مازلنا مع المفاهيم السلبيه التي فهمت بطريقة غير صحيحه ولابد أن نصحهها نجدد رؤيتنا لها لنعيد الفاعلية " المادة الفعالة " لدور ديننا في الحياة المعاصرة .

واليوم نبدأ بسؤال :

هل الدين جزء من الحياة أم ضد الحياة؟ هل الدين يصادم حياتنا المعاصرة؟ 

كثير من الناس يراها كذلك  .. الدين يصادم حياتنا المعاصرة .. لابد أن اختار أما أن أكون متدين وانغلق أوانطلق واعيش بانفتاح وبالتالي لن أكون متدين بحق .فكل الأشياء أصبحت حرام ( الموسيقى  – الحب – التعامل مع البنات – الفن – الترفيه بكل أنواعه  – الضحك – المرح ) بعض المتدينين فهموا ذلك .

هل الدين ضد السعادة ؟ هل الدين ضد الاستمتاع بالحياة؟ هل هناك صدام حتى بين الدين وبين الحياة ؟  أين الصواب .. لا صدام & الدين جزء من الحياة .

كل هذا له علاقة بالدين فعال في الحياة ولا سلبي غير فاعل على هامش الحياة .

لماذا هذا التصور .آخر 100 سنة .. صورنا الدين ب، 5 صور أنتجت ذلك وهذا الصور هي:

الأصل إن كل حرام

الإيمان للمتعمقين فقط

العرف ضد الدين

البدعه

سيطرة بعض الناس باسم الدين.

إذا أردنا أن نحافظ على إيمان الأجيال القادمة قبل أن يفقدوا إيمانهم لابد أن نعيش بفكرة أن الدين جزء من الحياة وليس ضد الحياة .

مثلاً : مامعنى أن الشعب المصري شعب متدين؟

معنى أن الشعب المصري متدين إنه يحب أن يكون الدين جزء من حياته وليس ضد حياته . ماهي حقيقة الإسلام؟؟ 

فكرة أن الدين ضد الحياة هي بداية التشدد .. خطورتها أنها أول هيط التشدد ثم إنه يفقد الإسلام فاعليته .. ما هو الدليل على أن الإسلام ليس ضد الحياة .

4 أشياء فعلها الإسلام حتى لايكون ضد الحياة .. 4 قواعد ليبقى فعال في الحياة .. هذه الـ 4 نحتاج نحققهم ونفهم ونتحاور حولها.

حتى يكون الدين جزء من الحياة وليس ضد الحياة أن  الإسلام دين شعبي .. كيف يكون ضد الحياة وهو دين شعبي. 

هذا الدين لكل الناس وليس مجموعة أو تيار ديني معين .. المرأه البسيطة التي  تحب الله هي متدينه وليس فقط المتعمق ..  حديث النبي " إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم ومن شذ شذ في النار " إذاً هناك حلول فيها إتفاق جماهيري وهناك حلول فيها اختلاف شديد .. إذا تبنيت الحلول الخلافيه فأنت الذي ستفشل لأن فيها عوامل القضاء عليها لأن الإسلام دين شعبي للناس كل الناس . ":لاتتفق أمتي على ضلاله "

عندما يأتي تيار متشدد .. داعش ويقوم بعمل كياة ويقول أنا الإسلام

كل من عمل كيان موازي للإسلام يفشل لأنه اصطدم بذات الإسلام .. مثل لو أنك تقف أمام المرايا .. أن تتخيل أن اللى داخل المرايا هو أنت هذا خطأ كبير .. كذلك من يريد أن يختزل الإسلام في فكرة وحده ويرى أنه هو فقط من يمثل الإسلام فيعتقد أنه الإسلام أمام المرايا .. الحقيقة إن الإسلام هو خارج المرايا فيحدث الألتباس .. طب لو الصورة مغبشه يظهر الإسلام مغبش .. طب لو رسمت على المرايا سكين يظهر الإسلام كذلك ... عظمة الإسلام أنه شعبي وكل من يفعل ذلك يصطدم بالإسلام ويزول عبر التاريخ. لأنه شعبي للناس كلها .

الإسلام مثل نهر جاري بين شطين واسع يحمل داخله اراء متعدده ووجهات نظر كثيرة وليس خط مستقيم ضيق .. حلاوة الإسلام أنه يسري سريان الماء في الورد ... إذاً من يصوره للناس أنه ضد الحياة مش فاهم الدين أصلاً او ينفر الناس منه اما الدين فهو في حقيقته ليس ضد الحياة .

