، والحديث صحيح، وفيه يقول النبي الأكرم الحبيب صلى الله عليه وسلم: «(ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»، كما ورد أن سعيد بن جبير ومجاهدًا وعبد الرحمن بن أبي ليلى كانا يدخلان السوق في أيام العشر فيكبِّران فيكبر السوق بتكبيرهما، أيضًا على كل مسلم قادر أن يستقبل عيد الأضحى بالأضحية، لأنها من أعظم الأعمال الصالحة في هذه الأيام، لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره».