مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لاهتمامك أن تكوني من المحسنين، وتربية الأم لأبنائها هي وظيفة بدوام كامل، أجرها عظيم، وثوابها عند الله لا يضاهيه عمل يا عزيزتي.
أسأل الله أن يبلغك منزلة المحسنين، وما عليك سوى العمل في هذا واخلاص النية لله فيه، والتعرف على نفسك، والقرب منها، فهذه درجة احسان مهمة ومطلوبة، أن يحسن المرء معرفة نفسه التي خلقها الله، مهمة لا رفاهية فيها، فمن عرف نفسه عرف ربه، ومعرفتك لنفسك واجب لن يقوم به أحد بالنيابة عنك، وسيساعدك على معرفة ربك وحسن تربية أولادك، فتعرفي عن نفسك، احتياجاتك، مشاعرك، وبهذا ستتعرفين على هواياتك، وسيكون هناك مساحة ضرورية جدًا لنفسك وهواياتك وعمل ما تحبينه، فالالتفات لهذا يا عزيزتي مهم، وليس تفاهة أو رفاهية.
وأخيرًا تذكري أن من يستطيع انقاذ الآخرين هو من ينقذ نفسه أولًا، فاهتمي بنفسك، وقدريها، وأحبيها، واعتن بها، حتى يمكنك رعاية غيرك والاحسان إليهم سواء كانوا أبناءً أو أي أحد آخر، فأولى درجات الإحسان هي الإحسان للذات.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.