أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

ضحايا كورونا وأسرهم في مرمى نيران التنمر والرفض المجتمعي ..قصص ومشاهد مؤلمة

بقلم | خالد يونس | الاحد 12 ابريل 2020 - 09:29 م
لم تقف تداعيات انتشار وباء فيروس في كافة أرجاء العالم إلى كارثة صحية وخسائر اقتصادية فادحة فقط، ولكن هذا الوباء خلف ورائه مشكلات نفسية ومعاناة اجتماعية لم تقتصر على المبتلين بذلك المرض القاتل، ولكنها طالت أسرهم ، بل وامتدت إلى أفراد الجيش الأبيض  وأعضاء الطواقم الطبية الذين يبذلون أقصى جهودهم ويعرضون حياتهم للخطر من أجل انقاذ المصابين بالفيروس وعلاجهم حتى لا تتدهور حالاتهم الصحية ويقفون على أعتاب الموت، وحتى من وصل من المرضى إلى مرحلة الموت لم يسلم من السلوكيات المجتمعية المؤسفة ،حيث خرج الأهالي في أكثر من قرية بعدة محافظات متجمهرين ورافضين لدفن ضحايا كورنا في مدافن عائلاتهم.

 قصص ومشاهد مؤلمة جرت فصولها  بين جدران المنازل بالمدن والقرى على حد سواء في العديد من محافظات مصر، كشفت عن ظاهرة مؤسفة فيها من التنمر والسخرية والإيذاء النفسي والاجتماعي لضحايا كورونا وبعض الأطباء، وهي ظاهرة مرفوضة إنسانيًا واجتماعيًا وقبل ذلك شرعيًا.

 وفي صعيد مصر يحكي  محمد علي الذي ينحدر من قرية بني جرج، إحدى قرى محافظة المنيا، شمالي صعيد مصر، أن والدته واحدة من عشرات الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بعد زيارة إلى السعودية لأداء عمرة شهر رجب، حيث يكون الزحام كبيرا في المشاعر المقدسة.

نظرات الناس جعلتني أشعر وكأني وباء


ويضيف محمد قائلًا: "جاءت السلطات بأسطول من السيارات لاصطحاب والدتي لمستشفى العزل بعد ثبوت إصابتها، تحول الأمر إلى حديث القرية، الكل علم أن أسرتي بها مصاب بكورونا، ومنذ لك الحين تغيرت نظرات وتعاملات أهل القرية معنا".، بحسب بي بي سي.

ويشرح محمد معاناته المجتمعية وكيف تغيرت معاملة جيرانه ومعارفه معه بعد إصابة والدته بالمرض فيقول: إن البعض أصبح يغير طريقه إذا ما كان يتقاطع مع خط سيره، والبعض الآخر يتجاهل إلقاء السلام عليه، ويضيف بحسرة وأسى: "نظرات الناس جعلتني أشعر وكأني وباء".

محمد الذي يعمل نجارا ويعتمد في كسب رزقه على التعامل مع زبائنه يشير إلى إن هذه التجربة المؤلمة لن ينساها أبدا، ليس بسبب مرض والدته بل بسبب ما خلفه من ألم نفسي ونظرة سلبية من المجتمع، قائلا: "لا ذنب لنا في المرض، وبعد شفاء والدتي التي خرجت من المستشفى بعد أيام، أعتقد بقوة أن من عاملنا بشكل سلبي هم المريض وليس والدتي".

حتى الأطباء لم يسلموا من أذى التنمر


ولم تقتصر  مشاهد التنمر والرفض المجتمعي المؤسفة على المصابين بفيروس كورونا وعائلاتهم فقط، بل امتدت أيضا إلى الجيش الأبيض لتشمل الأطباء العاملين على رعاية مرضى كورونا.

الطبيبة المصرية دينا مجدي نشرت الأسبوع الماضي مقطعا مصورا تشكو فيه من محاولات سكان البناية التي تسكن فيها طردها بعد علمهم بطبيعة عملها في إحدى المستشفيات، التي تعالج مرضى كورونا.

الدكتورة  دينا، وهي طبيبة للأمراض الجلدية بأحد مستشفيات محافظة الإسماعيلية، أنها بعدما نقلت للعمل فى المستشفى المخصص لعلاج كورونا تركت منزلها، وأقامت بمنزل آخر بمفردها وقاية لأفراد أسرتها، إلا أنها بعد عدة أيام فوجئت ببعض أهالي المنطقة يقولون إنها "ترعى حالة مصابة بكورونا في منزلها وتعرض سكان البناية للخطر وطالبوها بالرحيل فورا".

وتقول الطبيبة المصرية: "كانوا يعاملونني وكأني موصومة لمجرد أني طبيبة أعالج مرض كورونا". موضحة أنهم لم يتوقفوا عن ذلك إلا بعد تدخل شرطة النجدة.

لكن الدكتورة دينا وجدت بعض الدعم والمساندة المجتمعية، حيث عبر عدد من المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم بعد تعرض طبيبة تتعامل مع حالات مصابة بفيروس كورونا "للتنمر" من قبل جيرانها.
ونشرت الطبيبة دينا مجدي، المقيمة في مدينة الإسماعيلية بشرق القاهرة، في 7 أبريل/نيسان مقطع فيديو قالت فيه "إن جيرانها حاولوا طردها من المبنى".

وأضافت أنها عملت مؤخرا في مستشفى الحميات في الإسماعيلية، حيث ساعدت في اختبار الأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا (كوفيد19).

 تركت منزلها خوفًا على أهلها


وبسبب عملها، اضطرت الطبيبة دينا مجدي لترك منزلها والإقامة بمنزل آخر كي تحمي أهل بيتها من احتمال إصابتهم بالعدوى.

