أخبار

ما مدة صلاحية الاحتفاظ بالأطعمة في "الفريزر"؟

دراسة: البروتين النباتي يحمي من أمراض القلب

الرجال والنساء ثلاثة.. هل تعرف هذه الأوصاف؟

نساء خطبهن النبي ولم يتزوج بهن

كيف أداوم على الطاعة.. تعرف على أهم الوسائل

حين تقول يومًا: الحمد لله أنه لم يستجب دعائي

لا تلق بها في النهر.. سلوكيات يبغضها القرآن والسنة؟

دعاء من القرآن فيه سر الاستجابة .. للفتح والتوفيق في مشروعات الحياة

سنة نبوية مهجورة.. من أحياها أجاره الله في مصيبته وأخلفه خيرًا منها

كيف تصل إلى مرتبة الإحسان بالصبر؟ (الشعراوي يجيب)

الإيمان والعصر (حلقة 10) - السيرة النبوية والعمل (الفقر عدو الإسلام)

      مازلنا مع رحلة المفاهيم السلبية التي نسعى ـ جاهدين ـ أن نحولها إلى طاقة إيجابية في حياتنا.

ولا شك أن الفقر أسّ المصائب.إن أكبر مشكلة تواجه العالم الإسلامي هي الفقر،وإذا نظرت لأساس  كل المصائب الأخلاقية،ستجد أنها تبدأ من الفقر .

لكن ما تفسير أن أعلى معدلات فقر في العالم في بلاد المسلمين؟ ما تفسير أنك إذا وضعت يدك على أي بقعة فقيرة في العالم تجد سكانها من المسلمين؟ هل الدين له علاقة بهذا الوضع المؤسف؟

لا يوجد أحاديث تجعل الفقر أفضل من الغنى عند الله ، ولا توجد نصوص دينية  مشجعة  على الفقر، ما جذر المشكلة إذن؟ هل الإسلام يفضل الإنسان الفقير؟! هل لأن النبي كان فقيرا فنفهم من ذلك أن الإسلام تشجعنا على الرضا بالفقر؟

إن ثقافة تمجيد الفقر أضحت منتشرة في ثقافتنا الدينية،وتكاد تمتلئ بها كتب الزهد والوعظ، وأصبح لها تسربا إشعاعيَّا من الكتب إلى المنابر،ومن المنابر إلى مفاهيم الناس وعقولهم ورؤيتهم للحياة،وحدث ذلك منذ قرون حتى صارت هذه المفاهيم محصنةً داخل اللاوعي والوعي مجتمعين، وصارت تشكل جزءًا من بديهيات الرؤية الإسلامية.إنها ثقافة ترضي الفقراء وتخدرهم فيزدادون فقرا.

لماذا يستخدمها الدعاة ؟ 

لأنها تدغدغ عواطف البسطاء،فحين تتكلم عن فقر النبي ﷺ وتدَّعي أنه عاش ومات فقيرا فأنت ترضيهم.إن النبي كان يربط على بطنه بحجر من شدة الجوع، ومات ودرعه مرهونة عن يهودي. ولا أعفي نفسي من ذلك فقد فعلت ذلك.  هذا المعنى يفقد الدين فاعليته في الحياة .

بدأت بذور هذه الثقافة أولاً في زهد معتدل جميل عند الحسن البصري أمام غنى فاحش في عهد الدولة الأموية والعباسية؛ لكن مع الزمن تحول البعض من معنى الزهد الرائع الذي يجعلك تملك الدنيا في يدك دون أن تمتلِكُكَ إلى معنى سلبي يجعلك تفضل الكسل والخمول عن العمل والبناء . 

القاعدة البسيطة : لا زهد لمن لا يملك . 

 ثم زاد الأمر خطورة ؛إذ قد أصبحنا نرى أن الفقر أعلى منزلة من الغنى، ودللنا على ذلك بأحاديث فهمناها خطأ حتى أظهرنا نبينا محمد فقيرا مسكينا لمزيد من قبول الفقر.

فهذا أحد الكتب الشائعة في مجال الوعظ والرقائق يقول:(أيها المَفتون،متى زعمتَ أنَّ جمع المال الحلال أعلى وأفضل من تركه فقد أزريت بِمحمَّدٍ والمرسليـن،وزعمت أنَّ محمدًا لم ينصح الأمة إذ نَهاهم عن جمع المال،وقد علم أن جمعه خيـر لهم،فقد أخبر رسولك أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بسبعين سنة ) .

على أننا نفسر ذلك في زمانهم تفسيرًا صحيحًا أنهم كانوا في زمن غنى فكانوا يفعلوا ذلك ليقل التعلق بالدنيا أما نحن فالوضعُ تغير تمامًا،نحن أفقر الناس ولا نريد أن يزدادَ فقرُنا.

لابد من مفهوم إيجابيٍّ يحرك الناس لرفض الفقر والسعي للخروج منه بكل وسيلة، لابد أن نعلنها بقوة: الفقر عدو الإسلام الأول،نريد ثورة في عقولنا نعلنها على ثقافة قبول الفقر باسم الدين .

الفقر عدو الإسلام الأول : 

 دائمًا يحدثنا أصحاب الدعوات الإسلامية عن أعداء الإسلام والمسلمين من الأمم الأخرى، لكننا لم نسمع من يحدثنا عن العدو الأول للإسلام والمسلمين ألا وهو الفقر. نعم إنه العدو الأول لأنه وسيلة الشيطان لإفساد الإنسان وهذا بنص القرآن:" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "،ولأنه من الشيطان ولأنه وسيلة الشيطان لإفساد البشر حتى يصل بهم إلى الكفر فمن الطبيعي أن يتعوَّذ منه النبي " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ".

