أخبار

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

حتى تنال البركة وتأخذ الأجر.. ابتعد عن هذه الأشياء عند الطعام

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

الإيمان والعصر (الحلقة 16) - مفاهيم جديدة (الحب)

 هل التجديد أفكار فقط .. أم التجديد للروح أيضاً .. ماهو أكثر شيء تفتقده الروح اليوم ويحتاج تجديد ؟؟ ما يحتاج تجديد في العالم الإسلامي بل والعالم كله ليس الأفكار فقط . ولكن ايضاً المشاعر والأحاسيس أصبحت تحتاج إلى تجديد .

قيمة من أجمل قيم الحياة .. ذبلت وضاعت في مادية الحياة الحديثة .. هذه القيمة تحتاج إلى تجديد .. لأنها سر من أسرارالسعادة في الحياة بل هي أساس السعادة في الحياة .

 إنها الحب .. أكثر كلمة عليها بحث في جوجل هي LOVE .. ما سر تعلق الناس بالمسلسلات التركية ؟ رومانسية الحب ؟؟ سنتكلم اليوم عن عودة الحب .

عودة الفاعلية ليست فقط أفكار لكنها ايضاً مشاعر وأحاسيس .. لأن الإنسان كائن وجداني قبل أن يكون كائن مادي .. الإنسان ليس ماكينة .

الحب سيحسن حياتنا الدينية والزوجية والأسرية والمادية حتى النجاح في الحياة يحتاج حب .

ماهو سر العلاقات البشرية؟

ماهو سر علاقة الخالق بالمخلوق؟

ماهو سر الكون؟

ماهو سر السعادة؟

ماهو سر نجاح العظماء والمبدعين والناجحين؟ 

متى تنجح العلاقات الزوجية ومتى تفشل؟ ماهو سر نجاح الرجل مع المرأه والمرأه مع الرجل؟

من هو النبي؟ ما مفتاح علاقتي برسول الله؟

ماقيمة الأخلاق في الحياة؟ لماذا الأخلاق؟ لماذا يكون عندي أخلاق؟

كل هذه الأسرار لها مفتاح واحد .. من كلمة واحدة ..لكنها كلمة سحرية لأنها سر الكون .. هذه الكلمة هي .. الحب .

الحب هو الذي يجعل العالم يدور ولولا الحب لجمد العالم .. فلا أب سيجتهد ليرى أولاده أفضل منه . ولا أم ستضحي ليحيا أبناؤها .. ولها طموح سيتحرك في أنسان ليبدع شيء أحبه . مايبدو  نظرياً شديد الثقل يجعله الحب خفيفاً جداً ..

الحب أجمل مخلوقات الله ..

وسنحدد 3 محاور لتجديد الحب  ( الحب مع الله & مع المرأه والرجل & مع الحياة والنجاح ) نحتاج الـ 3 أنواع لنحصل على حب كبير .

الحب هو محرك الكون وسر الوجود. لنبدأ القصة من أولها وبالترتيب ... بمعنى نبدأ بحب الله لنا ثم حبنا له ... ثم الحب بين الرجل والمرأه ...ثم حب الحياة والنجاح . لنثبت بكل ذلك أن الحب هو سر الوجود وبالتالي فهو أكبر مولد للأخلاق ومحرك لها  .

 إذاً أول سلسلة الحب .. حب الله فهو خالق الحب وموجده في الكون وفي قلوبنا .

أولاً : حب الله لنا وحبنا له : 

لماذا خلقنا الله؟؟ خلقنا لنعمر الأرض .. صحيح لكن لماذا أختارنا نحن دون باقي الكائنات ليشرفنا وليكلفنا بهذه المهمه العظيمة وليسخر لنا الكون . تخيلوا لو الملائكة مكاننا ونحن مكان الملائكة ؟ من أعلى وأحب إلى الله .. لماذا الإنسان .. ما سر العلاقة ؟

احبهم فاختارهم واحبهم فملكهم الكون .. نعم لقد سبقت محبة الله لهذا الكائن الذي خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه وسماه الإنسان.

العلاقة ليست علاقة جنة و نار و لا هي علاقة واجب و لا اضطرار و لا ضغط اجتماعي وإنما هي علاقة حب .

