أخبار

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

5طاعات اغتنمها لتكون من أحباب رسول الله وتفوق في الأجر صحابة النبي .. داوم عليها لتفوز بالجائزة الكبري

فطائر بحشوة البيض لوجبة سحور شهية غير تقليدية

نفحات العشرة الأواخر.. كيف تكون من أهلها وتتعرض لها؟

ما حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومكانه ومدته؟.. الإفتاء ترد

تفتقد إلى الضمير والعقيدة والفطرة.. هل يمكن استبدال البشر بالروبوتات وما حكم معاشرتها جنسيًا؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 23 ابريل 2020 - 01:47 م

مع التقدم المذهل في صناعة الروبوتات، والاعتماد عليها بشكل كبير في إنجاز الكثير من الوظائف التي يقوم بها الإنسان، أصبحنا نعيش عصرًا تقوم فيه الروبوتات بالأعمال المنزلية، ونقل الأشخاص ونزع فتيل القنابل، كما تُنجز الأعضاء الاصطناعية، وتُساعد الجرّاحين وتصنع منتجات مختلفة، حتى أنها وصلت لتقوم بدور الوظيفة الجنسية التي تقوم بها المرأة، فكيف ستكون حياتنا في المستقبل القريب؟ حينما نستعيض عن الأعضاء الواهنة في جسدنا بأجهزة اصطناعية، وحينما تتغيّر وظائفنا جذريًا، وقد يصبح من الممكن تطوير حواسّنا وعقولنا بشكل اصطناعي، وكيف ستتطوّر الطريقة التي نلتقي بها، ونعيش معا، ونُربّي أطفالنا؟ وإلى أي مدى سيقع في يوم ما الاندماج بين الروبوتات والبشر؟
وتطرح بعض الأسئلة نفسها، هل مع تطور الروبوتات سيمكن التفريق بين الكائن البشري وتوأمه الاصطناعي. وفي حال أصبح، يومًا ما، من الممكن التواصل الطبيعي مع وكيل اصطناعي، والإحساس بمعاضدته لدرجة الاعتماد عليه وربط علاقة واعية ودائمة معه، فهل سيبقى هناك تمييز بين علاقاتنا في ما بيننا نحن البشر وعلاقاتنا مع التكنولوجيا؟ ولما تتطوّر أجسامنا وعقولنا بالذكاء الاصطناعي والروبوتيّة، ما عسى أن يكون معنى الإنسانية؟، وهل سيكون الإنسان وقتها في حالته الطبيعية والفطرة التي فطره عليها، أم سيتحول الإنسان لمسخ ومجرد آلة تعمل بالأوامر الحاسوبية.

اقرأ أيضا:

رمضان في ماليزيا.. أنوار وزينة بالمنازل.. ومجالس علم وحلقات قرآن بالمساجد حتى منتصف الليل

 صوفيا وثورة الروبوتات

أول ما حاكي الإنسان بصورة مقربة للواقع من الروبوتات، كان مع الروبوت الشهير صوفيا، والتي ظهرت خلال مشاركتها في جلسة "الذكاء الاصطناعي والبشر.. من المتحكم؟"، في مدينة شرم الشيخ بمصر، بعد أن صالت وجالت في عدد من دول العالم.
و"صوفيا" هي روبوت تشبه البشر إلى حد كبير، وتتأقلم على تصرفاتهم، كما أنها تتحدث مثلهم ويصحب حديثها تعبيرات حركية، صممتها شركة "هانسون روبوتيكس" العالمية، الموجودة في هونج كونج، في عام 2015؛ بهدف أن تعمل وتساعد البشر، وقدمت إلى العامة من خلال عدة مؤتمرات، كأول روبوت يشبه البشر إلى حد كبير.
وليست "صوفيا" هي الروبوت الأول من نوعه من حيث القدرة على التحدث والرد والقيام ببعض الأنشطة، إنما توجد عدة روبوتات أخرى صممها الباحثون على شاكلتها لتحاكي وجه امرأة بإمكانيات وقدرات تكنولوجية متقدمة، تمثلت في القدرة على التحدث وتعليم الأشياء وأحيانا القيام ببعض الأنشطة، وتأليف الكتب والرسائل العلمية وإجراء العمليات الجراحية وغيرها.
وأظهر الروبوت "صوفيا" الحيل الهندسية المتطورة في عالم الروبوتات، من خلال تصوّر روبوت قادر على الحديث بلغة طبيعية في لحظة محدودة وفي وضعيّة خاصّة، إلا أن ذلك لا يعني أنه سوف يصبح قادرا على التواصل بالكلام وبغير الكلام طيلة المحادثات وفي مختلف الوضعيّات.
فإذا هاتفت وكيلاً اصطناعيّا مسؤولاً عن الأمتعة المفقودة في المطار مثلا، فمن الممكن  التحاور معه بصفة مُرضية: لأن موضوع المكالمة مضبوط، والتفاعل مُهيكل وأهداف الطلب محدودة. في المقابل، إذا أردت ربط علاقة وطيدة مع روبوت يمثل حيوانا أليفا، فإن إنتاج النموذج المطلوب مُعقّد أكثر بكثير. لأن الروبوت يتطلب أهدافا باطنيّة، وذاكرة ضخمة قادرة على ربط كل تجربة بمختلف الظروف والأشخاص، والأشياء، والحيوانات التي تعترضها، كما يجب أن يكون قادرا على تطوير مثل هذه الطاقات عبر الزمن.

