المبشر في رسالتك يا عزيزتي، هو إفاقتك وشعورك أنك لست طبيعية مثل بقية الناس، فهذا "الإدراك" هو بداية الحل لمشكلتك، فأبشري.
فالتغيير ممكن وليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى "وعي"، و"نضج نفسي"، هذه هي محركات رئيسة لإحداث التغيير الصحي المطلوب.
بالطبع، لا أستطيع استبعاد والديك من مسئوليتهم، وطريقة تربيتهم الخاطئة، وتعاملهم مع سلوكك وقتها، ولكن التغيير والتعافي من هذا كله هو مسئوليتك أنت الآن تجاه نفسك.
وطريقة التفكير لديك هي ما يحتاج إلى تغيير، فبدلًا من أن يكون "الإيذاء" هو مصدرًا للمتعة لديك والفرح كما ذكرت، تحتاجين لاستبداله بـ "النفع للناس" مثلًا للشعور بالفرح والمتعة، وذلك لفك الارتباط، وتوجيه العقل إلى طرقًا أخرى لتحقيق المتعة.
وتغيير الأفكار أو طريقة التفكير من شأنه أن يتبع تغيير المشاعر والسلوك، ومن ثم الشخصية، وهناك طرقًا كثيرة لتغيير الأفكار السيئة، والتحول إلى أخرى إيجابية، وصحية، ومنها بحسب الاختصاصيين، كتابة هذه الأفكار، ومراقبتها، وتحديد الجيد منها، وتوجيه الخاطئ منها إلى الاتجاه الصحيح .
تحتاج هذه الطريقة إلى مثابرة، واستمرارية يومية، حتى تصبح عادة، مفيدة، وصحية.
الخلاصة، لابد أولًا من الغوص في مرحلة الطفولة، ومعرفة تفاصيل كثيرة، لذا قلت لك أن "التعافي" مهم، وهو لابد أن يتم مع معالجة نفسية، ليحدث هذا الغوص بشكل علمي وصحي، وفق خطة علاجية مدروسة ومناسبة، ومن ثم يمكن الوصول لحلول حقيقية، ناجعة.
فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية المتخصصة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.