أحبه فنفخ فيه من روحه " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي "

أحبه فخلقه بيديه وبقيت المخلوقات خلقها بكن فيكون " قال يا أبليس مامنعك ان تسجد لما خلقت بيدي ".

 

ثم أحبه فجعله في أجمل خلقه " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " قارن بين شكلك وشكل باقي المخلوقات في هذه الدنيا.

ثم أحبه فعدل له ظهره ولم يجعله يمشي على أربع " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك ".

ثم أحبه فأسجد له الملائكة " فسجد الملائكة كلهم أجمعون " .. سجود لجمال صنعة الله .. لقد أحبهم فجعلهم أجمل مافي الكون.

ثم أحبه فسخر له الكون " الذي خلق لكم مافي الأرض جميعاً ".

أحبه ففضله على باقي المخلوقات.. أنت ثمرة الكون .. هو اختارك أنت " ولقد كرمنا بني آدم وحلمناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً "

ثم أخبر ان حبه لهم سبق حبهم له " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " .  بدء بنفسه أولاً وأخبر بحبه لهم قبل حبهم له " يحبهم ويحبونه "

ثم جعل حب خاص لمن آمنوا وعلموا لأعمار أرضه " إن الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً " وسمى نفسه الودود وليس المحب . .لأن الود فوق الحب " وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد " 

الود أصفى الحب وأنقاه.. أعلى درجات الحب.

  ثم أعلن حبه لهم .

" إن الله تعالى إذا أحب عبداً نادى في السماء يا جبريل إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض"

ثم أحبهم فحقق أحلامهم .. أحب الله لعباده فقال لهم : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " فما ظنك بالله .. سيغفرلك .. سيرضى عنك .. سيكرمك .. سيسترك .. لن يضيعك .. سيكون الله لك كما ظننت أنت به.. حتى قال أحدهم .. إني لأرى بحسن ظني ما الله فاعل.

ثم أحبهم فأعد لهم الجنة ليكونوا في جواره وجعل سقف بيوتهم فيها هو عرش الرحمن وكتب لهم فيها الخلود فيها ليروه ويسمعوه ويكلموه .. فما اعطوا لذه منذ خلقوا أحب إليهم من رؤية الله .

الحب سر الوجود .. الحب مراد الله من البشر .

إذا كان الله يحبك هكذا ... فينبغي أن تعيد نظرتك للحياة بناءً على هذا الحب ..عليك أن تجعل حب الله مركز حياتك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أسألك حبك ، وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني لحبك ، رب اجعل لي حبك أحب إلي من أهلي وولادي ومالي ".

عليك أن تعيش بحديث النبي عندما دخل المدينة مهاجراً " أيها الناس أحبوا الله من كل قلوبكم .. أحبوا لما يغدوكم به من النعم " كانت هذه هي أول رسالة للنبي بالمدينة.

لاتربي أولادك على الخوف من الذنوب بقدر ما تربيهم على الأحساس بالمحبوب. 

المحبه هي المنبع والمصب لكل حياتنا مع الله " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "

لكن لماذا لا نتذوق حلاة الحب مع الله ؟

ماهي مشكلتنا مع محبة الله بل ومع الحب عموماً 

المشكلة هي  طبيعة الحياة السريعة التي نعيشها. لأن الإنسان الحديث أصبح يبحث دائماً عن أحدث الأشياء فهو يجد نفسه محكوماً دائماً بالجديد المثير أو الجذاب حتى قبل أن تكون الفرصة قد أتيحت له لتذوق ما مر به من تجارب او للتمعن فيما مر به من أحداث ! وهكذا صارت حياتنا أنتقالاً من إحساس إلى إحساس ومن خبرة إلى خبرة دون أن ننفذ إلى شيء أو نتعمق شيئاً حتى لقد تبدلت ( أو كادت ) حساسيتنا بالقيم ... فأصبحنا نقتصر على أخذ بعض الأحاسيس الشهوانية التافهة!  

لقد طغت الماديات على الحب في حياتنا حتى مع الله وهذا هو معنى " ألهاكم التكاثر" والتكاثر ليس المقصود به الأولاد فقط ولكن أنواع التكاثر من أموال وسيارات وبيوت وأداوت واجهزة .. والتكاثر ليس حرام في ذاته ابداً لكن المشكلة أن يليهنا التكاثر عن القيم الجميلة في الحياة وأولها الحب .

