مرحبًا بك يا عزيزتي..
أتفهم جيدًا موقفك، وأقدر ما تشعرين به، وهو حقك، فهذه إساءات جسدية ونفسية لا محالة، وتعامل، سام، ومؤلم.
يعتبر البعض أن "القسوة" من ألوان التربية المطلوبة، وهذا ليس حقيقيًا، فالقسوة تنتج علاقات وأشخاص مشوهين. والأب أو الأم من يربون أبناءهم بهذه الطريقة ظنًا منهم أنها "تربية" هم غالبًا ضحايا لطريقة معاملة مماثلة في طفولتهم، ومن ثم يكررون قهريًا ما تعرضوا له وما يعرفونه، لذا أتفهم الغضب الذي بداخلك يا عزيزي وهو حقك، ولكن والدتك هذه غالبًا مضطربة وتحتاج إلى مساعدة نفسية، فأنت أصبحت بالغة وعلى مشارف الرشد، والمسئولية، وأدعى بها أن تتغير عن أساليبها القديمة المرفوضة بشكل عام في أي مرحلة عمرية، لكنها لازالت كما هي، مما يشير إلى وجود مشكلة ما تعاني منها، وربما تفرغ فيك غضبها وعدم رضاها بسبب مشكلتها النفسية الخاصة بسبب طفولتها أو ضغوط ما هي متعرضة لها حاليًا إلخ.
ما هو مبشر في رسالتك هو "الوعي" الذي دفعك للتألم، والرفض للإساءة، والسعي للبحث عن حل، فهذا الوعي والنضج يا عزيزتي هو أول سلمة في اتجاه التعافي، وطلبه من متخصصة نفسية.
لا يمكنك بالطبع تغيير والدتك، فهي لن تتغير سوى برغبتها واقتناعها وارادتها، ولكن يمكنك أنت أن تتغيري، تستطيعين رفض العنف من جهة والدتك، بدون سب ولا شتم وتمني الموت لها ولا تطاول من أي نوع يا عزيزي، وهذا يحتاج منك إلى معرفة، وضبط مشاعر، وانفعالات ستتعلمها مع مرشدة نفسية، تبصرك بكل شيء.
رفض الاساءة وعدم السماح بها لا يعني العقوق، أو عدم البر بوالدتك، والاحسان إليها، وهذا التوازن بين هذا وذاك سيحتاج منك إلى تدريب، وجهد لا محالة.
فهيا يا ابنتي اسع للبحث عن مرشدة نفسية، ماهرة، وأمينة، تكون عونًا لك على الطريق للتعافي من إساءات والدتك الجسدية والنفسية وإكمال طريقك في الحياة بوعي وبصيرة، وصحة نفسية سوية، وعلاقة سوية مع النفس، ومع والدتك وكل الناس.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.