البراءة الإلهية.. هي الوصول لمرحلة الرضا الإلهي الكامل، وتشعر وأنت مازلت في دنياك، أن الله يحبك، حينها أدرك أنك حصلت على براءتين وليست براءة واحدة.
فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق»، فقط الحفاظ على الصلاة في وقتها، هو السبب الوحيد والأكيد الذي يبرءك أمام الله ليس من النفاق فقط وإنما أيضًا من النار، فراجع نفسك، واسألها، هل تحافظ على الصلوات في وقتها أم يفوتك الكثير منها؟
خير عظيم
الحرض على تكبيرة الإحرام يعني اهتمام المؤمن وحرصه على إجابة نداء الله عز وجل في وقته، بدون أي تأخير أو كسل، ولم يشغله عمله أو أي شيء آخر، فهذا العبد لم يشرك مع الله أي شيء مهما كان، بل سمع النداء فلبى من فوره، فكانت النتيجة أن رفع عنه كل ذنب، وبرأه من النفاق والنار.
فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ الشرك الخفي: أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل»، فكلما كان العمل خالصا لله -عز وجل- كان ثوابه أعظم، وكان سببا لنجاة صاحبه في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضا:
الصدقة باب عظيم لنيل رضا الله.. تعرف على أثرها في حياة الفرد والمجتمعيلقى الله مسلمًا
إذن في الحفاظ على الصلاة في وقتها، محافظة على الوعد الذي بيننا وبين الله عز وجل، وهو الصلاة، وبالتالي من يفعل ذلك، لاشك هو من المحظوظين في الدنيا والآخرة، ويلقى الله سبحانه وتعالى مسلمًا لاشك،
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم»، لذلك كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، إذا فاتتهم التكبيرة الأولى عزوا أنفسهم، لأنهم يعلمون تمامًا أنهم بذلك خسروا هاتين الشهادتين العظيمتين من الله عز وجل، (براءة من النار وبراءة من النفاق)، ولهذا يقول أحدهم: «إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه».