أنا رجل متزوج، وقد استقللت بمعيشتي عن والديّ، مع العلم أنه يعيش معهما أخي الأكبر، والأصغر، ووالديّ بصحة جيدة، وما زلت أودّهم يوميًّا، ولكنهم لم يعجبهم ما فعلت؛ مما أوجد شحناء وبغضاء بينهما وبين زوجتي، مع العلم أن أمّي خالة زوجتي، وحتى الآن لم تأتِ أمّي لزيارتي، رغم دعوتي لها، ورغم زيارة باقي الأهل وتهنئتي، فهل يجوز لي إجبار زوجتي على زيارة أمّي؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: ليس للزوج جبر زوجته على زيارة أمّه، أو غيرها من أهله، ولا تأثم الزوجة بترك زيارتهم، لكن أمّ الزوج -كما ذكر- خالة للزوجة؛ والواجب على الزوجة صلة خالتها، ويحرم عليها قطعها.
وإذا كان ترك الزيارة يعدّ في العرف قطعًا؛ فالواجب على الزوجة زيارة خالتها بالمعروف.
وعلى زوجها أن يأمرها بذلك؛ فصلة الرحم حق من حقوق الله وفرائضه ونوصيك أن تبيّن لزوجتك وجوب صلة الرحم، وفضله، وتحريم قطعه، ومكانة الخالة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: الخالة بمنزلة الأم. رواه البخاري.
واجتهد في الإصلاح بينها وبين والديك، واستعمل في ذلك الحكمة، والمداراة، ولك على ذلك الأجر العظيم -إن شاء الله-.
المركز قال في فتوى سابقة مشابهة : وأهل الزوج ليسوا من رحم الزوجة التي تجب صلتها، ويحرم قطعها، إلا إذا كانت بينها معهم قرابات من جهة الآباء والأمهات، ولكن زيارتها لهم من الإحسان إلى زوجها، وإعانة له على صلة رحمه.
والذي يتعين عليك في هذه الحالة هو: أن تحاول الإصلاح بين زوجتك وأهلك؛ باستئصال أسباب الشقاق والخلاف، قدر جهدك.
ويجوز في مثل هذه الأحوال أن تنقل إلى كل طرف عن الآخر كلامًا يجلب المودة، ويذهب الشحناء -وإن لم يكن واقعًا-، وليس ذلك من الكذب المذموم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا، وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.
مع تذكير كلا الطرفين بأن مقابلة إساءة الطرف الآخر له بالإحسان، والصلة، هو مظنة رجوعه إلى الحق، وتغيير أسلوبه في التعامل معه، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
فإن طاوعتك زوجتك في صلة أهلك، وصلحت العلاقة بينهما، فذلك المطلوب.
اقرأ أيضا:
حقوق الزوجة إذا طُلِّقت من زوجها بناء على طلبها لأسباب معتبرة؟اقرأ أيضا:
أتنازل عن بعض حقوقي لزوجتي حتى لا أشعرها بأنها أسيرة .. ما الحكم؟وإن رفضت زوجتك صلة أهلك، فدعها، ولا تعنّفها.
واجتهد أنت في صلة أرحامك، وفي برّ أمك، واسترضائها، وأكثِرْ من دعاء الله تعالى أن يصلح ذات بينكم.
وليس لك أن تطلّق زوجتك بسبب ذلك، ما دمت راضيًا عنها في دِينها، وخلقها، ومعاشرتها.