مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك ومع زوجتك.
ليس هناك شك أنك في ابتلاء شديد وكذلك زوجتك، وبرحمة الله وقدرته تؤجر أنت وهي عليه إن شاء الله.
المرض النفسي ابتلاء مثله مثل المرض الجسدي العضال، ولا حيلة لنا كبشر ضعفاء إزاءه سوى التسليم، والقبول، والصبر، وتعاطي العلاج.
ما أراه يا عزيزي أنك لا زلت في مرحلة من مراحل الصدمة، فما حدث كان لك "صدمة" نفسية، لابد لها من علاج.
بدون علاج ستظل في حالة غضب، وإنكار، وبلبلة عظيمة، ستنعكس على حياتك، وعلاقاتك كلها بما فيها علاقتك مع الله عزوجل.
أرجو ألا تستهن بالأمر، وتبدأ فورًا في طلب مساعدة من طبيب أو معالج نفسي متخصص في علاج الصدمات، من أجلك، أولًا، ثم من أجل أسرتك.
أحمد الله لك على عقلانيتك ووعيك ما دفعك لاستشارة الأطباء النفسيين العدول هؤلاء، ثم اتخاذ هذا القرار السليم الرائع بالحفاظ على أسرتك، فالمريض النفسي مرفوع عنه القلم حتى يشفى يا عزيزي، وما تشعر به وما يداهمك من أفكار تقض مضجعك هي بسبب عدم تعافيك من هذه الصدمة.
نعم، المصاب باضطراب الشخصية الحدية هكذا يا عزيزي وكما أخبرك الأطباء تمامًا، ولا حل سوى أن تحرص على تعافيك من الصدمة وفي الوقت نفسه متابعة زوجتك للعلاج مع الطبيب النفسي بالأدوية والجلسات حتى تتحسن حالتها، وتتعافى.
أخيرًا..
كن بخير يا عزيزي، وتذكر دائمًا أنك لست وحدك، كثر مثلك، لديهم هذا النوع من الابتلاء وربما هناك ما هو أشد، فاصبر، وتعافى، واحتسب.
وأكر مرة أخيرة، بدون تعافي من الصدمة لن تصبر يا عزيزي ولن تستقيم لك حياة، وستتهدد أسرتك بالكامل، فلا تنس أطفالك، واحتياجهم لوالد متعافي ومتزن، ولديه قبول، وصبر حقيقي، واستمر في الدعاء، لا تتركه، فالدعاء يستجاب أو يؤخر للآخرة أو يدفع الله به عنك وعن أسرتك مكروهًا، الأمر لله يا عزيزي وليس لنا، فالله يأمرنا فنطيع وليس لنا إلزام عليه سبحانه أن يستجيب لنا، فكل شيء خاضع لحكمته التي لا نعلمها الآن.
تعافى يا عزيزي من الصدمة حتى لا تفقد عقلك، أو علاقتك مع ربك، فهكذا تفعل الصدمات التي لا تعالج.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.