أظهرت دراسة جديدة أن ارتطام الكرة بالرأس أثناء اللعب قد يسبب ضررًا حقيقيًا للدماغ.
ووفقًا لنتائج فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة لاعبي كرة القدم من الذكور والإناث، فإن الضرب بالرأس كثيرًا يمكن أن يؤدي إلى تلف مناطق في الدماغ معروفة بالفعل بأنها مرتبطة بحالات مرهقة مرتبطة بالارتجاج، مثل الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن (CTE).
قال الدكتور مايكل ليبتون، أستاذ الأشعة في المركز الطبي إيرفينج التابع لجامعة كولومبيا في نيويورك، والمؤلف الرئيس للدراسة: "إن التأثيرات المحتملة لضربات الرأس المتكررة أثناء ممارسة الرياضة أكثر شمولاً مما كان معروفًا من قبل وتؤثر على مواقع مماثلة للأماكن التي رأينا فيها مرض اعتلال الدماغ المزمن. وهذا يثير القلق بشأن الآثار السلبية المتأخرة لضربات الرأس".
ومن المقرر أن تقدم الناائج في اجتماع الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية (RSNA) في شيكاغو الأسبوع المقبل.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن الصدمات التي تصيب الرأس من جميع الأنواع قد تكون مرتبطة بقضايا عصبية مثل الاعتلال الدماغي المزمن، ووفقًا لبيان صحفي صادر عن الجمعية الملكية للعلوم في أمريكا الشمالية.
تغيرات في المادة البيضاء
وفي الدراسة الجديدة، استخدمت الباحثون شكلاً عالي التقنية من أشكال التصوير بالرنين المغناطيسي لتتبع التغيرات في "الهياكل الدقيقة" القريبة من سطح أدمغة 352 لاعب كرة قدم هاوٍ و77 رياضيًا "غير متصادمين"، مثل العدائين، وتراوحت أعمار المشاركين بين 18 و53 عامًا.
وأظهر اللاعبون الذين شاركوا في العديد من ضربات الرأس في كرة القدم، تغيرات في المادة البيضاء في المخ المجاورة للأخاديد العميقة في سطح المخ. ومن المعروف أن التغيرات في هذه المنطقة تحدث عندما تحدث إصابات دماغية رضحية شديدة للغاية، كما لاحظ الباحثون.
وربما ساعد ضرب الكرة بالرأس في إحداث هذه التغيرات، والتي لوحظت إلى حد كبير في الفص الجبهي من الدماغ، بحسب وكالة "يو بي آي".
وكان الأشخاص الذين يكثرون من ضرب الكرة بالرأس أكثر عرضة أيضًا لما أطلق عليه الباحثون "التعلم اللفظي الضعيف".
لكن معظم المشاركين لم يتم تشخيص إصابتهم بارتجاج في المخ أو أي إصابة دماغية رضية أخرى، كما قال الباحثون. لذا فمن المحتمل أن تكون الضربات الأكثر دقة على الرأس، مثل الضرب بالرأس، لا زالت تلحق الضرر بالدماغ.
وقال ليبتون في بيان صحفي للجمعية الملكية للعلوم في أمريكا الشمالية: "أظهر تحليلنا أن خلل المادة البيضاء يمثل آلية تؤدي من خلالها الرأسية إلى أداء إدراكي أسوأ".
مشاركة رياضية أكثر أمانًا
وقد تساعد النتائج الجديدة الرياضيين.
وأضاف ليبتون "إن تحديد المخاطر المحتملة لضربات الرأس المتكررة يمكن أن يسهل المشاركة الرياضية بشكل أكثر أمانًا لتحقيق أقصى قدر من الفوائد مع تقليل الأضرار المحتملة".
وتابع: "المرحلة التالية من الدراسة جارية وتفحص الآليات الدماغية التي تكمن وراء تأثيرات التصوير بالرنين المغناطيسي والعوامل الوقائية المحتملة".
يشار إلى أن هذه النتائج سيتم تقديمها في مؤتمر طبي، يجب اعتبارها أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.