مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لرغبتك في مساعدة ودعم ابنة خالتك، وأقدر مشاعرها وموقفها المؤلم تمامًا.
من الجيد بالطبع ألا تخبر والدتها مريضة القلب، إذ لن تجني شيئًا ايجابيًا يذكر، بل على العكس ربما تسوء حالتها الصحية وتدهور.
هذا الموقف المؤلم يا عزيزتي يحتاج من ابنة خالتك أن تفهم –لتتمكن من التعامل معه- أنها لا تملك تصويب تصرفات والدها، مهما كانت خاطئة أو مسيئة، فهو وحده مسئول عن تصرفاته واخطائه، فهذه الدائرة الجهنمية هي ليست فيها من الأساس فلا تضع نفسها بنفسها في جحيمها.
واجبها الآن هو الحفاظ على صحة والدتها، وحياتها، والتعامل بشكل صحي مع مشاعرها الغاضبة، والحزينة، فالانهيار لن ينفع أيضًا، فهي بذا تؤذي نفسها وفقط.
أما والدها، فالموقف صعب لكنه ليس مستحيلًا، إذ عليها لتحمي نفسها ووالدتها أن تفصل بين كونه "أب" وبين كونه "زوج خائن"، وشخص يخطيء ويصيب.
مرة أخرى، أعرف تمامًا أن الأمر صعب لكنه الحل الأنجع للتعامل مع هذا الأب، وهذه المحنة.
مرة أخرى، أخبري ابنة خالتك أن تحيد مشاعرها وموقفها من هذا الأب، إذ ليس المطلوب معاقبته ولا مسامحته، وليس مكلوبًا منها أن تحبه، ليس مطلوبًا منها مشاعر ما، ولكن مطلوب منها تعامل محدود لا يؤذيها وفي إطار الأبوة وفقط.
وبالطبع لو عجزت وحدها عن فعل هذا، يمكنك مساعدتها بالتواصل مع معالجة نفسية ماهرة وثقة حتى تتعافى من الصدمة يا عزيزتي وتتعامل مع الواقع المؤلم كما يجب.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.