وايضاً معنى إنه شعبي إنه حاسس باحتياجات الناس ويلبيها .. كيف ذلك؟ 

هناك في الدين أمور مطلقة وأخرى نسبيه.. المطلق هي الأشياء التي ليس فيها فصال .. الله مطلق ... الأخلاق .. الأسره مطلقه .. اما النسبي فهي الحاجات اللي بتتغير .. الإسلام رغم إنه فيه أشياء مطلقه لا فصال فيها لكن يؤمن بالأشياء النسبيه ويراعيها .

مثال للمطلق و النسبي : المطلق يقول لا تكذب لكن النسبي يقول هناك ظروف حياتيه لا تصطدم بها ولا تجعل المطلق يصادم الحياة بها .. فتجد النسبي يعلمه لك النبي يقول لك أن الكذب مباح مع الزوجه والأسير في الحرب  والإصلاح بين الناس .

لماذا تنزل المطلق على الشارع لابد مرونه في حالات الحق المطلق لأنه دين شعبي يناسب عوام الناس .. انظر لطريقة النبي في التنازل عن جزء من الحق في صلح الحديبيه  مقابل السلام .. يعلمك النسبي . قصة الحديبيه حتى لايصادم العرب كلهم ويكون ضد حياتهم تنازل عن حق مقابل سلام يجعل الدين جزء من الحياة .

هذا الفهم يحل اشكاليه كبيره تجعل ماء الإسلام يسري في قلوب وعقول الناس .  

هو الحل ايضاً لأشكالية أن الدين ضد الحياة لأن مشكلة كثير من المدارس الفكرية الإسلاميه أنها تريد الناس أن تعيش بالمطلق دون مراعاة لظروف وحياة وبيئة وواقع الناس فيحدث الصدام بين الدين والحياة .

الشافعي وتغيير الفقه بين مصر والعراق في قضية الحلف بالطلاق.

تعطيل عمر الحدود لأنه يؤمن أن الدين ليس ضد الحياة .

احترام  العرف : 

ماهو معنى العرف ..العرف هوعادات الناس اللى تعودوا عليها في الأفراح والمأتم  والسحور .. كل هذا يسمى عرف.

الإسلام قدر العرف جداً لدرجة جاءت الآيه بالأمر بالأخذ به .. لا أقبل العرف فقط لا أمر به .. " خذ العفو و أمر بالعرف "  ليس و أقبل العرب.. لا يأمر بعرف المجتمع أنه مأمور به في الدنيا حتى لا يصادم حياة الناس .. ماهو عرف الناس في الأفراح .. في الموت .. الإسلام معاهم طالما مش حرام .. اعراف المصريين في رمضان في الأكل والسحور المسحراتي .. لاتقل لي حرام أو لم يفعله النبي هذا عرف لايتعارض مع الدين .. الدين يأمر به .

هدف تقدير الإسلام للعرف أن العرف يستريح إليه جميع الناس في المجتمع والعرف له علاقة بمقصد كبير من مقاصد الشريعة وهو مقصد التيسير ... احترام الإسلام للعرف ليكون مع الحياة فكلما اقترب الحكم من العرف كان ذلك اريح لنفوس الناس مالم يكن هناك نص واضح بالحرام .

بل إن الإسلام بنى كثير من الأحكام على مقتضى العرف

ومن العرف جاءت كلمة المعروف .. أي المتعارف عليه

دليل العرف : عن عائشة : ان هند بنت عتبه قالت : يارسول الله إن ابا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي فهل أخذ من ماله وهو لايعلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خذي ما يكفيكي وولدك بالمعروف " البخاري .أي خذي بما تعارف عليه المجتمع بقيمة نفقه المماثلة فالنفقة ليست مقدرة شرعاً بل المرجع في ذلك العرف "

" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " فحقوق المرأه وواجباتها واحده حسب كل عرف في كل زمان ومكان . الغرب جعل المرأه عند الطلاق لها ½ التركة .. فماذا اعطاها الإسلام ممكن أكثر حسب العرف .

دليل ابن مسعود : ما رآه المسلمون حسن فهو عندالله حسن وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيء .

ابن القيم : تتغير الفتوى بحسب الامكنه والأزمنة والأحوال وذلك يحكمة العرف .. كشف رأس الرجل في الصلاة وغيره يقبل أو ينكر شرعاً وفق العرف .

الشاطبي في الموافقات : إذا شهد الشاهد في المشرق وهو كاشف رأسه بطلت شهادته لأنها عرف المجتمع في المروءه .

إذا شهد الشاهد في المشرق وهو كاشف رأسه قبلت شهادته لأنها عرف المجتمع في المروءه .

لكن ليس كل عرف يجب العمل به بل وضع العلماء شروط منها : ألا يكون في العرف تعطيل لنص ثابت أو لأصل قطعي في الشريعة .

العرف نوعان .. عرف صحيح وعرف فاسد وهو ماخالف أدلة الشرع

إذا بنى حكم على عرف ثم تغير هذا العرف فإن الحكم يتغير تبعاً لتغيره إلى مايناسب العرف الجديد وهذا يعني أن للعرف تصرفاً في النص بشرط عدم مخالفة العرف لنص قطعي .

كل ده حتى يكون الدين حزء من الحياة .. ياعلماء الدين ليه صعبنا الدين على الناس .. ليه جعلناه ضد الحياة. 

" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فكل مكرمه عرفها المجتمع عبر التاريخ حتى وإن لم ينص عليها الشرع فهي معتبره في الإسلام مثل عيد الأم

الله ضرب الأمثال في القرآن وفق اعراف المجتمع " أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت "

مثال : الملبس .. مفهوم السواد الأعظم .. ألبس زي أهل بلدك .. ليه تتميز في لبسك عنهم

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ يومَ القِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ". أنت ليه مختلف عنا .. خليك زينا .. ادخل في السواد الأعظيم أتريد الشهرة وتدعي إنك كده تقلد النبي. 

وقال أبو الوليد الباجي: " كَرِهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لباسَ غير المعتاد في أهل البلد، وما يَشْتَهِرُ به لابِسُهُ مِن دُونِ الملبس ". لماذا ابو الوليد الباجي هو القائل لهذا الكلام لأنه أندلسي .. كان يريد مسلم أندلسي والأندلس لها أزياء خاصة .. فلما جاء العرب تمسكوا بزيهم فقال لهم ذلك. 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس العمامة، ويمسك بالعصا وغير ذلك من الأمور التي كانت يلبسها ويستخدمها الناس في ذلك الوقت من أمور العادة، فالعمائم مثلا قد اختلفت الأعراف فيها وتغيَّرت الأمور في لبسها، فلبسها جائز ما لم يخالف عادة بلد لابسها، فإن خالف العادة صار لباس شهرة، فلو لبس العمامة رجل يعيش في قوم لا يلبسونها لصار شهرة يشار إليه بالأصابع ولبسها لم يكن من السنة.

وعلى ما تقدم من الأدلة وأقوال العلماء المعتبرة في ذلك نرى أنه لا ينبغي للمسلم أن يشذ عن أهل بلده بثياب، طالما أن ثياب أهل بلده لا تخالف الشرع . " لا تَجتَمِعُ أُمَّةُ محمدٍ على ضَلالَةٍ أبدًا وعليكم بالسَّوادِ الأعظَمِ فإنه مَن شَذَّ شَذَّ إلى النارِ "

لكن إذا كان هناك عرف سيء خاطىء .. ما طريقة الإسلام في تغييره دون أن يصادم المجتمع أويكون ضد الحياة .. طريقة الإسلام أن يجعل العرف الجديد ينتشر دون اجبار لكن بالحب والسماحة حتى يسري سريان الماء في الورد ويتحول إلى عرف جديد محمود .

اطلاق اعرف جديد في التعامل بدون تشريعات لتكون أعراف معمول بها . فيغير عرف قديم سىء بعرف جديد سليم بدون تشريعات او عقوبات تصادم العرف القديم .

