ورد سؤال إلى موقع amrkhaled.net من رجل يقول إنه بلغ سن الأربعين، كان يعمل في شركة، وبشكل مفاجئ استغنت الشركة عنه مع مئات الموظفين، نتيجة انتشار وباء كورونا وزيادة خسائرها، وفشل منذ ذلك الوقت في الالتحاق بأي وظيفة، حتى أنه فشل في الالتحاق بوظيفة عامل بناء أو حتى في ورشة، على الرغم من حصوله على مؤهل عال، ومع استمرار بطالته دخل في حالة من اليأس نظرًا لتفاقم الديون عليه وفشله في تلبية احتياجات أطفاله من مأكل وملبس وتعليم، فماذا يفعل وقد تمكن اليأس منه ويفكر في الانتحار؟
الجواب:
أولاً: ننصح السائل بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن الوساوس التي تهيئ له التفكير في الانتحار نظرًا لظروفه الاقتصادية وتركه للعمل. يقول الله تعالى في سورة فصلت: " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)".
وأمر طلب العمل يحتاج إلى الأخذ بسببين رئيسين:
الأول سبب معنوي: وهو أن تلجأ إلى الله بالمحافظة على الصلاة، وتعمل بطاعة الله، وتدعو الله بأن ييسر لك فرصة العمل، وتكثر من الاستغفار وقول لاحول ولا قوة إلا بالله، ويكون لديك حسن ظن بالله تعالى وتفاؤل؛ لأن الله الذي خلقك قد تكفل برزقك، والرزق آت لا محالة، "ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها" كما ورد في الحديث.
الثاني السبب الحسي: وهو أن يكون لك ملف في المؤهل والسيرة الذاتية، وتعرض هذا الملف على أكثر من جهة، وحاول أكثر من مرة، ولا بأس من التدرب في أي مجال جديد، ولو كان الراتب يسيرًا في البداية حتى تكتسب خبرة.
وأما مسألة اليأس والإحباط الذي حصل لك: فمرد ذلك إلى ضعف الإيمان واليقين بالله، وضعف التوكل عليه، وضعف الصبر والتحمل لديك، وفتح المجال للشيطان ليدخل عليك الحزن والقلق، والعجلة في تحصيل الرزق، وعلاج ذلك بأن تقوي الإيمان بالله وتكثر من قراءة القرآن وعموم الذكر، وتتوكل على الله في طلب الرزق، وتعط نفسك مزيدا من الصبر، فإنك إذا نظرت إلى من حولك لوجدت من لم يجد عملاً وهو متخرج قبلك، استعذ بالله من وسوسة الشيطان، ولا تستعجل في تحصيل الرزق، فهو آت لك لا محالة.
اقرأ أيضا:
أتوقع الإهتمام والعاطفة من صديقاتي وتفشل توقعاتي دائمًا.. ما الحل؟