هل يستطيع الروبوت أن يتكيف مع الظروف المتنوعة؟

وعلى الرغم من أن تقنية الروبوتات، هندست أو صنعت بعض "الحِيَل" تسمح للروبوت أن يظهر أذكى وأقدر ممّا هو في الواقع، إلا أنه ومع ذلك سيبقى الروبوت محاصرًا في مدى المعلومات وإمكانية التعامل مع الموقف الذي يقع فيها، من خلال ما تم تدريبه عليه فقط، مثلاً إذا تم إدراج بعض التصرّفات بوتيرة عشوائية في برمجته، تجعل الروبوت الذي يقوم مقام الحيوان الأليف أكثر إمتاعا وأطول دواما.
أضف إلى ذلك أنا، معشر البشر، نميل إلى تأويل سلوك الروبوت وكأنه سلوك بشري، وبالمناسبة نحن نتصرف بالمثل مع الحيوانات. لكن، ولكي نربط معه علاقة معقولة وقادرة على أن تزداد كثافة وأن تتطوّر مع مرّ الزمن في الظرف المُتنوّع للحياة اليومية، على غرار سلوك البشر فيما بينهم، يجب منح الروبوت حياة باطنية ثريّة.
فضلاً عن الروبوت يفتقد الضمير والفطرة والعقيدة، لأن تعلّم الآلة يرتكز على الاقتداء بالأمثلة، فيتم تدعيم الحاسوب بأمثلة عن الظاهرة التي نرغب أن يستوعبها، مثل الرفاهية عند الإنسان. وحتى نُعلّم الآلة كيف تتعرّف على حالة الرفاهيّة، نُوفّر لها معطيات شخصية مرتبطة بهذه الظاهرة: صورا، وأشرطة فيديو، وتسجيلات صوتية لعبارات معينة، ودقات القلب، ورسائل نُشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصناف أخرى من العيّنات.
وحتى يكون الوكيل الإصطناعي قادرا على ربط علاقة دائمة فعليّا مع شخص ما، لا بد أن تكون له شخصيّة وسلوك مُقنع، ويكون قادرا على فهم الشخص والوضع الذي يتواجدان فيه، وتاريخ تواصلهما. ويجب بالخصوص أن يكون قادرا على الاستمرار في هذا التواصل في مواضيع شتى وفي حالات مُتنوّعة.
سوف يجد الروبوت أجوبة مقبولة لمجموعة واسعة من الأسئلة، إلا أنه لن يقدر على مواصلة التحاور لمدّة ساعة في موضوع مُعقّد. وعلى سبيل المثال، يمكن للوالدين أن يتَحاورا مُطوّلا لاتّخاذ القرار المناسب بخصوص طفل غير مُنتبه في المدرسة. سوف يكون هذا الحوار ثريّا جدّا، وسوف يُعبّر الوالدان خلاله، لا عن تفهّمهما للطفل فحسب، بل وأيضا عن كل ما تتّسم به شخصيّتهما: مشاعر، نفسيّة، مسار شخصي، إطار اجتماعي واقتصادي، مخزون ثقافي، مخزون جيني، سلوك معتاد وطريقة فهم العالم.
وإذا أردنا أن يتقمّص وكيل اصطناعي دورا اجتماعيا واسعا بهذا القدر، وأن يربط علاقة معقولة مع كائن بشري، يجب أن نمنحه ذاتا اصطناعية، مبنيّة في نفس الوقت على النواحي النفسية، والثقافية، والاجتماعية، والعاطفية. كما يجب أن نجعله قادرا، مع مرور الزمن، على تعلّم «الإحساس» والاستجابة للحالات انطلاقا من بنيته الباطنية الاصطناعية.
ويتطلّب ذلك نهجا مختلفا جوهريّا عن تعلّم الآلة الذي نعرفه حاليا، فالمطلوب وقتها هو بناء نظام ذكيّ بشكل اصطناعي، قابل للتطوير على غرار العقل البشري تقريبا، وقادر على تخزين التجارب البشرية بكل ثرائها، والتعامل معها منطقيّا.
فطريقة التواصل بين الناس التي تقودهم إلى فهم العالم الذي يُحيط بهم، هي عمليّة يصعب جدّا تلخيصها، كما أن نماذج الذكاء الاصطناعي المُتوفّرة أو المُقترحة، مُستوحاة من الدماغ البشري أو من جزء من وظائفه، لكنها لا تُمثّل نموذجا معقولا للدماغ البشري.

