مساحة جديده لابد أن نتكلم فيها .. الإلحاد .دائماً نتعامل مع هذا الموضوع بعصبيه . تعالى نتعامل بموضوعية وعقل وحكمة.

قضية قديمة جداً وليست اليوم ..منذ أن كان هناك إنسان من إنسان الكهوف حتى إنسان ناطحات السحاب ، كان هناك إيمان ، وكان هناك أيضا لا إيمان...الذي نسميه الإلحاد.

و تكلمت الكتب السماوية عن هذه الظاهرة فلو هي ظاهرة جديدة كيف تتكلم عنها .. القرآن تكلم عمن لايؤمنون بوجود الله " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا .." " وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن "

إذاً أول نقطة موضوعية تجعلنا نتعامل مع الموضوع بعقل .. هو أن نعرف أنها قضية قديمة جداً. هي موجوده لكنها تزيد وتنقص .. هي الآن في زيادة.

ثانياً : علينا أن نتعال مع القضية بتواضع وهدوء .. بمعنى ان الملحدين لن يختفوا من الوجود بالحجج القوية .. القضاء على الإلحاد لن يحدث .. فهي ظاهرة تاريخية مستمرة في البشر .. لكننا نريد أن نحمي أولادنا منها ونقللها. ولو كان هناك حل نهائي حاسم لكان الأنبياء والرسل أولى به منا . 

مثال : إبراهيم عليه السلام مؤسس التفكير العلمي المنطقي في تاريخ البشرية ( مع النمرود – مع عبدة النجوم – مع عبدة الأصنام ) ومع ذلك لم ينتهي الألحاد " وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) إذاً النقطة الموضوعية الثانية .. لايوجد حل حاسم يقضي على الإلحاد لكن نحمي أولادنا ونقلله لما ندخل الموضوع ونعرف إنه لاحل حاسم نتعامل بوعي وعقل وهدوء .

ثالث نقطة موضوعية عاقلة .. إذا كنا لن نقضي عليه فماذا نريد ونحن نعترف أنه لاحل نهائي للموضوع ؟

ليس الهدف منع من ألحد بالقوة .. ولا تأكيد المؤمنين المتدينين ..الهدف هو النوع الثالث الأكثر انتشاراً هم الأهم كفئه مستهدفه .. الشباب التائه الحائر بين الأثننين .. ليسوا ملحديين لكن جواهم شكوك . وسنحاو الرد على هذه الشكوك . هؤلاء حقهم علينا أن نبين لهم الردود الصحيحه . 

 رابع نقطة موضوعية حول الإلحاد : أن نتخلى عن الأحكام المسبقة الجاهزة عن الملحدين .. وعن المتدينين

مثال : أن نقول أن الملحديين كلهم ليس عندهم أخلاق .. وأنهم يلحدوا ليكونوا عديمي الأخلاق ... وأن الحادهم بسبب الفجور والفسق كلهم فسقه . ليس كلهم كذلك و التعميم خطأ .. اعرف بعض الملحديين أخلاقهم عاليه واختزال الإلحاد في هذا السبب يكون حكم سطحي .

اعرف شاب متشكك ذهب إلى شيخ للنصيحة .. قال له الشيخ : لو تريد الزنا أوالخمر افعل لكن لاتلحد .. الشاب لم يكن يريد الزنا كان يريد الحقيقة .

جواب الشيخ تقليدي واهم عن الإلحاد .. صحيح بعض الملحديين يفكروا بهذه الطريقة لكن التعميم عمى .

لكن ايضاً الملحدين عندهم أوهام وأحكام مسبقة خاطئه . تصور أن المؤمنين بوجود الله اغبياء لايشغلوا عقولهم أو أن كل متدين متطرف أو عنيف .. كل هذه تصورات سطحية ساذجه عن الملحدين . التعميم عمى .

النقطة الموضوعية الخامسة العاقلة .. اعتماد الملحديين على وجود عباقرة ومكتشفين وعلماء ومفكريين وفلاسفة كبار .. كلهم ملحديين .. هذا ايضاً كلام غير موضوعي .. لأن كل معكسر من الإيمان والإلحاد فيه علماء ومفكريين

اينشتين .. كل ذره في هذا الكون تخبرك أن هناك إله حكيم ينظمها ويتحكم فيها؟

أنتوني فلو .. كتاب رحلة علقل .. إذاً كل معسكر له أنصار .. لكن الموضع أكبر من مجرد أسماء علماء . الأمر يحتاج عقل وحياء .. الموضوع شخصي جداً لكل واحد فينا .. وجود الإله أكبر من كل أسماء العلماء في كل معسكر .

بالمناسبة أنا طبعاً لست محايد على الأطلاق .. انا اكيد منحاز للإيمان بقوه .. أنا لست محايداً ولكني موضوعي

إذاً أول خطوة جديدة للتعامل مع الإلحاد .. الموضوعية – العقل .

تعالوا نحلل فكر الإلحاد بموضوعية وحياد .

كيف نكون موضوعيين في نظرتنا إلى الإلحاد

تحليل الإلحاد :

من حيث الزمان .. الألحاد ظاهرة إنسانية قديمة

من حيث المكان .. كل الأرض حتى الحجاز & حتى الفاتيكان

من حيث حالة الإلحاد .. ظاهرة ترتفع وتنخفض من نفسية البشر بين الرخاء والشدة .. ماذا يعني ذلك.. أغلب الملحدين بيكونوا زعلانين .. زعلانين من أي شيء ؟ من أهلهم – من المجتمع – من الناس – أحياناً من الله .. هو نفسياً زعلان . فبدل ما نسبه فيزيد زعله وبدلاً من أن نرهبه من الله فيزيد زعله .. نساعده أن يصطلح مع الناس ومع أهله .. بدل ما تلغي وجود الله لأنك زعلان .. جرب تكلمه وتقول له إنك زعلان .

