مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن كل شيء في حده الطبيعي جيد ومطلوب وضروري، وكذلك الاحتضان، فهو تعبير قوي عن الاحتواء والدفء والقبول والحماية والحب، وهذه احتياجات انسانية يحتاج الجميع من كل الأعمار اشباعها إلا أنها تكون لدى المراهق في مرحلة فوران مثلها مثل كل شيء لدى المراهق.
وابنتك يا عزيزتي مراهقة تعتمل بداخلها مشاعر وهرمونات وأفكار تتسم بالسخونة والكثرة والفوران، وأنت لم تذكري شيئًا عن طفولتها واشباعك ووالدها لاحتياجاتها النفسية هذه كلها، فهناك أشخاص تكون درجة اشباعهم لاحتياجاتهم النفسية تفوق ما يبذله ويمنحه الوالدين، وهناك من يفتقد هذا الاشباع بسبب اشنغال الوالدين أو قلة وعيهم، ومن ثم لم أعرف كيف كان حالكم مع ابنتك في طفولتها، وعلى أية حال، فلا بأس من اشباع احتياج ابنتك للاحتضان فهو ليس مرضًا نفسيًا، لذا اشبعي احتياجها واقتربي منها كصديقة لتعرفي أكثر عنها، دعيها تحدثك عن مشاعرها، ونفسها، واحتياجاتها، وما تفتقده، إلخ، فإن استطعت القيام بهذا الدور بدون اطلاق أحكام على ابنتك، أو نصح، أو لوم، فخير وبركة، أو يمكنك اقتراح أن تصاحبها في رحلة التعرف على مشاعرها شخصية أمينة، محايدة، متفهمة، تقدم لها المساعدة النفسية المتخصصة المطلوبة في أمان وسرية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.