مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وأتفهم تمامًا ما تعانين منه.
فقط سأدعوك للإجابة عن سؤال وهو: هل لو كنت ولدت سمراء في بلد يحب مجتمعه السمراوات ويرونهن الأجمل، هل كنت ستفقدي ثقتك في نفسك هكذا؟ الإجابة بالطبع هي لا، ولا أقصد هنا موضوع الثقة في النفس، ولكن ما يمليه المجتمع من تصورات، ومعايير، لتفهمي معي أنها تخص مجتمع لكنها ليست بالضرورة هي الحقيقة.
ما الحقيقة إذا؟
الحقيقة أنك جميلة، سمراء كنت أم قمحاوية، أم بيضاء، أنت جميلة، هذا ما يجب أن تصدقيه في نفسك عن نفسك لتمنحيها الثقة أولًا، ولتلفظي ما تم إلقاؤه داخلك منذ طفولتك من معايير مجتمعية.
ما حدث في طفولتك انتهى، وكنت وقتها طفلة بلا حول ولا قوة، أما الآن فأنت بالغة وراشدة، ومهندسة، ومتفوقة، ومسئولة عن نفسك، وحبها، وتقديرها، وقبولها، وتصديق أنها جميلة، وأن للجمال أوجه عدة، وأنك مسئولة عن البحث عن مواطن جمالك والتركيز عليها وابرازها وتكبير عدسة رؤيتك لها لديك أولًا، بعدها ستلاحظين أن الناس يرون ما ترينه أنت في نفسك وعن نفسك، وسيتبون تصوراتك عنها وحبك لها، وياللمفاجأة!
هيا يا عزيزتي، افعلي، وإن لم تستطيعي بمفردك فاستعيني بمعالجة نفسية، تأخذ بيديك لمواطن جمالك، وتحسين صورتك الذاتية عن نفسك، بعدها ستجدين نفسك غير محتاجة للتفكير أصلًا في شيء من هذا كله، وستلقين بمخاوفك من الزواج وكل شيء في مزبلة التاريخ.
ودمت بكل يخر ووعي وسكينة.