هل تريد أن تكتب عند الله صادقًا، فقط عليك بهذه الأمور البسيطة جدًا، (عليك الإقلال من الكلام والأكل والنوم والمخالطة بالناس) تكن صادقًا لاشك، فهذه هي (الروشتة) التي قدمها أحد الحكماء للعلاج من داء الكذب، وللوصول إلى مرحلة الصدق سواء مع النفس أو مع الله أو مع الناس، أيضًا عليك بذكر الموت لأنه يخيفك من الكذب، والمؤمن لا يمكن له أن يكون كاذبًا أبدًا.
فضلاً عن الاستمرار في ترديد جملة ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، فإنها تثبت القلوب على الصدق، وتأخذ بيد صاحبها الطريق الصائب، وهو الطريق الذي تكتسب فيه ثقة ومحبة الناس، يقول ابن القيم رحمه الله: «الصدق هو الطريق الأقوم الذي من لم يسر فيه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه».
تعلم الصمت
حاول أن تتعلم الصمت، فهو من الخصال الطيبة، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرها؟ قلت: بلى قال: طول الصمت، وحسن الخلق فو الذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما».
فتخيل أن الصمت من حسن الخلق، ذلك أنك لا يمكن أن تقع في غية اللسان وهفواته، بينما تمسك عليك لسانك، فتتعود الصدق مع الوقت، فكان أخوف ما يخاف منه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على أمته هو هذا اللسان، إذ جاءه سفيان بن عبد الله البجلي فقال: «يا رسول الله، مُرْني بأمرٍ أعتصم به، قال: قل ربي الله ثم استقم قال: فما أخوف ما تخاف عليَّ؟ قال: فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال: هذا»، فكان من حسن إسلام المرء قلة كلامه ومراقبة لسانه.. كما قال عليه الصلاة والسلام: «من حسن إسلام المرء قلة كلامه».
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟الأكل والنوم
أيضًا من الأمور التي توقع الإنسان في الخطأ، كثرة الأكل والنوم، لأنه يكون وخيمًا كسولا دائمًا، فيبحث عن أي تبرير لتأخره أو لكسله هذا، فيقع في الكذب.
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أكثرَ النَّاسِ شبعًا في الدُّنيا، أطولُهم جوعًا يومَ القيامة»، ولذلك تغير حال أبي جحيفة رضي الله عنه ـ الذي تجشأ عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له هذا الحديث-، قال راوي الحديث بعده: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تعشى لم يتغد، وإذا تغدى لم يتعش، فابحث عزيزي المسلم عن كل الطرق التي تجعلك صادقًا، لأن الصدق يهدي إلى البر، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا.