وقعت في بني إسرائيل الكثير من الآيات والكرامات للصالحين، والتي تناولتها كتب السنة، لحث الناس على فعل الخير، وإخلاص العمل فيما بينهم وبين الله.
كلام السحاب:
1-عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما رجل في فلاة إذ سمع رعدا في سحاب، فسمع في السحاب كلاما: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب إلى مكان، فأفرغ ما فيه.
فجاء الرجل فإذا ذلك الماء صار سيولا صغارا وإذا قناة منه قد استوعبت الماء قال: فمشى معها حتى أتى الحديقة، فإذا الرجل يحول الماء فسقاها.
قال: قلت: ما اسمك يا عبد الله؟ قال: فلان، فقلت: ما تصنع في حديقتك إذا يا عبد الله؟ إني سمعت في هذا السحاب الذي هذا ماؤه: اسق حديقة فلان باسمك.
فقال الرجل: أما إذ قلت هذا، فسأخبرك: إني إذا حصدت ثمارها جعلتها أثلاثا أكلت أنا وأهلي ثلثا، ورددت عليها ثلثا، وتصدقت بثلث على المساكين، والسائلين، وابن السبيل ".
اظهار أخبار متعلقة
معجزة نبوية:
2- عن أنس بن مالك، قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شعب بالمدينة ومعي الوضوء، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا، ثم رفع رأسه فأومأ إلي بيده أن أقبل، فأتيته.
قال: «ضع الماء وادخل» فدخلت، فإذا أنا بطائر أكمه ساقط على شجرة وهو يضرب منقاره، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تدري ما يقول؟».
قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " يقول: اللهم إنك العدل الذي لا تجور ولا تخفى عليك خافية، خلقتني وسويت خلقي، وحجبت عني بصري، اللهم قد جعت فأطعمني ".
قال: فأقبلت جرادة فدخلت بين منقاره، فأطبق عليها، ثم جعل يضرب بمنقاره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تدري ما يقول؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " يقول: من توكل على الله فإن الله لا ينساه، ومن نسيه خاطئ يائس بعد هذا اليوم، الرزق أشد طلبا لصاحبه من صاحبه له ".
من عجائب رواية الذئب:
3- ذكر سلمة بن نفيل التراغمي: أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حين جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، والله لقد رأيت عجبا ما رآه رجل قبلي إني غدوت من أهلي اليوم أضحي غنيمة لي، فعدا الذئب فأخذ منها حملا، فاتبعته أطلبه، أريد أن أستنفذ منه حملي إن استطعت، فلما أدركته وضع الحمل، وأقبل يكلمني.
فقال: أيها الرجل، ارجع، فوالله لا تستنقذه اليوم، فقلت: والله ما رأيت في العجب كاليوم قط، إن الذئب يتكلم.
فقال الذئب: بل أنبئك بأعجب منه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراءك بالنخلات، يحدثكم بالوحي من السماء، فذاك أعجب من ذئب رزقه الله حملا.
فقال: والذي أنزل عليك الكتاب، ما جلست منذ تكلم الذئب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت، يوشك أحدكم أن يحدثه فخذه وعصاه بما فعل أهله بعده، فهي العجائب بين يدي الساعة».