النهاية لاشك محتومة للكل، قال تعالى: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ» (الرحمن(26 و27)، لكن السؤال الأهم هو أين المصير؟.. والإجابة يعرفها الكل وواضحة تمامًا وضوح الشمس، ولذا أخبرنا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، بضرورة كثرة تذكر الموت، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت».. كما قال عطاء بن أبي رباح: (ذكر الموت يعطيك ثلاثة أشياء: عدم التسويف، الرضا بما قسم الله لك، الاشتغال بالطاعة).
لذا ينبغي على كل مسلم أن يحرص على ما يذكره بالحقيقة التي سيقبل عليها، وهي، الموت، ومما يساعد على ذلك، زيارة القبور، وهذه سنة حث عليها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كما في حديث علي رضي الله عنه : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة».. أي تذكركم الموت.
اظهار أخبار متعلقة
العمل للآخرة
من أهم الاهتمام بالآخرة وذكرها، العمل لها، وذلك لا يأتي إلا بالطاعة والاستقامة الدائمة والاستعداد ليوم الفصل والعرض ويوم تبلى السرائر.. على أن يتبع ذلك بعض الأمور الهامة جدًا ومنها:
- اليقين بأن الحقوق لا تضيع، وأن المظلوم لا بد عائد إليه حقه.
- التوازن النفسي والرضا والمحاسبة الدائمة للنفس.
- تنمية الوازع الداخلي بالمراقبة والحذر من ظلم العباد.. فهذا سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه يقول: «لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن أُسْأل عنها لِمَ لم تمهد لها الطريق».. وهذا سيدنا عمر بن عبدالعزيز حفيد الفاروق وخامس الخلفاء الراشدين، يبكي كل ليلة على تقصيره في قضاء مصالح العباد ويخشى المخاصمة يوم القيامة.
- الاطمئنان إلى كمال العدل الإلهي.. وأنه سبحانه لا يمكن أن يظلم مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وإنما كل آتيه يوم القيامة فردا، وكلا سيأخذ حقه تمامًا.
اقرأ أيضا:
حتى لا تدخل الخراب إلى بيتك وتتغير عليك زوجتك؟.. احذر هذا الأمرهل نتمنى الموت؟
أما من يتمنى الموت، فهو أمر لا يقبله الإسلام أبدًا، مهما تعرض لبلاءات وظروف صعبة، لأنه بطبيعته يعلم يقينًا أن الإنسان مبتلى ليميز الله الخبيث من الطيب، فكيف به يعحز أو ييأس من رحمة الله تعالى؟.. فمن أصيب بضر من مرض ونحوه، فإنه لا يتمنى الموت بسبب ذلك الضر، لحديث أنس رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا، فليقل: اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي».