مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لاهتمامك بأخيك وحرصك على سعادته .
ولكن هناك جزئية مهمة للغاية لابد أن تعلميها وهي أنه لا يجب أبدًا أن ينصح أحد شخصًا بأمر هو من أخص خصوصياته، ليتخذ قرارًا هو قراره وحده، مهما يكن هذا الشخص، حتى المستشار الزواجي، والمعالج النفسي ليس من حقه هذا أبدًا.
لذا، يمكنك ارشاد أخاك لطلب المساعدة النفسية والزوجية من مستشار أو معالج، ليساعده على أن يصبح مستقرًا، سويًا، فاهمًا لنفسه.
المستشار والمعالج من الممكن أن يعلم أخاك كيف يعالج مشكلاته مع زوجته وفي حياته بصفة عامة، وجعل قادرًا على مواجهتها، ومن ثم يمكنه أن يقرر ويختار لنفسه بشكل واعي وصحيح ومسؤول.
عزيزتي..
ضعي نفسك مكان أخوك، هل تقبلين أن يتدخل هو في حياتك بينك وبين زوجك وينصحك بالطلاق منه لأنه رأى زوجك يتشاجر معك مثلًا، أو يختلف حول أمر ما؟!
هل تتصورين أن هذا من حق زوجك، أن يحكم على حياتك الخاصة مع زوجك بالاعدام؟!
هل تجدين أنه من المناسب أن يتدخل أخوك في حياتك بدون طلب منك ولا استغاثة لمجرد أنه "يرى" أن حياتك هكذا مع زوجك غير جيدة؟
أعتقد أن إجاباتك ستكون "لا"، لا لشيء إلا لأن رؤية الآخرين -مهما كان قربهم منا وحبهم لنا- لحياتنا الشخصية، وخصوصياتنا، ليس دائمًا ينبغي أن يكون صائبًا، وحتى لو كان هكذا فليس من حقهم المشورة علينا وبدون طلب منا باتخاذ قرار مصيري كالطلاق.
عزيزتي..
لا أنصحك بأن تستمرى في هذا أبدًا، دعي أخوك يقيم حياته بنفسه، ويتخذ قرارته بنفسه، دعيه هو يدير أموره وعلاقته مع زوجته كما يريحه، ويرحها، خاصة أنه لم يشتكي حتى الآن، إذ ليس بالضرورة ما ترينه أنت غير مريح في علاقته مع زوجته يراه هو كذلك، فالعلاقة الزوجية بما لها من خصوصية وطبيعة خاصة وحميمة للغاية، لها تعقيدات، وخبايا تتعلق بالمشاعر، والاحتياجات النفسية والعاطفية والمادية لا يعرفها سوى أطرافها .
وأخيرًا، دورك كأختك أن تسمعي لأخيك -إن اشتكى إليك -وبدون نقد ولا إثارة ضغائن، وأن ترشديه للتواصل مع مستشار زواجي أو معالج نفسي، وبذا تكوني قد قدمت له الدعم المطلوب.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