قال الله تعالى : " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة" قال ذو النون: معناه: ادّعوا محبة الله ولم يكونوا فيها صادقين.
عبر ومواعظ:
1-قال ذو النون رحمه الله: كنت في البادية، فرأيت شخصاً عظيم الخلقة على تل عال، فدنوت منه فإذا عين تجري من عينيه، فقلت له: من أنت؟ فقال: أنا طريد الله، فقلت له: مم بكاؤك؟ فقال: إنما بكائي على الوصال الذي كان بيني وبين الله تعالى.
يقول: وأنشد في المعنى شعر:
ليس لي فيك مرتجى .. غير صبري على القضا
وبكى على الوصال .. الذي كان وانقضى
2- قال عمر رضي الله عنه: ليست الأعمال كلها ترضيه ولا بالذي تسخطه، لكنه رضي عن قوم فاستعملهم بعمل الرضى، وسخط على كل قوم آخرين فاستعملهم بعمل السخط.
3- وقيل: إن رجلاً أطال الصلاة ورجل خلفه ينظر إليه، فلما فرغ من صلاته قال الرجل: يا أخي لا يعجبك ما رأيته مني.؛ وذلك لأن إبليس - لعنه الله - عبد الله دهراً طويلاً ثم صار إلى ما صار إليه.
4- وقيل: إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرعد خوفاً ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما هذا الخوف؟ فقال: يا حبيبي يا محمد، إن إبليس - لعنه الله - عبد الله تعالى ثمانين ألف سنة، ثم صار - إلى ما صار إليه، ثم هاروت وماروت وقد كانا لهما فضل كثير، فلا نأمن من أن يبتلينا بمعصية فنعذب عليها، فقعدا يبكيان حتى ناداهما مناد من السماء: أن الله تعالى أمنكما من أن يبتليكما بمصيبة فيعذبكما عليها، ففرحا فرحاً شديداً وقالا: الحمد لله ".
5- وقيل: إن الله تعالى قال لجبريل وميكائيل: ما هذا الخوف للذي دخلكما وقد علمتما مكانكما مني، وإني لا أظلم أحداً شيئاً؟ فقالا: أجل يا ربنا، ولكنا لا نأمن من مكرك، فقال: صدقا لا تأمنا مكري أبداً.
6- وقال عمر رضي الله عنه: عباد الله، لا تغتروا بطول حلم الله، واتقوا السفه، فقد سمعتم قوله عز وفي في كتابه: " فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين".
اظهار أخبار متعلقة