الله خلقنا ورزقنا وابتلانا، وقدر لنا كل أمورنا، كيف يحاسبنا علي ما ليس لنا أي يد به، أو بمعنى آخر: ما مقاييس الحساب، وهل هي نفسها للمعافى والمبتلى والغني والفقير؟.
الدنيا دار اختبار، تفاوت الأرزاق فيها فتنة، وكل مبتلى فيها بحسب حاله، فالدنيا امتحان، ومطلوب اجتيازه، لكن عدل الله هنا يتجلى في التقييم، فهو الذي يختلف باختلاف الظروف والأحوال، فمن دخل اختبار الدنيا بمال قليل غير الذي دخله بمال كثير، والذي اجتاز الاختبار وهو مريض غير الذي اجتازه بصحته.
لا تقلق لأن ربنا له معايير كثيرة في التقييم، مسألة الحساب وتقييم أعمال العباد أعقد وأعمق بكثير جدًا من نظرتنا السطحية للأمور، ربنا يحاسب كل شخص بمفرده، حساب دقيق مفصل تراعى فيه ظروفه وأحواله وأدق ملابسات حياته، كل شخص غير الآخر.
فكفى بالله حاسبًا وقيمًا ورقيبًا، هو من وضع الاختبار، وهو من خلق لكل إنسان ظروفه الخاصة، وهو الأعلم بحال كل واحد، وهو المطلع على خبايا الصدور، وهو من يحاسب العباد بنفسه لا يوكل عنه أحدًا، وهو الحق العدل الكريم الرحيم سبحانه وتعالى عما يصفون.