اسم الله ( الغني المُغني ).. الاسم الذي به تستطيع أن تواجه أي خذلان في الدنيا.. إذ أنه لابد وأن تتعرض يومًا لخذلان ما من الناس في حياتك .. حتى لو لم يحدث لابد أن يحدث في يوم ما، خصوصًا ممن تتعلق بهم كثيرًا.. لذا عليك أن تكون مستعدًا لكل المواقف والظروف.. لأند لابد أن يأتي يوم وتتعرض للحرمان من رزق .. أي رزق .. بالذات الذي تتعلق به بشدة !
وهنا بداية التطبيق العملي لرحلة ( الاستغناء بالله ) !.. هناك كلام نظري يعلمه الجميع مثل: (الرزق بتاع ربنا ).. لكن أي رزق مادي أو معنوي مشاعر وعلاقات .. لكن هذه المعاني لا تستطيع معرفتها أو تدركها أو تفهمها دون أن تتعرض للحرمان.. ليس فقط تعرض للحرمان، وإنما أيضًا تتذوق كل معاني العجز وقلة الحيلة، ولا تجد أمامك أي طريق غير أنك تستنجد بالله !.
اظهار أخبار متعلقة
الملجأ الحقيقي
عندما تتعرض لهذا الحرمان، ثم تلجأ إلى الله، ستجد بالفعل الملجأ الحقيقي، والذي جاء بعد وقت طويل تعتمد فيه على قدراتك فقط.. أو على أقرب الناس لك .. أو على أناس كنت تراهن على (جدعنتهم و وقفتهم بجانبك) .. وعلى مبادئهم ومشاعرهم لك .. وعلى ذكاءك وشطارتك .. وعلى سعيك و تخطيطك .. وبعد أن تعيش كل هذا الوقت وأنت متعود على هذه النعم من حولك، وغير مدرك ما الذي ستفقد يومًا.. حينها ستتعلم معنى ( الخذلان و الفقد ).. وستدرك أنهما من أهم سمات الدنيا .. والحل في أن تتأقلم !.. وتعيش مؤمنًا بهذه الآية الكريمة وتطبقها على نفسك، قال تعالى: «لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا»
ماذا يعني إله آخر؟
يعني أنك تؤله أي شيء حولك سواء بشر أو أسباب .. فتعتقد أنها المصدر ومن غيرها تضيع !.. لكن وعيك بكل ذلك لاشك سيهون عليك الصدمات .. وسيجعلك تدرك الطريق البديل الوحيد الذي سيعوضك .. فتأمن نفسك .. ولا تضيع.
مرحلة التعارف
حينما تصل لمرحلة الإدراك الحقيقي للملجأ الحقيقي لك، وهو الله عز وجل، ستكون هذه أول مرحلة ( مرحلة التعارف ) .. والتي فيها ستتذوق بنفسك حينما تستعين بالله الغني بماذا ستشعر !
حينها ستفهم معنى جديد للعوض .. وأن هذا العوض ليس أنك خسرت أمرًا ما فيعوضك الله بنفس الشيء وأحسن منها !.. وإنما ستفهم أن العوض الحقيقي .. هو مجرد شعور !!.. شعور بالاستغناء .. ستتعلم ماذا يعني ألا تتعلق بأمر ما تعلقًا شديدًا.. وأن الله عز وجل لاشك سيعوضك بالشكل الذي يرضيك، ولكن بحالتك كما هي، ما يعني أن تصل لمرحلة الرضا.. رضا في الحالتين (المنع والعطاء).. حينها ستستمتع باسم الله ( المدبر ) لأنه سيدبر لك كل شيء.. وستعيش مؤمنًا بهذه الآية الكريمة: ( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ).. فقط تعيش بالاستغناء بالله عز وجل.