الملوك ليسوا كغيرهم في مجالسهم، فهناك آداب وبرتوكولات لا يمكن لأحد أن يتخطاها، وإلا وقع عليه غضب الملوك وأقل الأشياء هو الحرمان من المجالسة.
وقد نوهت كتب آداب وسياسة الملوك إلى أمارات الذهاب أو القيام من مجلس الملك.
فمن حق الملك، إذا تثاءب أو ألقى المروحة أو مد رجليه أو تمطى أو اتكأ أو كان في حالٍ فصار إلى غيرها مما يدل على كسله أو وقت قيامه، أن يقوم كل من حضره.
بروتوكولات ملوك فارس:
1-كان قباذ إذا رفع رأسه إلى السماء، قام سماره.
2- وكان سابور إذا قال: حسبك يا إنسان، قام سماره.
3- أما أنوشروان كان إذا قال: قرت أعينكم قام سماره.
في الإسلام:
1-كان عمر بن الخطاب إذا قال: الصلاة، قام سماره. وكان ينهى عن السمر بعد صلاة العشاء.
2- وكان عثمان إذا قال: العزة لله، قام جلساؤه.
3- وكان معاوية إذا قال: ذهب الليل قام سماره ومن حضره.
4- أما عبد الملك إذا ألقى المخصرة، قام من حضره.
5- وكان ابنه الوليد إذا قال: أستودعكم الله، قام من حضره.
6- أما الخليفة العباسي "الهادي" كان إذا قال: سلام عليكم، قام من حضره.
7- وكان الرشيد إذا قال: سبحانك اللهم وبحمدك قام سماره.
8- وكان ابنه المعتصم إذا نظر إلى صاحب النعل، قام من حضره.
9- أما الواثق بن المعتصم كان إذا مس عارضيه، وتثاءب، قام جلساؤه.
10- وكان المأمون إذا استلقى على فراشه، قام من حضره.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟اغتياب الآخرين أمام الملك:
ومن حق الملك أن لا يعاب عنده أحد، صغر أو كبر غير أن من أخلاقه التحريش بين اثنين، والإغراء بينهما.
فمن الملوك من يدبر في هذا تدبيراً يجب في السياسة، وذاك أنه يقال: قل اثنان استويا في منزلة عند الملك والجاه والتبع والعز والحظوة عند السلطان فاتفقا، إلا كان ذلك الاتفاق وهنأ على المملكة والملك.
ومتى انفصلا حتى يتباينا أو يتحاربا، كان تباينهما أثبت في نظام الملك، وأوكد في عز المملكة.
فإذا تباينا في ذات أنفسهما، اجتمعا على نصيحة الملك، شاءا أم أبيا، وآثرها كل واحد منهما على هوى نفسه، وانتظم للملك تدبيره، وتم له أمره.
ومن الملوك من لا يقصد إلى هذا، ولا يكون غرضه الإغراء بين وزرائه وبطانته لهذه العلة، بل ليعرف معايب كل واحدٍ منهما، فإن معرفة ذلك تقطع الوزير عن الانبساط في حوائجه، والتحسب على ملكه.