مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لاشك أن نشأتنا، والأسرة التي نعيش معها، والعلاقة الوالدية، هذه كلها عوامل تنحتنا، وتشكل شخصيتنا، وتؤثر على حياتنا ومساراتنا فيها.
ما أنت فيه ليس نهاية العالم، فإدراكك ووعيك لما يحيط بك وأنه غير جيد ورغبتك في التغيير والمواجهة والنجاح، هذه كلها مبشرات بإمكانية نجاحك بالفعل في ذلك.
فأنت في حاجة للعناية بنفسك أولًا، فتعبري عن مشاعرك ولا تكبتيها، واختاري لذلك شخصا قريبًا منك، لا يحكم عليك، ولا يلومك، وينصت لك، والانخراط في أنشطة وهوايات تحبينها، ومهارات تنميها، والاهتمام بالنجاح والتقدم في دراستك، وممارسة تمارين التنفس العميق، والتأمل، والاسترخاء، وهكذا، لابد من برنامج كامل ومتكامل للعناية بنفسك على كل الأصعدة.
أما علاقتك بوالدك، فهي تحتاج هي الأخرى إلى بذل جهد، ولذا بدأت معك بضرورة العناية والترفق بذاتك، حتى يمكنك تقويتها لتقوم بهذا الجهد المطلوب، فحتى يمكنك تحسين علاقتك بوالدك لابد من تغيير طريقة تفكيرك وتصورك له وللعلاقة معه، فهوليس الأب الوحيد الذي يتسم بهذه السمات المزعجة، والقاسية، هناك أكثرية هكذا، وبالطبع أبناء يعانون.
بالطبع لا يمكنك تغيير والدك، أو علاجه من طباعه المزعجة، المؤذية، ولكن يمكنك ابعاد أذاه عنك، وتغيير استجابتك تجته أفعاله، بأن تليني له الجانب وتتخيري أوقات هدوء مزاجه، وتحاولي دائمًا كسب وده، وإظهار التقدير والاحترام له، ثم تتحدثي معه مثلًا عن حبك للكلام والجلوس معه وهو بهذه الحالة، وأن هذه الحالة تشعرك معه بالطمأنينة والأمان والحنان، وهكذا، حتى يحب حالته هذه، ويتحول باتجاهها تدريجيًا.
هكذا يا عزيزتي افعلي، ولا تيأسي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.