حذرت دراسة حديثة من أن البالغين الذين يشربون مشروبين أو أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر يوميًا يتضاعف لديهم خطر الإصابة بسرطان الأمعاء قبل أن يبلغوا من العمر 50 عامًا.

علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة (Gut)، أن كل حصة إضافية يتم تناولها يوميًا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض بنسبة 16 في المائة.

قال الباحثون، لأن الدراسة ركزت في المقام الأول على مخاطر الإصابة بالسرطان لدى النساء، فمن المعتقد أن النتائج تسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي يواجهنها من استهلاك المشروبات السكرية.

تجنب المشروبات المحلاة بالسكر

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور يين كاو لوكالة "يو بي آي" عبر البريد الإلكتروني: "لقد أضافت النتائج سببًا آخر لتجنب المشروبات المحلاة بالسكر، وقدمت أيضًا دعمًا أوليًا بأن تناولها قد يساهم في زيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تحت سن الخمسين، وهو مصدر قلق متزايد في الوقاية من السرطان".

وأضاف كاو، الأستاذ المساعد في الجراحة بكلية الطب بجامعة سانت لويس بواشنطن، إن النتائج "تشير أيضًا إلى أن تقليل تناول المشروبات المحلاة بالسكر واستبدالها بمشروبات صحية أخرى، لا سيما الحليب، سيكون خيارًا أفضل وأكثر حكمة للصحة على المدى الطويل".

وربط الباحثون بين الاستهلاك المفرط للمشروبات المحلاة بالسكر بزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2، وهو مرض ناجم عن عدم قدرة الجسم على معالجة السكر.

والمشروبات المحلاة بالسكر، مثل المشروبات الغازية، والمشروبات بنكهة الفاكهة، ومشروبات الطاقة والرياضة هي المصدر الرئيسي للسكر المضاف في الأنظمة الغذائية الأمريكية، حيث يستهلك 12 في المائة من السكان أكثر من ثلاث حصص منها.

اظهار أخبار متعلقة

ارتفاع حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر

وقالوا، إن حالات سرطان الأمعاء التي تم تشخيصها قبل سن الخمسين، والتي تسمى سرطان القولون والمستقيم المبكر، تتزايد في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من 20 عامًا.

وفقًا للباحثين، فإن البالغين الذين ولدوا حوالي عام 1990 لديهم مخاطر أعلى مرتين للإصابة بسرطان القولون وأربعة أضعاف للإصابة بسرطان المستقيم مقارنة بالبالغين الذين ولدوا في حوالي عام 1950.

وافترض الباحثون أن تناول هذه المشروبات قد يكون له أيضًا ارتباط بسرطان الأمعاء، نظرًا لأنه يتم معالجتها من خلال الجهاز الهضمي. ولاستكشاف العلاقة المحتملة، حللت كاو وزملاؤها بيانات من أكثر من 95 ألف مشارك في دراسة صحة الممرضات الثانية، وهي دراسة مراقبة مستمرة لـ 116429 ممرضة مسجلة في الولايات المتحدة.

وأبلغت النساء عما يأكلن ويشربن من خلال الرد على استبيانات تكرار الطعام التي يتم إجراؤها كل أربع سنوات، بدءًا من عام 1991. بالإضافة إلى ذلك، أبلغ أكثر من 41000 منهن عن نوع وكمية شربهن بين سن 13 و18 عامًا.

قدم المشاركات أيضًا معلومات عن العوامل المؤثرة المحتملة، بما في ذلك التاريخ العائلي لسرطان الأمعاء، ونمط الحياة، والاستخدام المنتظم للأسبرين أو العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات ومكملات الفيتامينات، وكلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

وبعد أن تتبعت الدراسة صحة المشاركات لمدة 24 عامًا في المتوسط، أصيب 109 نساء بسرطان الأمعاء قبل سن الخمسين.

اقرأ أيضا:

من البكاء إلى العمل.. 6 أسباب مفاجئة للربو لم تسمع عنها من قبل

تناولن مشروبين أو أكثر يوميًا يزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

وقال الباحثون إنه بالمقارنة مع اللاتي شربن أقل من مشروب واحد محلى بالسكر أسبوعيًا، فإن النساء اللائي تناولن مشروبين أو أكثر كل يوم كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء بأكثر من الضعف.

ومن بين المشاركات اللاتي أبلغن عن أنماط استهلاكهن في سن المراهقة، ارتبطت كل وجبة يومية بخطر أعلى بنسبة 32 في المائة للإصابة بالمرض لاحقًا قبل سن الخمسين.

وعلى العكس من ذلك، فإن استبدال المشروبات المحلاة بالسكر بالمشروبات المحلاة صناعيًا أو القهوة أو الحليب شبه منزوع الدسم أو الحليب كامل الدسم كان مرتبطًا بخطر أقل بنسبة 17 في المائة إلى 36 في المائة للإصابة بسرطان الأمعاء المبكر.

وقال كاو، إن أسباب العلاقة بين المشروبات المحلاة بالسكر وخطر الإصابة بالسرطان لا تزال بحاجة إلى تأكيد من خلال مزيد من البحث.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن ظهور السمنة ومرض السكري من النوع الثاني المرتبط بتناول كميات كبيرة يلعب دورًا في تطور السرطان، على حد قوله.

قد تؤثر هذه المشروبات أيضًا سلبًا على وظيفة الجهاز الهضمي للإنسان، مما قد يعزز تطور السرطان، وفقًا لـ كاو، مضيفًا: "إن تناول المشروبات المحلاة بالسكر (مرتبط) بالسمنة، والتي ارتبطت سابقًا بخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر".

وتابع: "تشير دراسة تجريبية حديثة أيضًا إلى أن شراب الذرة عالي الفركتوز، وهو المُحلي الأساسي (في هذه المشروبات)، قد يكون له تأثير على نمو ورم القولون".