دار الإفتاء المصرية ردت علي هذا التساؤل بالقول :لا فرق في جواز التوسل بين الجاه والذات؛ فإن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون بالجاه ويكون بالذات، ويكون بالدعوات والأعمال الصالحات، وكلها أمورٌ ثابتةٌ في الكتاب والسُّنَّة وعمل الأمة، ومن تَوسَّل بشيء منها فلا حرج عليه.
الدار أشارت في الفتوي المنشورة علي بوابتها الاليكترونية بالقول:لا فرق في جواز التوسل بين الجاه والذات؛ فإن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون بالجاه ويكون بالذات، ويكون بالدعوات والأعمال الصالحات، وكلها أمورٌ ثابتةٌ في الكتاب والسُّنَّة وعمل الأمة، ومن تَوسَّل بشيء منها فلا حرج عليه؛ لعموم قوله عزَّ وجل: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وقوله تعالى: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ [الإسراء: 57].
وفي هذا السياق قال العلَّامة إبراهيم السَّمنودي الأزهري في "سعادة الدَّارين" (2/ 368، ط. مطبعة جريدة الإسلام): [فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بابتغاء الوسيلة، قال الإمام البغوي في تفسيره: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ: الْوَسِيلَةُ كُلُّ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.
ومضت الدار في فتواها للقول :وَقَوْلُهُ: ﴿أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ [الإسراء: 57]، مَعْنَاهُ يَنْظُرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ إِلَى اللهِ فَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ اهـ. أي: سواءٌ كان التوسل بدعائه فقط كما يقول الخوارج، أو به، أو بشفاعته، أو بجاهه، أو بكرامته، أو بمحبته، أو بذاته، أو بالطاعات والأعمال الصَّالحات كما يقول أهل السُّنة،
وأضافت :فلفظ الوسيلة في الآية عام يشمل كل ذلك كله. بل إنَّ سياق الأمر بالتقوى قبل الأمر بالوسيلة في الآية يقتضي تخصيص الوسيلة فيها بالذوات؛ لأنَّه قد تقرر أنَّ معنى التقوى فعل الطاعات واجتناب المنهيات، فإذا كان معنى الوسيلة في الآية فعل الطاعات؛ لزم فيها التكرار وتعين لمنعه أن يكون معنى الوسيلة أمرًا آخر غير فعل الطاعات، وليس إلَّا الذوات الفاضلة].
وفي نفس السياق ردت الدار علي تساؤل نصه : وأنا صغير لا أعرف الحلال من الحرام ارتكبت معصية مرة واحدة، وقد تُبْتُ توبةً نصوحا. فهل يقبل الله توبتي من هذا الذنب الذي ارتكبته وأنا صغير ويغفر لي ويتوب عليَّ بعد هذه التوبة أو لا؟
الدار قالت في معرض رده علي هذه التساؤل :قال الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" "الزمر: 53"، وقال جل شأنه: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" "آل عمران: 133-135،
وبحسب الفتوي فقد قال عز من قائل: "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" "الفرقان: 70"وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام البخاري: "وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً".
اقرأ أيضا:
حقوق الزوجة إذا طُلِّقت من زوجها بناء على طلبها لأسباب معتبرة؟ويستبط من هذه النصوص الشرعية الكريمة من الكتاب والسنة المطهرة وفقا للدار : أن من ارتكب ذنبًا أو إثمًا عليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، ويكثر من الاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة والصدقة: "فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" "المائدة: 39"، فقد ورد أن هذه القربات تمحو الخطايا. ونسأل الله تعالى قبول التوبة من التائبين وأن يهدينا جميعًا الصراط المستقيم.