 الروبوتات وعالم من البطالة

ومع اعتماد العالم المتطور على الروبوتات في مختلف الوظائف التي يقوم بها الإنسان، والتطورات المستقبلية في مجال المكونات الرئيسية للروبوتات والذكاء الاصطناعي، يتضح أن الروبوتات سيكون بإمكانها إنجاز المزيد من الأعمال التي يقوم بها حاليا الإنسان.
وحسب تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن 14% من فرص العمل تتعرض لـ "مخاطر عالية بسبب الروبوتات" و 32% من فرص العمل يمكن أن تشهد "تحولات جذرية" في ظل تعرض القطاع الصناعي لمخاطر جمة.
ويقول المتخصصون في صناعة الروبوتات، أن اللتكنولوجيا التي يستخدمها ستقضي على فرص العمل المملة والمتكررة التي لا يحبها الإنسان ولا يحسن كثيرا القيام بها، وتوفير أيضا فرص عمل جديدة من المُرجح أن تحل محل الأعمال التي يقوم بها الإنسان.
حتى أنه تم اختراع روبوت بديل للصحفيين ، حيث ابتكر علماء أمريكيون روبوت برمجي، قادر على كتابة النصوص بشكل موضوعي، أطلق عليه إسم PT-2، وصمم بواسطة شركة OpenAI البحثية الأمريكية، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي AI.
روبوت PT-2 قادر على كتابة الموضوعات الصحفية وتحريرها بشكل احترافي، ونشرها أيضا، كما أنه قادر على اقناع الجمهور المتلقي بوجه نظره، مما يجعله خطرا على الصحفيين .
بل أن الروبوت تعدى في وظيفته إلى دور الواعظ  الديني « كانون ميندار»، وروبوت كانون ميندار، هو أول واعظ ديني غير بشري، استخدم في معبد "كيدوجو" بمدينة كيوتو اليابانية، حيث ظهر خلال حفل بعرض أضواء الليزر لإضافة أجواء روحانية، ويهدف المعبد من تلك الخطوة إلى الاقتراب من الشباب وفهم طريقة تفكيرهم.

إحلال الروبوت محل الإنسان جنسيا وهل يجوز مضاجعته؟

ومن أهم القضايا التي مازالت مثيرة للجدل حتى الآن، وبالرغم من طرح ملايين الروبوتات الجنسية، هل سيحل الروبوت محل الإنسان جنسيا، وهل سيستغني الرجل عن المرأة بالروبوت، أو تستغني المرأة عن الرجل كذلك، في ظل تطور عالم الروبوتات، للحد الذي وصل إلى تطوير روبوت جنسي قادر على إثارة الرجل وفي صور نساء جميلات معبأة ببعض جمل الإثارة الجنسية، والتفاعل المحدود في إقامة علاقة جنسية.
لا يحتاج إنسان لبحث شاق كي يعلم رأي علماء الدين في الإسلام في تحريم إقامة علاقة جنسية مع روبوت جنسي، فيظل تحويل الإنسان الذي كرمه ربه إلى مجرد مسخ ، وتغيير خلق الله والفطرة التي فطر الناس عليها.
بل أن الغرب نفسه والذي صنع وروج لهذه الروبوتات، اعترف بأن تحويل الإنسان إلى مسخ في إقامة علاقة جنسية مع روبوت ستحوله إلى مريض نفسي مندفع إلى الانتحار.
فقد حذر باحثون أمريكيون من أن توفر روبوتات تقدّم خدمات جنسية، وتعمل بالذكاء الصناعي، يشكل خطرا نفسيا وأخلاقيا متزايدا على الأفراد والمجتمع.
ويقول العلماء إن هذه التكنولوجيا تمكنت من الإفلات من لجان الرقابة لأن الوكالات تشعر بالحرج من إجراء تحقيقات عن هذه الروبوتات، لذا يطالب العلماء باتخاذ إجراء يمنع الاستخدام غير المنظم لها.
وقالت الدكتورة كريستين هندرين، من جامعة دوك، إن مخاطر الروبوتات الجنسية "كبيرة"، موضحة أننا في طريقنا نحو مستقبل نستمر فيه بتطبيع فكرة أن المرأة مجرد شيء جنسي؟"، مضيفة: "إذا كان لدى شخص ما مشكلة في علاقاته في حياته الحقيقية، فعليه التعامل معها بالحديث مع أشخاص آخرين، وليس عن طريق تطبيع فكرة أنه بالإمكان الحصول على روبوت في حياتك وأن هذا الروبوت سيكون جيدا وكأنه إنسان عادي".

الكلمات المفتاحية

الروبوتات الذكاء الاصطناعي معاشرة الروبوتات

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مع التقدم المذهل في صناعة الروبوتات، والاعتماد عليها بشكل كبير في إنجاز الكثير من الوظائف التي يقوم بها الإنسان، أصبحنا نعيش عصرًا تقوم فيه الروبوتات