أخبار

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

كيف تواجه الشيطان وحزبه وتثبت على طريق الحق والإيمان؟ (الشعراوي يجيب)

60 في الجاهلية و60 في الإسلام.. "حكيم بن حزام" رفيق الرسول قبل وبعد البعثة!

بقلم | أنس محمد | الاثنين 03 يونيو 2024 - 07:53 ص

يعتبر الصحابي الجليل حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي، أكثر الصحابة الذين عاشوا في الجاهلية وعمروا في الإسلام، فقد عاش ستينا هنا في الإسلام وستينا هناك في الجاهلية، وهو أحد رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل وبعد البعثة، وهو واحد من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها، وهو ابن أخ أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان الزبير بن العوام ابن عم حكيم بن حزام.

مولده

ولد حكيم بن حزام قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وقيل إنه وُلد في جوف الكعبة بمكة، وذلك أن أمه صفية بنت زهير بن الحارث بن أسد، دخلت الكعبة في نسوة من قريش، وهي حامل فأخذها الطلق، فولدت حكيماً بها.

نشأ حكيم بن حزام في أسرة عريقه النسب، واسعة الثراء، وكان عاقلاً شريفاً فاضلاً، فجعله القوم سيدهم، وأسندوا إليه منصب الرفادة، حيث إعانة المحتاجين والمنقطعين من الحجاج، فكان يخرج من ماله الخاص ما يرفد به المنقطعين من حجاج بيت الله الحرام في الجاهلية.

عاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين عامًا، وفي الإسلام مثلها، وكان صديقَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قبل المَبْعث وبعده، وكان يُحبُّه ويودُّه، ويتمنَّى لو سَبَق إلى الإسلام، ولكن لأمرٍ ما قَضَى الله أن يتأخَّر إسلامُه إلى عام الفتح، ولعلَّ نزعة من نزعات سُؤْددِه في الجاهلية أبطأت به، وما كان أشدَّ فرح النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإسلامه، حتى قال: ((من دخل دار حكيم فهو آمِنٌ))، وتألَّفه بالعطاء حتى حَسُن إسلامه واكتمَل.

قال مصعب بن عثمان عن حكيم بن حزام: سمعتهم يقولون: "لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة عاما، وهذا يدل على رجاحة عقله رضي الله عنه.

صحبته للنبي        صلى الله عليه وسلم

كان حكيم صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فقد كان يألف ويأنس ويرتاح إلى صحبة النبي ومجالسته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادله وداً بود وصداقة بصداقة، ثم جاءت آصرة النسب فوثقت ما بينهما من علاقة، وذلك حين تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عمته السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها.

ولحبّه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورِقة قلبه، رغم أنه لا يزال على دين قومه، فقد روي أنه لما حصر المشركون، بني هاشم في الشعب، كان حكيم تأتيه العير بالحنطة، ويضرب أعجازها فتدخل عليهم الشعب، فيأخذون ما عليها من الحنطة، وفى الليلة التي سبقت فتح مكه قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: «إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو».

 وحين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً أراد أن يُكرم حكيم بن حزام فقال: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فهو آمن، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن».

إسلامه

أسلم حكيم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وفي هذا قال حكيم بن حزام رضي الله عنه: يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة وصلة رحم، فهل فيها من أجر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أسلمت على ما سلف من خير»، وفي رواية أخرى: قلت: فو الله لا أدع شيئاً صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله، وقد أعتق في الجاهلية مئة رقبة وحمل على مئة بعير، ثم أعتق في الإسلام مئة رقبة وحمل على مئة بعير.

يروى عنه أنه بعد غزوة حنين سأل رسول الله عليه الصلاة والسلام من الغنائم فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، حتى بلغ ما أخذه مئة بعير، وكان يومئذ حديث عهد بالإسلام، فقال له النبي: «يا حكيم، إن هذه الأموال حلوة خضرة، فمن أخذها بسخاء نفس بورك له فيها، ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيها، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى»، فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: واللهِ يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا، ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا.

بر حكيم قسمه، ففي عهد أبي بكر دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه، ولما آلت الخلافة إلى الفاروق دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه، فقام عمر في الناس وقال: أشهدكم يا معشر المسلمين، أني أدعو حكيما إلى أخذ عطائه فيأبى وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة.

وأخرج الشيخان عن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه مَنْ هو أفقر مني، فقال: ((خُذْه، إذا جاءك من هذا المال شيءٌ وأنت غير مُشرفٍ عليه ولا سائل فَخُذْه، وما لا، فلا تُتْبعه نفسك)).

 ومن ذلك أنَّ الإسلام جاء ودار الندوة بيده، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم، وتصدَّق بها كلها، وقال: اشْتَرَيْتُ بها دارًا في الجنة، ولمَّا لامه ابن الزبير، وقال له: بعت مَكْرُمةَ قريش! قال: يا ابن أخي، ذهبت المكارمُ إلا التقوى[8].


وفاته

توفي حكيم بن حزام سنة أربع وخمسين من الهجرة، وقد عاش 120 سنة، منها ستون في الجاهلية، وستون في الإسلام.



الكلمات المفتاحية

حكيم بن حزام أصحاب النبي فضل الصحابة أقارب السيدة خديجة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يعتبر الصحابي الجليل حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي، أكثر الصحابة الذين عاشوا في الجاهلية وعمروا في الإسلام، فقد عاش ستينا هنا في الإسلام وستينا هناك في