عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن الزهد في الدنيا ليس معناه الترك وإنما يعني سقوط قدرها في قلوبنا، فبتعرفنا على اﻷشياء نعرف حقيقة قدرها.
الطريقة اﻷولى في الزهد هي: معرفة حقائق اﻷشياء، والطريقة الثانية هي: التعرف على الله، والعارفون عندما تعرفوا على الله أحبوا الدنيا ﻷنهم رأوها نعمة منه تعالى، فالمستوى اﻷول يذم الدنيا ويحقرها، والمستوى الثاني يرى أنها هدية من الله، المستوى الثالث: لا يرى الدنيا أصلًا بل يرى الله في كل شيء فيها، فإن نعم الله تعالى مبسوطة في الدنيا للبر والفاجر والزاهد والحريص.
قال الله تعالى: «مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً * كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً» (الإسراء:18-20).
اظهار أخبار متعلقة
طريق الزهد
ومن ثم فإن المطلوب من المسلم أن يزهد في النعم، حتى وإن كان في أشد الحاجة إليها، فالصحة نعمة والمال نعمة والزواج والسكن والطعام .. كل ذلك من النعم.. ولم نؤمر بالزهد فيها بإطلاق.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في من ترك الزواج زهدًا: «فمن رغب عن سنتي، فليس مني»، وكذلك المال الذي هو قوام الحياة، يقول الله تعالى فيه: «وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً» (النساء:5).
ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «نعم المال الصالح للمرء الصالح»، ومن ثم هناك أمور لا يُزهد فيها، وإنما هناك أمور أخرى تتطلب الزهد، وهو ما زاد على حاجة الشخص أي في الفضول من الأموال والمساكن والملابس.
اظهار أخبار متعلقة
صفات الزاهدين
الزاهد الحق هو الذي يقنع بما آتاه الله ولا يأسى على ما فاته من الدنيا ولا يعلق قلبه بغير ربه تعالى ويكون بما في يد الله أوثق مما في يده، ويعرض عن كل ما يشغله عن ربه وعبادته.
فالزاهد الحق هو من يسلك مسلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويرضى بما قسمه الله له، حينها يكن أغنى الناس لاشك، فارض يا عبد الله بما قسم لك الله تكن أغنى الناس.
وتذكر قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها».
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة