الصحبة والمحافظة على الأصدقاء تتطلب الحكمة والتريث، والصبر على ما يصدر من البعض من أخطاء في بعض الأحيان، كما ينبغي للمرء ألا يفرْط في محبته وعداوته للأشخاص.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما»
فوائد وحكم:
1-قيل لأبي سفيان بن حرب: ما بلغ بك من الشرف ما ترى؟ قال: " ما خاصمت رجلا قط إلا جعلت للصلح بيني وبينه موضعا. أو قال: موعدا ".
2- وجاء فتى إلى سفيان بن عيينة من خلفه فحيّاه وقال: يا سفيان، حدثني.. فالتفت سفيان فقال: «يا فتى، إنه من جهل أقدار الرجال فهو بقدر نفسه أجهل».
3- وقال أحد الحكماء عن الصداقة والتواصل : «من سبقك بالود فقد استرقّك بالشكر».
4- وقال أحد العلماء: «إن من العقوق أن يرى أبوك رأيا فترى غيره».
اظهار أخبار متعلقة
فائدة عظيمة:
الصحبة على وجوه، لكل واحد منها آداب وواجبات ولوازم:
-فالصحبة مع الله تعالى باتباع أوامره، واجتناب نواهيه، ودوام ذكره، ودرس كتابه، ومراقبة أسراره أن يختلج فيها ما لا يرضاه، والرضا بقضاء الله، والصبر على بلائه، والرحمة والشفقة على خلقه، وما ينحو نحوه من هذه الأخلاق الشريفة.
- والصحبة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم باتباع سنته، واجتناب البدع، وتعظيم أصحابه، وأهل بيته، وأزواجه، وذريته، ومجانبة مخالفته فيما دق وجل، وما يجري مجراه.
- والصحبة مع الصحابة وأهل بيته رضي الله عنهم بالترحم عليهم، وتقديم من قدموه، وحسن القول فيهم، وقبول قولهم في الأحكام والسنن.
آداب الجوارح:
على كل جارحة من الجوارح آداب تختص بها:
-فآداب العين أن ينظر إلى إخوانه نظر مودة ومحبة يعرفها منك هو ومن حضر المجلس، ويكون نظره إلى محاسنه وإلى أحسن شيء يصدر منه، وأن لا يصرف عنه بصره في وقت إقباله عليه وكلامه معه.
- وآداب السمع أن يستمع إلى حديثه سماع مشته لما سمعه، متلذذ به وإذا كلمته لا تصرف بصرك عنه، ولا تقطع حديثه بسبب من الأسباب، فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك استعذرته فيه، وأظهرت له عذرك.
- وآداب اللسان أن تكلم إخوانك بما يحبون، ثم في وقت نشاطهم لسماع ما تكلمهم به، وتبذل لهم نصيحتك، وتدلهم على ما فيه صلاحهم، وتسقط من كلامك ما تعلم أن أخاك يكرهه من حديث أو لفظ أو غيره، ولا ترفع عليه صوتك، ولا تخاطبه بما لا يفهم، وكلمه بمقدار فهمه وعلمه.
- وآداب اليدين أن يكونا مبسوطتين لإخوانه بالبر والمعونة، لا تقبضهما عنهم وعن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به.
- وآداب الرجلين أن يماشي إخوانه على حد التبع، ولا يتقدمهم، فإن قربه إلى نفسه تقرب إليه مقدار ما يعلم أنه محتاج إليه، ثم يرجع إلى موضعه، ولا يقعد عن حقوق إخوانه معولا على الثقة بإخوانهم؛ لأن فضيل بن عياض قال: ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة ويقوم لإخوانه إذا أبصرهم مقبلين، ولا يقعد إلا بقعودهم، ويقعد حيث يقعدونه كذلك.