زوجتي تعلم غيرتي وقام بتوليدها طبيب رجل..هل أطلقها؟
تزوجت زوجتي بعد حب دام 5 أعوام، وضحيت معها بأشياء كثيرة حتى نتزوج ويجمعنا بيت واحد، ومنذ 3 أعوام ولدت زوجتي بعملية قيصرية، ولأنني لا علم لي بهذه الأمور النسائية سألتها عن مكان فتح البطن الذي سيراه الطبيب، فقالت لي أنها لا تعلم، حتى تتحاشي غيرتي وغضبي لأنها تعلم غيرتي.
كنت وقتها مسافرًا، وبعد عودتي علمت أن أن المكان أسفل البطن، ما معناه أن الطبيب رأى عورتها، وأنا غير قادر على تحمل خداعها لي.
أثناء المتابعة مع الطبيب كنت أطلب من والدتي وأخي صحبتها والتواجد معها في غرفة الكشف مع الطبيب، ولكن للأسف دخلت العمليات وحدها وسط أربع أطباء من الرجال، واثنان من الممرضات، وعاملة نظافة، ولا أعلم هل هذه خلوة أم ماذا، كما أنني غير قادر على تقبل فكرة أنها انكشفت على كل هؤلاء الأطباء الرجال أثناء الولادة.
منذ 4 أشهر ونحن نتشاجر يوميًا، أشعر بالاختناق، وهي أصيبت بانهيار عصبي نتيجة توبيخي ولومي الدائم اليومي لها على الرغم من اعتذارها، فأنا غير قادر على مسامحتها، فأنا أتمنى الموت ولا أن يرى رجل غريب عورة زوجتي.
أنا متعب نفسيًا جدًا، انكسر قلبي، وأصبحت أشك في زوجتي فأنا لا أعلم ما الذي حدث في غرفة العمليات من هؤلاء الرجال مع زوجتي، وأفكر في تطليقها، فقد كرهتها، لكنني أعود وأشعر بالشفقة فهي "غلبانة" ووالداها مسنان ولديها أخت واحدة، وتحبني.
هل لو طلقتها يكون هذا حرامًا عليّ؟
نفسي في حلم يبين لي الحقيقة وأنها لم تنكشف على الرجال في غرفة العمليات لكن هذا لم يحدث.
ما العمل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
بارك الله لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده.
لم تذكر أي معلومة عن مولودك المبارك يا عزيزي، وقد طغت فكرة قاسية للغاية على مشاعرك حتى أنها أنستك "أبوتك" وأن هناك حدثًا عظيمًا، ومنة كبرى، ونعمة لا تضاهى حدثت وهي أنك أصبحت أبًا ولديك طفل!
أقدر مشاعرك، واحترم غيرتك، نعم الرجل الغيور من يغار على عرضه بالفعل، ولكن مشاعر الغيرة لابد أن تكون في "سياق" محمود، فهذه هي الغيرة التي يحبها الله ورسوله.
مشاعر الغيرة وأي مشاعر يا عزيزي خلقها الله فينا لكي نقودها ونحكم عقالها، ولا نتركها تقودنا هي، بل نكبح جماحها نحن، ونحكم عقلنا، ونفكر به لا بمشاعرنا.
مشاعر الغيرة يا عزيزي محمودة، ولكن كل شيء زاد عن حده انقلب لضده، حتى هذه المشاعر، فما ذنب شريكة حياتك، وحب عمرك، وأم ولدك في سيطرة مشاعر الشك فيها الآن بلا جرم ولا جريرة، فما مشاعر الشك هذه التي هي في غير محلها إلا نتيجة لمشاعر غيرة غير محمودة وفي غير محلها.
متابعة زوجتك مع طبيب أمراض النساء والتوليد "ضرورة"، ولا شيء في هذا، وفي غرفة "العمليات" يا عزيزي، وجع، وألم، وأدوية، وأدوات جراحية، وامرأة تتوجع، ربما هي منتفخة العينين، ثائرة الشعر، مجهدة للغاية، تتلوى من الألم، والأطباء أشخاص في حالة "عمل" و"مهنة" ولا توجد أي أجواء للغزل والافتتان والاعجاب، بل دماء، وروائح غير جيدة، ومناظر صعبة، وانسان بين الحياة والموت مطلوب تخليصه وتوليده، وأجواء توتر وقلق، ولو أنك سألت أي طبيب نساء وتوليد ثقة وأمين لأخبرك أنه لا يرى سوى هذا، دماء، وعضو جسد مثله مثل اليد والقدم والمعدة، فليس هذا مكان ولا وقت اشتهاء، لا شيء يدعو لهذا على الاطلاق!
يا عزيزي، اتق الله ربك، وأمسك عليك زوجك، وعقلك، ومشاعرك، وانتبه لولدك، وزوجك، وابن حياتك الزوجية والأسرية على الحب، وحسن الظن، وأحسن التعامل مع غيرتك، هذبها، وألجمها بلجام العقل والتبصر، وضعها في محلها وسياقها المطلوب وفقط، فالأصل بين الزوجين الحب والثقة والاحترام، فرجاء لا تهدم أيًا منها، وقولًا واحدًا في أمر الطلاق في حالتك هذه فهو ليس له أي داع البتة، فلا تظلم نفسك وزوجك وولدك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
