منذ عام وأنا حياتي قطعة من الجحيم، فقد تعرضت لحادث سير أسفر عن عمليات جراحية، ومتاعب صحية، وبقيت بسبب هذا الأمر عاجزًا عن المشي، ولا زلت حتى الآن أخشى الخروج من المنزل، وأخرج للضرورة القصوى، للعمل، وبعدها تركت خطيبتي بسبب تفاقم المشكلات بيننا، مع أنني كنت أحبها، ومنذ 3 شهور توفيت والدتي بعد إصابتها بالسرطان.
لقد أصبحت شخصية غريبة عني، دائم الحزن، لا أكترث لأي شيء حتى نظافة غرفتي، وملابسي، وأرغب في العزلة بشكل شبه دائم، ولا أحب الحديث مع أحد حتى إخوتي ووالدي.
ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك، فقد مررت بمحن كثيرة.
ما تعاني منه يبدو للوهلة الأولى من أعراض الاكتئاب، وهو وارد حدوثه بالطبع لتوالي المحن، والمصائب.
أنت محتاج للتحرر من خوفك المترسب بسبب حادث السير، وهو ما يزيد من مشاعر حزنك، و
التحرر من آثار كل صدمة، سواء صدمة فقد خطيبتك، ووالدتك.لابد من التحرر، وعدم الغرق في الألم أكثر من هذا القدر الذي حول حياتك إلى جحيم ومعاناة.
مشاعرنا يا عزيزي كالحصان، لابد أن تمسك أنت بزمامه، وتقود، ولا تجعلها تقودك، وما يحدث معك الآن أن مشاعر الحزن، والأسى، والذنب، تقودك، لذا لابد من السيطرة عليها، وعدم الاستغراق في التفكير فيما حدث.
طريقة تفكيرك تحتاج إلى إعادة برمجة، فأمر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، والصبر المطلوب هنا هو ذلك الإيجابي، الذي يعني "القبول" للألم وللحدث المؤلم، والتفكر في الحكمة من ورائه، وفقط.
أما القلق والخوف، فحتى تطلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالج أو طبيب نفسي، يمكنك ممارسة تمارين التنفس العميق، ويوجد عبر اليوتيوب العديد من الفيديوهات التي يمكنها مساعتدك على أدائها.اعتمد المشي يا عزيزي كوسيلة جيدة مساعدة لتحسين مزاجك، وكافئ نفسك كلما أنجزت شيئًا ولو بسيطًا، وحاول ممارسة شيء تحبه، كهواية مثلًا مع نفسك.وأخيرًا، تذكر أن الحياة جبلت على الكدر، والاختبارات يا عزيزي، لن نستطيع تغييرها، ولكننا نستطيع تغيير استجاباتنا تجاه أحداثها المؤلمة، والنجاح في اختباراتها، وأن المرض تعقبه عافية وشفاء، وأن الموت ليس النهاية بل هو ممر إلى حياة أخرى، وأن الحب والزواج رزق، وسيأتيك ما يناسبك منه في الوقت المناسب، وأنك ستكون مع الشخص المناسب، وما فقدته لم يكن هكذا فأبعده الله عنك لخيرك، ومصلحتك.أعد التفكير في شأنك يا عزيزي وفق هذه المعطيات، واستعن بالله ولا تعجز، ودمت بكل خير ووعي وسكينة. اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