 ولم يعد الإنسان الحديث قلقاً متهوراً متبلداً فحسب بل لقد أصبح كائناً سطحياً بلاعمق لا شيء يلهمه ولاشيء يمسه ولاشيء يحرك كوامن وجوده الباطني ومهما يكن من أمر تلك الابتسامة السطحية التي قد نلقي بها الكثير من الأحداث و الأشخاص فإننا مع الأسف الشديد صرنا متبلدين حتى الحب والأحساس بجمال الحياة صار أمراً عادياً . 

الحب يحتاج تأمل وتذوق لتدركه أولاً .. ثم يحتاج بذل وجهد لتستمتع به ثانياً . هذا هو تجديد الحب .. نحتاج لفتح حوار حول طرق تجديد  الحب .. نحن نقول أنه يعيش بأمرين هما : 

1- تأمل وتذوق الحب                2- إبذل الجهد لتستمتع بالحب

فماهو المطلوب منا لنشعر بالحب مع الله ؟

أولاً: تأمل وتذوق الحب مع الله .. 

التركيز في الصلاة: كيف تجمع روحك ونفسك وتركز دقائق وترسلها إلى الله ... ركز في صلاتك فإن لم تقدر فركز في السجود. أسجد واجمع كل قلبك وعقلك مع الله فإن لم تقدر فركز في كلمة الله أكبر وقل لنفسك هل في حياتي أكبر من الله فإن لم تقدر فركز في قراءة الفاتحة واستشعر معانيها بقلبك..لابد لك من التركيز .. هذا التركيز هو المقصود بكلمة استحضار القلب واستشعار المعاني .. الناس تقول اتمنى وأريد أن أخشع في الصلاة بينما المطلوب هو التركيز .. لأن الخشوع لا يأتي وحده .. الخشوع ليس قرار تتخذه أو تجبر قلبك عليه.. لكن القرار هو التركيز والذي تقدر أن تلزم نفسك به هو التركيز والتركيز هو طريق الخشوع ..فإذا سألتني ماذا أفعل لأخشع في الصلاة .. أقول لك فقط ركز. ركز واخرج من الدنيا لدقائق وكأنك  ترسل روحك في رسالة إلى خالقها .

لابد أن تعيش لحظات حب مع الله في الأربع وعشرين ساعة من خلال الصلاة ... نحن نؤديها لكن لانشعر بمعنى الحب المكنون في الصلاة .."أرحنا بها يابلال" ، "وجعلت قرة عيني في الصلاة ".. هذه الدقائق كافية لتوليد الحب منك وإليك .. تخرج من الدنيا وتأخذ خطوة من الناس وتتمنى أن تخشع في الصلاة .. والخشوع لا يأتي إلا بالتركيز والتركيز قرار.  

قال عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي مُلَيْكة :( صِفْ لنا عبد الله بن الزبير )... فقال :( والله ، ما رأيت نفساً رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه ، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها ، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله ، لا تحسبه من طول ركوعه و سجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروحاً ، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي ، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزّ لها ، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجل ركوعه ).

التأمل في أسماء الله الحسنى .. لكن تأمل صلتك بالله .. خمس دقائق في اليوم، صلاة واحدة، في سجدة أو تسبيحة أوتأمل في أسماءه الحسنى، أسماء الله الحسنى هي طريقك لمعرفة الله ومحبتك له.

ولهذا قال الحسن بن علي: "من عرف ربه أحبه"... إذا لم تشعر بالمحبة فأنت لم تعرفه بعد .. تخيل قصة ولد لم تربطه علاقة بأبيه حيث كان أصحابه هم كل حياته، حتى مات أبوه في حادث سيارة، فلما وقف على قبره قال : انا لم أعرفك، ولم أفهمك ماذا كان في الدنيا أهم من أن أعرفك كم تمنيت أن أعرفك لأحبك ... لقد شعر به لكن بعد الموت ... تخيل إنك تأتي يوم القيامة تقول لله : انا لم أعرفك حق المعرفة .. ماذا كان أهم من معرفتك .. لذلك تحتاج تأمل في الكون لتعرفه .. وتتأمل في أسماء الله الحسنى لتعرفه فتحبه " إذا عُرِفَ الآمر . سَهُلَت الأوامر". 