من حيث نوعية الملحدين : أغلبهم شباب وعلى النت .. نشطاء .. فاعليتهم عاليه .. اغلبهم متميز وهذا أحياناً يؤدي لغرور .

من حيث جذور الإلحاد : الإلحاد يرتبط بالرفض .. بدء برفض الكنيسة .. ثم مع المادية رفض الغيب ثم رفض الدين كله .

بحياد .. هو فكر صراعي حت  لو قال أنا ضد الدين حتى يعيش الناس في سلام لأن الدين سبب الصراع حتى وهو يقول ذلك هو بدء الصراع بغل وغضب ضد الدين .

فهو يريد التخلص من الصراع بالدخول في صراع .. الصراع النفسي ومع الدين في صلب جذور الإلحاد.

فالإلحاد يعرض البديل المخلص من صراع الأديان وهو في عمقه قائم على الصراع أي التخلص من الصراع بالصراع .

من حيث الطريقة .. الإلحاد في بلادنا وجه آخر للتطرف .. لايقبل الآخر .. فهو رديكالي .. يريد هدم كل الثوابت من جذورها وهذا في حد ذاته تطرف .

من حيث العقلية .. هو يفكر دائماً .. هو يسأل دائماً .. السؤال والفكر أمران عظيمان وهما أصل الدين .

 إذاً أول التجديد في التعامل مع الإلحاد : هو المناقشة الموضوعية العاقلة حتى لو لم نكن محايدين والمناقشة الموضوعية شرط فيها أن نتقبل الملحد والتقبل ليس معناه الموافقه .

وكأن الملحدين نوعين .. نفسياً زعلان .. فكرياً مختلف

ثاني تجديد : الإجابه على كل الأسئلة لأولادنا وأطفالنا وشبابنا .. دون حرج أو غضب .

اقرأ .. أول كلمه أختارها الله ليعرفه ببها نبيه وهي كلمه تختلف عن كل الكلمات الأخرى التي قيلت للأنبياء الأخرين .ففي كل الرسالات السابقة كان الخطاب من الله يعتمد على اعجاز ملموس .. عصا تسعى .. يد بيضاء .. طير يعود إلى الحياة .

في كل الرسالات السابقة كان الله يخاطب حواس الإنسان .. هذه المره تأسيس للغه جديدة .. لغه تعتمد على الفكر .. على التأمل .. على العقل .. اقرأ .

القراءة أول فرض وأول أمر في الإسلام ..قبل الصلاة والصوم والزكاة والحج .

اقرأ معناها: اقرأ الكون..اقرأ الحياة..اقرأ التاريخ "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدء الخلق"

اقرأ معناها: فكر بعمق .. يعني لابد أن تسأل لتفهم .. فصار السؤال من ضروريات اقرأ .

كيف نمنع السؤال عن أولادنا وهو أول فرائض ديننا .. زاد الإلحاد يوم منع السؤال.

إبراهيم أبو الأنبياء وأبو التساؤلات .. عرض القرآن تساؤله الأول بشكل شديد الوضوح  ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم )

يأتي الجواب الإلهي بصورة عملية بليغه؛ الطير الذي يعود إلى الحياة والجبل الذي يندك والمثالان يعطياننا معاً صورة رائعة لرؤية قرآنية مغايرة تماماً فالأسئلة والشكوك هنا لاتساور الكفار وأعداء الرسل بل تأتي على ألسنة الرسل وتجوب في أفكارهم وعقولهم وهم لايترددون في الإفصاح عنها لذاك الذي يعلم مافي الصدور والعقول .

موسى كليم الله .. ايضاً سأل ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين)

لماذا عرض القرآن هذه الأسئلة .. إذا كانت الرسال الكبار أولي العزم سألوا وأجابهم الله بل جعل الله الأسئلة الصعبه تأتي على لسان رسله .. كأن الله يقول لنا قد سأل الرسل بشجاعه وليس خطأ ولم يلومهم الله ولم تكن الردود نظرية كانت عملية جداً.

والنبي على الطريق " سلوني ما بدا لكم فلن تسألوني شيء إلا أجبتكم عليه "

جزء من الملحدين لديهم أسئلة يجب أن نحترم عقلوهم ونرد عليهم .

جزء من الشاب المؤمن لديهم شكوك من حقهم يجب أن نحترم عقلوهم ونرد عليهم .

إذا ثاني تجديد في مشكلة الإلحاد الرد على الأسئلة الصعبة .

خلق الإنسان يعشق المعرفة والإستكشاف .. أطفال المدارس نربيهم ونكافأهم على الإجابه ولانربيهم ونكافأهم على السؤال .. أم الفائز بجائزة نوبل . ربوا أولادكم على فن السؤال .

فن السؤال أصيل في ديننا .. عمر يختار مستشاريه على قدرتهم على السؤال .. لما سئل لماذا اخترت ابن عباس مستشاراً لك وهو صغير قال لهم : إن له لساناً سؤلاً وقلباً عقولاً .. سؤال بجدل لاقيمة له .