التهنئة في المناسبات من هدي الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث عليها ويفعلها، ، حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا دعا لمتزوج قال: «على اليُمْن والسعادة والطير الصالح والرزق الواسع والمودة عند الرحمن» .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يقال: «بالرفاء والبنين»
عجائب وغرائب التهنئة:
1-قال أبو الأسود الدؤلي لرجل يهنئه بالتزويج: باليمن والبركة، وشدة الحركة، والظفر في المعركة.
2- وكان يقال: إن أول من هنأ وعزى في مقام واحد عطاء بن أبي صيفى الثقفي، عزى يزيد بن معاوية بأبيه وهنأه بالخلافة، ففتح للناس باب الكلام، فقال: أصبحت زرئت خليفة وأعطيت خلافة الله.. قضى معاوية نحبه، فغفر الله ذنبه، ووليت الرياسة، وكنت أحق بالسياسة.. فاحتسب عند الله أعظم الرزي، واشكر الله على أعظم العطية.. وعظم الله في أمير المؤمنين أجرك، وأحسن على الخلافة عونك".
3- وقالت أعرابية للمنصور في طريق مكة بعد وفاة أبي العباس: أعظم الله أجرك في أخيك.. لا مصيبة على الأمة أعظم من مصيبتك، ولا عوض لها أعظم من خلافتك.
4- قال الحجاج لأيوب بن القَرِيّة: اخطب عليّ هند بنت أسماء، ولا تزد على ثلاث كلمات. فأتاهم فقال: أتيتكم من عند من تعلمون، والأمير معطيكم ما تسألون، أفتنكحون أم تردون؟
قالوا: بل أنكحنا وأنعمنا.. فرجع ابن القرية إلى الحجاج فقال: أقر الله عينك، وجمع شملك، وأنبت ريعك، على الثبات والنبات، والغنى حتى الممات.. جعلها الله ودودا ولودا، وجمع بينكما على البركة والخير.
5- وكتب بعض الكتّاب إلى رجل يهنئه بدار انتقل إليها: بخير منتقل، وعلى أيمن طائر، ولأحسن إبان، أنزلك الله عاجلا وآجلا خير منازل المفلحين.
6- وكتب رجل إلى صديق له يهنئه بالدخول على أهله: قد بلغني ما هيأ الله لك من اجتماع الشمل، بضم الأهل؛ فشركتك في النعمة، وكنت أسوتك في السرور، وشاهدك بقلبي، ومثلت ما أنت فيه لعيني، فحللت بذلك محل المعاين للحال وزينتها، فهنيئا هنأك الله ما قسم لك، وبالرفاء والبنين، وعلى طول التعمير والسنين.
7- وكتب رجل إلى شخص معزول من منصبه: فإن أكثر الخير فيما يقع بكره العباد، لقول الله عز وجل: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.. فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.. وعندك بحمد الله من المعرفة بتصاريف الأمور، والاستدلال بما كان منها على ما يكون، مغنى عن الإكثار في القول.
وقد بلغني انصرافك عن العمل على الحال التي انصرفت عليها من رضا رعيتك ومحبتهم وحسن ثنائهم وقولهم، لما بقيت من الأثر الجميل عند صغيرهم وكبيرهم، وخلفت من عدلك وحسن سيرتك في الداني منهم والقاصي من بلدهم، فكانت نعمة الله عليك في ذلك علينا، نعمة جل قدرها ووجب شكرها. فالحمد لله على ما أعطاك، ومنح فيك أولياءك وأرغم به أعداك، ومكن لك من الحال عند من ولاك؛ فقد أصبحنا نعتد صرفك عن عملك منحا مجددا، يجب به تهنئتك، كما يجب التوجع لغيرك.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