 

ج ) التأمل في نعم الله عليك " أحبوا الله لما يغدوكم به من النعم ". عش كل يوم لحظات مع نعم الله عليك وداوم على ذلك في كل حياتك لتحبه.  

وكان العلماء يقسمون "النعم ثلاثة: نعمة حاصلة يعلم بها العبد؛ ونعمة منتظرة يرجوها, ونعمة هو فيها لا يشعر بها " وأهمها الحب " .. فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة, وأعطاه من شكره قيدا يقيدها به حتى لا تشرد,  فإنها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر, ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة

طرفة:يروى أن أعرابيا دخل على الرشيد فقال:"أمير المؤمنين؛ ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها, وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته, وعرفك النعم التي أنت فيها ولا لتعرفها لتشكرها"فأعجب الرشيد به وقال: "ما أحسن تقسيمه!!

ثانياً: العمل والبذل لأعمار الأرض .. ستصل للمحبة عن طريق العمل لأنه خلقك لتعمر الأرض " إني جاعل في الأرض خليفة "

الحب عند الله لايصح إلا بدليل" قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" .. " اعملوا آل داود شكراً" "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "

ما المطلوب : اعمل بكل طاقتك لأعمار الأرض – أجعلها أفضل مما دخلتها - ابنيها - اصلحها – عمرها – جملها – طورها بالفكر – بالفن – بالتكنولوجيا – بالصناعة – بالزراعة – بالمال – بالتعليم – بنشر الخير – بالإبداع . كل عمل لك بنجاح دليل محبة .. لأنك تدل بعملك على عظمة الله وجمال صنعته .. فمن يصدق أن التراب الذي خلقه الله بيديه سيبدع كل ذلك ويصل للقمر ويخترع ويطور .. أنت بعملك دال على عظمة الخالق .. اعمل لتحصل على المحبة .

مطلوب بذل وعمل كدليل على محبتك لله.

- اعمل 10 ساعات في اليوم بتركيز.لتصل لمحبة الله لك بعملك .. اخرج منتج جديد تتقرب به إلى الله كما تتقرب له بالصلاة والصيام .

الحب يحول عملك من روتين أو واجب قاسي أو من أجل العيش إلى محبة الله بعملك .. أنت في الحقيقة لاتعمل عند أحد .. أنت تعمل عند الله .

مثال يوضح أن العمل هو دليل حبك لله.وحب الله لك : أب عنده ولدين أحدهم يحب المقاولات فأعطى الأب للأبن الأول كل الأدوات اللازمه للحفر  و know how الخاصة بنوعية وطبقات الأرض  .. اما الأبن الثاني كان يحب السياحة فأعطى له مكان به شواطىء ومراكب و كل الأداوت التي لها علاقة بالسياحة . وقال الأب لهم سأترككم لمدة خمس سنوات وساعود لكي ارى ماذا فعلتم في هذه المدة . و قبل أن اذهب سأترك لكم بعض خرائط الأرض و ستجدون الكثير من الخيرات لن أقول لكم على مكانها ولكن انتم تملكون التفكير الذي لو استخدم بالطريقة الصحيحة ستصلوا اليها .

عاد الأب بعد خمس سنوات وجد أن معدات البناء متهالكه ولايوجد أي أثار لعمل ولا أنتاج وأن المكان تحول إلى خراب فلما سألهما : لماذا لم تعملوا ولم تستخدموا ما تركته لكم ؟

فكان ردهما : إننا نحبك يا أبي ولم يمر يوماً علينا إلا ونحن نتذكرك وفي كل يوم كنت اجتمع انا وأخي خمس مرات لنذكرك فأنت أبونا الغالي .

برأيكم هل الأب في هذه الحالة سيكون راضي عليهما ام غير راضي ؟

اعمل حباً لله .

إذا خطوات محبة الله

تركيز في الصلاة وتأمل في أسماء الله ونعمة علينا..  دقائق كل يوم في الصلاة أو غيرها .

عمل وانتاج وتعمير .. ساعات طويلة كل يوم لأثبات حبك له بالعمل .

وعندها .. سيجعل لك الرحمن ودا أي ستتذوق حلاوة حب في كل حياتك .. جرب وثق في هذه الآيه " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " .

إذا تحقق حب الله وشعرت بحبه لك سيتولد عن هذا الحب حبك للناس وللكائنات وللكون كله وفق هذه المنظومة

ثانياً الحب بين الرجل والمرأه  

الحب من أعظم هدايا الوهاب .. فإذا رزقك حب جميل في حياتك فهو هدية منه إليك .. إذا رزقك امرأه تحبها وتحبك ومن عليكما بالزواج فهذا الحب الجميل من أعظم هدايا الوهاب فمصدر الحب كله هو الله .

لكن هل الحب له دورة حياة ..life time..  هل الحب دائم أم متقطع .. هل الحب بين الرجل والمرأه له دورة حياة life time يبدأ صغيراً يصل لمرحلة الشباب ثم النضوج ثم يضعف ويهرم ثم يموت ويفنى ويتحلل

فريق من الفلاسفة قال : نعم الحب مثله مثل كل المخلوقات والكائنات والمنتجات .. له دورة حياة محددة.. وهكذا خلق الله الأشياء وهذه هي سنة الحياة .

فرد عليهم فريق آخر من الفلاسفة وقالوا لهم : لا ليس صحيح أن الحب يفنى .. لأن الحب ليس مثل باقي الأشياء المادية .. انتم شبهتم الحب بالسلع والمنتجات والأشياء المادية .. لكن الحب من الروح وليس من المادة .. والروح تبقى ولا تفنى مثل باقي الماديات.

 فأكد على كلام هؤلاء العلماء الدينين وقالوا : الحب لا يفنى ولا يموت لأنه أفضل وأعلى الفضائل درجة ومنزله .. لأنه من الله وهو حكمة الخلق " يحبهم ويحبونه " .. لذلك فهو لايموت لأنه من الله وكيف يموت وهو سر الخلق والإيجاد .

فقال الفريق الأول : ولكن واقع حياة البشر عبر العصور يؤكد أن الحب يموت وأحوال الرجال والنساء مهما بلغت درجة حبهم دليل على ذلك .. يشيخ الحب ويموت بعد قليل . والواقع أقوى من أي كلام فلسفي .

فأجاب الفريق الثاني : نعم كلامكم صحيح أن هذا هو واقع  الناس ولكن ايضاً كلامنا صحيح والتوفيق بينهما أن الحب محفور في قلوب البشر لكنه يذبل حتى يشيخ ويهرم إذا لم نصونه بدوام تأمله وتذوقه ثم بالبذل واستمرار العطاء .

فصار مره أخرى التأمل والتذوق ثم البذل والعطاء هما السبيل لتجديد الحب

نفس الأمر ينطبق على كل أنواع الحب للوالدين – للأقارب – للأصدقاء – للأنسانية جميعاً حتى مع الله يتجدد الحب بالبذل والعطاء .

هل الحب أمر مؤقت أم دائم ؟

يرى الكثير أن الحب خاصة بين الرجل والمرأه أمر مؤقت والأمر يتوقف على شرطين

القدرة على تأمل الحب وتذوقه .

القدرة على البذل والعطاء

إذاً طريقة حفظ الحب واحدة .. بداية من الله حتى المرأه حتى كل البشر .. الحب يحتاج تأمل وتذوق لتدركه أولاً ثم يحتاج بذل وجهد لتستمتع به ثانياً .

لماذا الطريقة واحدة . لأن كل الحب من مصدر واحد هو .. الله .

إن الحياة المعاصرة جعلت سرعة التغيير مذهله .. التغيير في المنتاجات .. التغير في الأستهلاك .. التغيير في الأفكار .. في الأقتصاد .. في السياسة .. في التكنولوجيا .. كل ذلك أوجد اجيال غير قادرة على تأمل او تذوق أي شيء .. فهي تنتقل من شيء إلى شيء في نمط حياة متسارع لايتوقف لحظة لتأمل أو تذوق لأي شيء .