وفي أحد الأيام فوجئت ببعض أهالي البناية التي تسكن فيها وبعض أفراد الأمن وهم ينادون عليها ويصيحون باسم صاحبة الشقة التي تسكن بها، متهمين إياها بأنها مصابة بالفيروس وأنها تعزل نفسها، وكذلك أنها "متحفظة" عندها بالبيت على حالة مصابة بكورونا ولا تراعي السكان الآخرين وتعرضهم للإصابة.

وانتشر مقطع الفيديو بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعرب العديد من المصريين عن دعمهم للطبيبة دينا مجدي.
فقال محمد سعيد: "ما حدث مع الطبيبة دينا مجدي في الإسماعيلية شيء مُخزي، لابد من توفير الحماية للطواقم الطبية واحتوائهم والاحتفاء بهم من خلال نشر الوعي بين الناس بأهمية الدور الذي يقومون به، ومحاولة التركيز على أن فيروس كورونا ليس وصمة عار على جبين المصابين به أو معالجيه!"

مواقف مؤسفة  تجاه دفن الموتى


المشاهد  المجتمعية المؤسفة امتدت إلى مراسم دفن ضحايا كورونا ، وتجمهر الأهالي في أكثر من مكان وأكثر من مشهد رافضين دفنهم في مدافن قراهم .. ففي  قرية بولس في كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، رفض أهالي القرية رفضا باتا دفن جثمان أحد أبناء القرية، بعدما توفي في مستشفى العزل جراء إصابته بفيروس كورونا. ولم يقبل الأهالي بأن تتم عملية الدفن إلا بعد أن تدخلت الشرطة.

وكان الرجل، وهو طاعن في السن، قد انتقلت إليه العدوى من نجله الطبيب بسبب عمله في إحدى مستشفيات العزل الصحي، وبرر أهالي القرية لوسائل إعلام محلية رفضهم دفنه في بلدتهم بأنه "من أهل المنطقة، ولكنه مقيم في الإسكندرية منذ زمن وأنهم يخشون من انتشار العدوى في القرية".

وفي قرية شبرا البهو التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، تجمهر عدد من أهالى أمام سيارة إسعاف تنقل إحدى الحالات المتوفاة بـ فيروس كورونا المستجد، رافضين دفن طبيبة الباثولوجي المتوفاة في مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية، في قريتهم.

وانتقلت قوة أمنية من مركز أجا فى محاولة لإقناع الأهالى، وأن الاعتراض سيؤدى إلى زيادة عدد الأهالي المتجمعين، وهو ما يمثل خطرا شديدا على أهالي القرية.
ولم تتم اجراءات الدفن إلا بعد أن طمأن مسئول الطب الوقائى أهالي القرية، بأنه سيقوم بدفنها بنفسه، وأنه تم اتخاذ جميع الطرق الوقائية حتى لا ينتقل الفيروس، وأنه لا خوف من دفنها بالقرية ولكن دون جدوى.

يذكر أن الطبيبة مقيمة بمدينة المنصورة وانتقل الفيروس إليها عن طريق طبيبة من أقاربها كانت عائدة من الخارج، كما نقلت أيضا العدوى إلى طبيبة أسنان وزوجها وآخرين وتم شفاؤهم.

اقرأ أيضا:

إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!


مشهد إيجابي ومغاير


ولكن بعد ساعات من المشهد  المؤسف الذي تمثل في اعتراض أهالي قريتى «شبرا البهو» و«ميت العامل» بمركز أجا في محافظة الدقهلية على دفن جثمان طبيبة متوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، كان مشهدًا مغايرًا تماما يجري الترتيب له في قرية شباس عمير، التابعة لمركز قلين في محافظة كفرالشيخ استعدادًا لدفن سيدة من أهالي القرية نتيجة إصابتها بالفيروس نفسه.

الشهيدة ليست أم لأبنائها فقط ولكنها أم لكل أبناء القرية، كانت الرسالة الأبرز في تعليقات الأهالي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مصحوبة بتأكيد آخر «ما حدث في الدقهلية لا يمكن أن يحدث في بلدتنا»
الشعارات تحولت إلى واقع ملموس مع وصول سيارة الإسعاف للقرية، حيث اصطف الأهالي متباعدين منفذين لكل تعليمات إدارة الطب الوقائي في مديرية الصحة بكفر الشيخ.

الأطباء من أبناء القرية كانوا حلقة الوصل بين مسؤولي وزارة الصحة من جانب وأهالي البلدة من جانب آخر في الإشراف على المشهد العام لتشييع الجثمان.

إعلان أسرة المتوفاة عن حالة الوفاة تضمن رفعًا للحرج عن الأهالي «اللي هيحضر صلاة الجنازة مقدرين عزاءه، واللي مش هيحضر نلتمس له العذر وندعوه لصلاة الغائب على روحها».
الدعوة قابلها أبناء القرية بإصرار على استقبال الجثمان، ولكن في ظل تنسيق كامل من لجنة شكلها أطباء القرية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لتوعية أهالي القرية بإجراءات مواجهة فيروس كورونا، ونصائح لدفن المتوفاة.

اقرأ أيضا:

هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟

اقرأ أيضا:

زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟


الكلمات المفتاحية

كورونا ضحايا كورونا التنمر الايذاء النفسي دفن الموتى العدوى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم تقف تداعيات انتشار وباء فيروس في كافة أرجاء العالم إلى كارثة صحية وخسائر اقتصادية فادحة فقط، ولكن هذا الوباء خلف ورائه مشكلات نفسية ومعاناة اجتماعي