كلما تمنيت أمرا لا أحصل عليه على الرغم من اجتهادي وإصراري على النجاح والوصول إليه، لكن لدي إحساس أن الله يكرهني ويعاقبني في كل ما أحب وأتمنى،وهو مسيطر علي للأسف، وهذا الأمر مزعج جدًا بالنسبة لي؟.
(ر.أ)
يجيب الدكتور معاذ الزمر، أخصائي الطب النفسي وتعديل السلوك:
يا صديقي لا تحزن، فإن كنت قد حزنت لأنك اجتهدت ولم تحقق شيئًا مما كنت تتمناه، فأعلم أن الله لن يضيع مجهودك ومعافرتك بل سيأتي يوم لا محال وتحقق فيه أشياء أخرى، ووقتها ستحبها أكثر وأكثر، لأنها بتدابير الله عز وجل وتدابيره كلها خير.
اليوم الذي تحقق فيه ما لم يكن في بالك سيكون هو اليوم الذي تتأكد فيه من كرم ربنا وأنه يعطي للإنسان ما يحتاجه وليس ما يتمناه، لأن ما يتمناه الإنسان قد يكون فيه الضرر أو شر كبير، فمنعه الله رحمة بعبده، فابتسم وتوكل على الله ولا تحزن أبدًا، لأن تدابيره كلها رحمة.
خلق الله الكون وخلق عباده ويعلم بأدق أدق التفاصيل، فيمنع ما قد يرهق وينقذ الإنسان، ويعطيه كل ما يحتاجه، وكلما يضيق بك الحال وتحزن تذكر "فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنه".
الانسان مع التقدم في العمر يفهم الحياة جيدًا، وأنها دار ابتلاء ومن ثم سيحزن ندمًا على ما يشعر به وعن أمور أعطاها أكثر من حجمها، وعن مشاكل كان حلها التجاهل وليس الوقوف عندها كثيرًا.
هذه الحياة يا صديقي بكل ما فيها لا تستحق سوى أن تضحك وتحارب همومك ومشاكلك بضحكاتك، اضحك واسخر من المشاكل والهموم قبل أن يفوت عمرك دون ضحكاتك الجميلة، امزح واسخر من كل ما يؤلمك لتعيش الحياة بكل راحة ورضا .
اسع واجتهد واترك التوفيق على الله، سيرزقك وسيكتب لك النجاح لا محالة، فقط استعن به وادعه كثيرًا، فهو يحب عبده اللحوح.