والحب يحتاج لحظات تأمل وتذوق ليبقى حياً وليس الحب وحده بل كل القيم تحتاج لوقفات تأمل لتذوقها ..  لقد تحول الإنسان إلى سلطة تنتقل من يد إلى يد دون توقف ففقد قدرته على تذوق أي شيء .. مثل من ذهب لمحل عطور وأخذ يشم عدة روائح بشكل متوالي حتى فقد قدرته على حاسة الشم لأي عطر فهذا ما حدث معنا .. سرعة الحياة أفقدتنا القدرة على تذوق أي قيمة من القيم . تذوق حبك ليعيش ثم ابذل الحب تحصد الحب  .. هذه هي الصفة السحرية للحب . قصص الحب مرتبطة بالبذل والعطاء .

مثال : الأب الذي يكدح طوال عمره ليجمع المال لكي يحقق لأبنه كل رغباته ولكن هذا الأبن يضيع بأهمال كل ما اعطاه له أبوه .. لأنه لم يتعب فيها .. نفس الفكرة في الحب .. بالبذل يعود الحب قوياً والبذل يجعلك تحافظ على الشيء الذي بذلت وقتك وجهدك ومالك من أجله لأنك تعبت فيه. البذل للحبيب يجعلك تتمسك به أكثر وأكثر . لاتغضب بسهولة ولاتفقد أعصابك بسهولة ولاتبيع حبك بسهولة لأنك تعبت فيه. 

مثال : صديق مصري يعيش في أسبانيا يحكي أن سكرتيرته طلبت إجازة لمدة اسبوع ﻷن زوجها قال لها  سنسافر في رحلة حب ولاتجهزي شنطة سفرك .. انا الذي سأتولى أعداد شنطة سفرك بنفسي ولو نسيت أي شيء سأشتريه لك من مكان الرحلة وسنذهب إلى مكان لا تعرفيه و سأقوم بترتيب برنامج الرحلة من اولها إلى أخرها في شكل مفاجأت متتالية كنت أجهز فيها من أكثر من شهر. هذا البذل هو الذي يديم الحب.

إنه التركيز و البذل المستمر نفس الطريقة مع الله وهي هي بين العلاقات البشرية!

السر في الحب في كلمتين ببساطة .. لحظات تركيز و تأمل ثم بذل وجهد وعطاء .

وعندها فإن الحب يدوم حتى الوفاة و حتى اللقاء في الجنة.

والانكسار في علاقة عاطفية لايصح أن يجعلك تفقد الثقة في الحب أو تلقي فكرة البحث عن الحب الصحيح أو يجعلك تعيش بلا مشاعر . الحب طريقة حياة نعيش بها حتى نلقى الله لأنها سر الوجود .

فماذا لو لم يكن في حياتي قصة حب جميله اعيشها ..

لو لم يكن لديك قصة حب في حياتك أدعي الله وقل له: يارب ارزقني زوجة تكون مصدر حب وسعادة في حياتي ثم مارس حب الله وحب الناس في حياتك .. وسيمن عليك الله بحب جميل تعيشه .. وهذه هي تجربة الحياة. وذلك لسبب بسيط .. من هو مصدر الحب ؟ .. من الذي يهب الحب؟ .. من الذي يرزق بالحب؟ .. أليس هو الله "وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات واحيى " لذلك ادعوا الله أن يرزقك الحب وعامل الناس بالحب .. يمن عليك بالحب .. أحب الناس ليحبك الله لأنه لو أحب الله عبده سيمن عليه بالحب ولو بعد حين .

ثالثاً: الحب والنجاح في الحياة  

نيلسون مانديلا وغاندي .. ما الذي جعلهم يتحملون كل ما قاسوه في حياتهم .. إنه الحب الذي كان أقوى من كل هذه المصاعب التي واجهوها.

نيلسون مانديلا أحب الجنس الأسمر فدافع عنه وسجن 26 سنه من أجله .

غاندي أحب وطنه وعاش من أجل بلده الهند حتى أخر لحظة في عمره .. إنه الحب .

كما أن هناك قانون اسمه جاذبية الأرض فهناك قانون أقوى أسمه جاذبية الحب .. نحن ننجذب إلى الأرض لتستقر عليها .. وكذلك الحب ليس مجرد عاطفة .. بل هو قانون يحفظ استقرار قلوبنا ونفوسنا.

قصص النجاح مرتبطة بكلمة واحده هي .. "الحب"

إذا أردت النجاح عليك أن تذهب إلى الكون من مفتاحه لتحقق المال والنجاح وتحقيق الذات .. إنه الحب وحده الذي يفتح لك هذه الأبواب.