مثال : لم يكن عرف العرب قبل الإسلام يقدر أو يحترم رأي المرأه في القضايا الكبرى أو السياسية فأراد النبي تغيير ذلك العرف ليس بأمر صارم ولكن بنشر عرف جديد .. فلما كان فتح مكة

نموذج المرأه .. نموذج قد أجرنا من أجرني يا أم هانىء .. نموذج التحفيز للمرأه فوق الأحترام..فوق الحقوق ..  فوق العدل .. أنه اختيار أن المرأه وزن كلمتها و اختيارها يعادل القرارات الكبرى في المجتمع وبناء على ذلك قامت كل معادلات التعامل مع المرأه بلا حساسيه خلاص التعامل مع المرأه ليس ضد الحياة تحول هذا النموذج إلى عرف صار عليه المسلمون مع المرأه.

كل هذا يكعل الدين يكون جزء من الحياة .. يا علماء الدين لماذا جعلنا الدين صعب على الناس لماذا جلعناه ضد الحياة . الإسلام احترم العرف ليبقى فعال في كل زمان ومكان .

من يجعلوا الإسلام ضد الحياة بدعوى الدين هم في الحقيقة يفقدوا الإسلام فاعليته .

عدم  اتساع مفهوم البدعه 

مامعنى " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " هذا حديث صحيح ولكن ماهو الفهم الصحيح للبدعة.

من أشد المفاهيم التي جعلت الناس تظن أن الدين ضد الحياة هو اتساع مفهوم البدع .. حتى صار كل شيء بدعه في سلوك المسلمين في عادتهم وعاداتهم من البدع و الضلالات ، وذلك لأنهم ظنوا أن كل ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بدعه وضلاله لا يجوز فعلها . فتراهم إذا رأوا من يرفع يديه بعد الصلاة ليدعو الله ينهرونه ويقولون له إنها بدعة لأن النبي لم يفعل ذلك ، ومن يمد يده لمصافحتهم بعد الصلاة يخبرونه بان ذلك بدعة لأن النبي لم يفعل ذلك .. إلخ .

وقد ثبت أن النبي ترك الخطبه بجوار جذع شجرة وخطب على المنبر ، ولم يفهم الصحابه أن الخطابة على المنبر بدعة ولا حرام، فقاموا بصنع منبر، له صلى الله عليه وسلم ، وما كانوا لهم أن يقدموا على فعل حرمه النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلم أنهم كانوا لا يرون الترك بدعة.

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم رجل في الصـلاة بعد رفع الرأس من الركوع .. قال الرجل: « قال رفاعة بن رافع : كنا يوما نصلى وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعـة قال : « سمع الله لمن حمده ». قال رجل وراءه : ربنا ولك الحمـد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال : «من المتكلم». قال : أنا. قال «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أولاً »،  ولم يفهم الصحابي أن مجرد الدعاء في الصلاة يوجب الحظر، وإلا كيف يقدم على شيء وهو يعتقد حرمته، ولم يعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم على المسلك فلم يقل له مثلا: «أحسنت ولا تعد» أو نهاه عن إنشاء أدعية أخرى في الصلاة .

ولم يفهم سيدنا بلال رضى الله عنه من ترك النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة ركعتين بعد الوضوء عدم جواز ذلك، بل قام بذلك، ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا : « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» . قال : ما عملت عملاً أرجى عندي، أنى لم أتطهر طهورًا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلى» قال أبو عبد الله : دف نعليك يعنى تحريك»( أخرجه البخاري).

ثم إن النبي جعل ثواباً لمن يقدم شىء جديد غير مسبوق للخير و الإصلاح فقال النبي : مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها، وقال فـي ضدّه: مَن سَنَّ سُنّة سيئة كان علـيه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها .

عمر وصلاة التروايح .. نعم البدعه هذه .

ومن هذا النوع قول عمر: نعمتِ  البِدْعةُ هذه، حيث جمع الناس على صلاة التروايح و سَماها بدعة ومدَحَها؛ مع أن النبـي، لـم يَسُنَّها لهم، وإِنما صلاَّها لَـيالِـيَ ثم تركها ولـم يحافظ علـيها ولا جمع الناس لها، ولا كانت فـي زمن أَبـي بكر؛ وإِنما عمر جمع الناسَ علـيها وندَبهم إِلـيها فبهذا سماها بدعة، وعلـى هذا التأْويل يُفهم معنى الـحديث : كلُّ مُـحْدَثةٍ بدعة .. أنه يقصد ما خالَف أُصولَ الشريعة » .

