الغيرة موجودة حتى بين الحيوانات، ولذلك من لا يغار على عرضه وشرفه يسقط من عين الله، لأن الغيرة على العرض من الفطرة السليمة حتى بين الحيوان.
يقول شيخ من شيوخ العرب: كنا نشهد لقاحا بين فرس وأنثى، فامتنع الفرس ، فشددنا عينه، فنزا عليها، فلما فرغ فتحنا الغرفة فرأى الأنثى "أمه"، فعمد إلى ذكره فقطعه بأسنانه.
1-قال سليمان بن داود الهاشمي لابنه: «لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك، فيستخفك فؤاد الرجل الحليم، وعليك بخشية الله، فإنها غلبت كل شيء» .
2- وقال عبد الله بن جعفر لابنته: «إياك والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتاب، فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب الماء» .
3- وقيل: وكان كسرى أبرويز يتعشق امرأة رجل كان من مرازبته- أحد أمرائه- ، يقال له البارجان، وكانت تأتيه سراً، فبلغ زوجها ذلك فأمسك عن امرأته، واجتنبها.
ودخل إلى كسرى ذات يوم، فقال كسرى: «بلغني أن لك عين ماء عذبة، وأنك قد اجتنبتها فلا تقربها» ، ففطن، فقال له: «أيها الملك بلغني أن الأسد ينتاب تلك العين، فاجتنبها خوفاً منه» ، فأعجب كسرى بمقالته وأمر أن يتخذ له تاج لا قيمة له، ثم دخل كسرى دار نسائه فقاسمهن نصف حليهن، فاجتمع من الجوهر ما لا يحصى فبعث به إلى امرأة البارجان بالقادسية، ووقع ذلك الجوهر إلى السائب بن الأقرع، وكان على المقسم، فباعه وجعل للمسلمين بكتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