لحظات تأمل وتركيز وتخطيط لهدفك ومشروعك .

عمل جاد مستمر 10 ساعات يومياً .

نفس المعادلة مع الله .. هي بين الرجل و المرأة .. هي مع النجاح

الحب أنشا مدينة .. يروي المؤرخون أن عمرو بن العاص في فتح مصر نزلت حمامة بفسطاطه (خيمته) فاتخذت من أعلاه عُشًّا، وحين أراد عمرو الرحيل رآها، فلم يشأ أن يهيجها بتقويضه، فتركه وتكاثر العمران من حوله، فكانت مدينة "الفسطاط".

الحب شيء جميل مريح أنه يشبه المراهم لجسد الإنسان لكنه مرهم لقلب الإنسان بل للحياة كلها.

لوعشت بطريقة حب ما حولك يجعلك قوى كل شيء جميل وتبحث عن الجمال في كل شيء وتتصرف بجمال وأخلاقك كلها جمال.                                                                                                                     

الحب يجعلك جميلاً لأن من أحب تشبه بمن يحب                   إن الله جميل يحب الجمال

                                                                               إن الله طيب لا يقبل إلا طيب

                                                                                إن الله كريم يحب الكرم

                                                                                 الراحمون يرحمهم الرحمن

قصة من السلف: رأى أحد علماء الدين في الشارع رجل سكران وحالته صعبه في النطق والمشي فأخرج العالم منديلاً ومسح له وجهه .. فقال له الناس : أنت بتعامل شارب الخمر هكذا ؟! فقال لهم : لا أحب أن ارى خلقة الله كذلك . فلما أفاق الرجل وعرف ماحدث تاب إلى الله.

في الليلة التالية نام العالم ورأى في الرؤية من يقول له : طهرت فمه من أجل الله فطهر الله قلبه من أجلك لقد تاب الرجل .

 الحب هو الذي دفع المسيح حين أحاط به كيد الكائدين لأن يقول: "اغفر لهم يا رباه، فإنهم لا يعلمون ما يفعلون!".

الحب هو الذي دفع نبينا محمدًا حين آذاه قومه يوم أحد لأن يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون!".

الحب هو الذي جعل عيسى يقول لمرأة فعلت ذنبًا كبيرًا: "لقد أحبت الله كثيرًا، فغفر لها كثيرًا".

الحب هو الذي جعل محمدًا يقول لأصحابه عن شارب الخمر: "لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله".

عيسى يقول:  "الله محبة"

 محمد يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". 

عيسى يقول: "طوبى لصانعي السلام".

محمد يقول: "أفشوا السلام بينكم". 

عيسى يقول: "أنا خبز الحياة" أي خيرها. 

محمد يقول : انا رحمة مهداه .


حلقات

برامج اخري

برنامج تراث

برنامج تراث برنامج بدأ د/ عمرو خالد تقديمه في 2023 يتناول قصص من التراث الإسلامي والدروس المستفيدة منها وكيفية التطبيق في الواقع المعاصر .. قصص ممكن نكون عارفينها ولكن هل فاهمين ربنا عايز يقولنا إيه منها؟.. حلقة أسبوعيًا وقصة جديدة نغوص فيها إلي الأعماق لنخرج جواهر ليس بهدف العيش في الماضي ولكن لهدفين مهمين جدا : أولا الانتماء إلي ديننا وأمتنا كأمة عظيمة وحضارة عريقة؛ وثانيا بناء المستقبل علي أسس حضارية وتراثية مما يستفز بداخلنا الرغبة في الإبداع.

الفهم عن الله الجزء الثاني - رمضان 2024

برنامج الفهم عن الله الجزء الثاني.. للدكتورعمرو خالد في رمضان..رحلة يوميًا من خلال 30 قاعدة مع مجموعة من الشباب للوصول إلى الإحسان، من خلال 7 منازل رائعة تجعل حياتك أهدأ وأجمل: التقوى، اليقين، التوكل، التسلم، الرضا، العبودية، محبة الله عز وجل" تزكي الجانب الروحي لدى الإنسان، وتعميق القيم الأصيلة التي تعزز من إيمانه وتحفزه على العيش بإيجابية

amrkhaled

amrkhaled