علي وتشكيل المصحف .. بل جمع القرآن في مصحف لم يفعله النبي

لقد كان الصحابة و التابعين أصحاب عقليات فارقه بين البدعه المذمومه وبين الإبداع للخير والإصلاح فأبدعوا علوم كثيرة لم تكن على عهد النبي مثل :

وَلَّـدُوا أيضًا علمًا أسْمَوْهُ بـ «عِلْمِ الْعَقِيدَةِ»، أو «عِلْمِ الْكَــلَامِ»، أو «عِلْمِ التَّوْحِيدِ»، أو «أُصُولِ الدِّيــنِ»، وهكذا تتعدد أسماؤه لشرفـه وعلوه .

وأنشأوا «عِلْمَ الْفِقْه»، ثم بعد ذلك أنشأوا «الْكَامِن» في علم الفقه

وأنشأوا «أُصُول الْفِقْه»، وأنشأوا أيضًا «عِلْمَ الْأَخْلَاقِ» الذي سُمِّيَ بـ«التَّصَوُّفِ».

الجرح والتعديل، ومصطلح الحديث، والرواية، والدراية... كل ذلك كان في القرون الأربعة الأولى.

وأكد النووي علي هذا المعني؛ حيث قال: "وليس كل ما لم يكن في زمنه يسمي بدعة، لكن منها: ما يكون حسنا، ومنها: ما يكون بخلاف ذلك".

فإن كان ترك النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابه رضوان الله عليهم لا يدل على البدعه ، فكيف نظر علماء المسلمين للبدعه ؟

 البدعه ببساطه هي : ما خالف أُصول الشريعة أو أمر قطعي في دين الله مثل أن تصلي الظهر خمساً من باب الزيادة للثواب مثلاً فهذا مخالف لأصول الشريعه أو أن تصلي صلاة الجمعه يوم الثلاثاء فهذا مخالف لأمر قطعي في الدين ، وهكذا يصغرمفهوم البدعه جداً فلا تصادم الحياة .  

 (كلُ مُحْدثةٍ بدعة)، إنما يريد ما خالف أُصول الشريعة، والقواعد الكلية للدين .. عدم التوسع في البدعه يجعل الإسلام جزء من الحياة وليس ضد الحياة .  

بين مفهوم  " خذ العفو و أمر بالعرف " ومفهوم البدعة .. اعياد الميلاد – عيد الأم – الأفراح – الجنائز – الأعياد – الزاوج

حتى لايكون الدين ضد الحياة لابد من عدم التوسع في البدعة يجعل الإسلام جزء من الحياة وليس ضد الحياة . التوسع في البدعة يفقد الإسلام فاعليته في الحياة .. لو نحب هذا الدين لابد أن نجعله فعال في الحياة .

إلغاء  تسلط أحد على الناس باسم الدين  . 

حتى لو كان المتسلط هو النبي . { فذكر إنما انت مذكر * لست عليهم بمسيطر} وهو النبي

{ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}   

{‏ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } بعد أحد

قصة رجلين من بني اسرائيل : عن ابي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين (يعني في الله) وكان أحدهما مذنباً والآخر مجتهداً في العبادة، وكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر (يعني: لا داعي للذنب، توقف عنه)، فوجده يوماً على الذنب، فقال له: أقصر فقال: خلني وربي أبُعثت عليّ رقيباً. قال (يعني أخوه الطائع هذا): والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض روحهما فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالماً أو كنت على ما في يدي قادراً، فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار"

وتشبه هذه القصة ما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الإمام مسلم :« أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ . وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» .

انقذوا الإسلام من التشدد .. يسري سريان الماء في الورد .. أربعة مفاهيم وضعها الإسلام ليكون جزء من الحياة وليس ضد الحياة .

إذاً خمس مفاهيم وضعها الإسلام ليكون الدين جزء من الحياة وليس ضد الحياة هي :

الإسلام دين شعبي

احترام العرف

عدم اتساع مفهوم البدعه

إلغاء تسلط أحد على الناس باسم الدين.

تعالوا نتحاور حول هذه المعاني الليلة لنحافظ على ديننا جزء من الحياة وليس ضد الحياة.

استشعر ان هناك شباب يريد سد هذه الفجوة بين الدين والحياة ولا اقول أن الكلام السابق نهائي ولكن يحتاج إلى حوار والأمل كبير أن نصحح مفاهيم كثيرة لتعود الفاعلية للدين ويعود إلى دوره في الحياة .