مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك يا ابنتي، ولست مندهشة مما تعانين منه، فتصوراتك عن الفقد عميقة في نفسك، وموغلة في الوجع والألم.
لاشك أن فقدك للأسرة، والحياة السوية بين أبوين منسجمين ومتفاهمين، سواء تم الطلاق أو لم يتم يا ابنتي خلق بداخلك خوف عظيم من الفقد، هكذا يفعل عدم الاستقرار الأسري، وهكذا تفعل الاساءات النفسية في الطفولة، ومن ثم يحدث عند الارتباط العاطفي "تعلق شديد" مرضي، وهذا هو ما حدث معك بالنسبة لخطيبك السابق، ولذا تشعرين بالضياع والانهيار، لذا أنت طريحة الفراش تعانين من أعراض سيكوماتيكية.
لقد عشت الفقد وتغول بداخلك منذ الطفولة يا ابنتي، وجاء الفسخ ليجدد الوجع، وينعش التصورات عن الفقد، ليظهر على السطح، هكذا.
لن أسألك عن أسباب الفسخ التي لم تذكريها، فرب ضارة نافعة يا ابنتي.
نعم، فأنت لم تتعافي من آثار الفقد في الطفولة، وما أحدثه من تشوهات في الشخصية، وارتباك معرفي يؤثر على الأفكار والمشاعر، وأنت لست مسئولة عما حدث كله في طفولتك، لكنك مسئولة الآن عن التعافي منه أولًا حتى يمكنك الدخول في علاقات عاطفية سوية.
بناؤك النفسي المتألم هذا لابد أن يتعافي يا ابنتي، ما ذكرتيه هي أعراض اكتئاب، والوصول للأفكار الانتحارية، علامة خطر، تعني المسارعة لطلب المساعدة النفسية المتخصصة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.