ثم انظر لربط النبي بين الكفر والفقر،وكأنه يكشف علاقة الكفر بالفقر،فالفقر يأتي بالكفر وبكل المفاسد الأخلاقية السلوكية .

فلا عجب ـ إذن ـ  أن يروى عن سول الله " كاد الفقر أن يكون كفرًا " رواه البيهقيُّ في الشعب .. وكان علي بن أبي طالب يقول : " لو كان الفقر رجلا لقتلته.هل أنت أفضل من رسول الله لما دعا لخادمه أنس بالغنى: " اللهم كثر ماله وولده " فلم يمت إلا وهو من الأغنياء .

إنَّ دعاءَه ﷺ لنفسه: " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " هو في ذاته تعليم  لأصحابه ولنا أن الغنى من المقاصد التي ينبغي أن ندعو بها ولا عيب في ذلك،ثم انظر إلى قوله : " نعم المال الصالح للرجل الصالح» فهو تأكيد على هوية العبد الصالح الذي يسعى إلى جمع المال الصالح الحلال. فالحديث يجمع بين صلاح العبد وصلاح المال على صعيد واضح. وفي موضع آخر من السيرة العطرة  يجعل ﷺ أعدم الإنفاق على الأهل والعيال من الآثام الكبار،يقول: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول " .

فطلب الغنى والسعة في الرزق صفة من صفات الأنبياء،وانظر مثلا إلى سليمان عليه السلام  الذي يطلب ملكا لم يؤته أحد من بعده: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ". والمُلك الواسع أحد مظاهر الغنى والسعة.

منهج  الصحابة 

تجسد عبارة (دلوني على السوق) منهج الصحب الكرام في التعامل مع الحياة،السوق حيث التجارة والبيع والشراء والتعامل.وهنا أقول لكم : هل تعلمون أن السوق كان السبب في انتشار الإسلام في إندونسيا والهند والصين.والسوق هنا يعني التجارة،والتجارة تعني تحريك المال وتداوله بالبيع والشراء. وهنا أرفع هذا السؤال في وجوه دعاة منابر الفقر والزهد: كيف يظن مسلم بعد ذلك أن الفقر أفضل وأن حياة العوز والحاجة تقرب إلى الله؟ أعتقد أن هذا المفهوم هو ما يريده الشيطان، والذي أخبرنا به رب العزة تبارك وتعالى: " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "

كيف تؤسس حضارة على حب الفقر ؟ 

إن حديث: (الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بسبعين عاما) ليس دليلا على أفضلية الفقراء  عند الله. ثم إن الحديث لم يقل ذلك، إنه يوضح أن حساب الغني يوم القيامة غير حساب الفقير .. فالفقير ليس لديه ما يستوجب طول الحساب لفقره،أما الغني فحسابه أطول لتعدد مصادر أمواله لحديث النبي:" لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة،حتى يُسألَ عن أربع : ... وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ " صحيح أن الله قادر أن يحاسب جميع عباده في لحظة واحدة، لكن الهدف هو إيقاظ حس الغنى أنه سيحاسب على كل مال دخل جيبك:  (من أين و إلى أين) ، وهذا بلا شك يساعد الغني أن يتقيَ الله في ماله عندما يعلم أنه سيحاسب هكذا،لكن في النهاية فإن الغني الذي أحسن التعامل مع ماله قد يكون أعلى منزله في الجنة من الفقير حتى لو كان الفقير دخل قبله إلى الجنة والدليل على ذلك واضح وضوح الشمس من حديث صحيح آخر للنبي يقول فيه: " إن الغني الشاكر أحب إلى الله من الفقير الصابر " .

" من رأى منكم منكرا فليغيره " لماذا فقط نراه على الذنوب؟ لماذا ندعي الغيرة على الحرمات ونتشنج فيما هو أقل خطورة من الفقر؟ أليس هذا تناقضًا في فهم أولويات الإسلام؟ بل إن المحرمات سببها الفقر. فمن الذي يغضب ويغير منكر الفقر؟  أكره الفقر بقلبك هذا أقل الإيمان كراهية الفقر .

كراهية الفقر وتغييره عمل ديني تثاب عليه،هكذا يصبح الدين فعالا،لو ربينا الأجيال على هذا المعنى . 

أتمنى أن أرى جماعة دينية تهدف إلى تغيير منكر الفقر،فهل يعقل أن كل من هو متدين يقاوم المعاصي وينهي عن منكر اختلاط الرجال بالنساء ولا ينهي عن أم المصائب والمنكرات الفقر.

منظومة القرآن للخروج من الفقر إلى الغنى 

               








النبي كان غنيًّا وليس فقيرًا 

قصص كثيرة يستدل بها الدعاة الوعاظ على فقر النبي؛ منها  أنه مات ودرعه مرهونة عند يهوديٍّ.ومنها ربطُه حجراً على بطنه من شدة الجوع.ومنها أنه كان يمر الهلال (الشهر) ثم الهلال ولم يوقد في بيت النبي نار.ومنها  أنه خرج من بيته جائعًا فلقي أبا بكر وعمر وكان جائعين .. إلخ     

يقول الشيخ محمد الغزالي : (إن أعدادا كبيرة من المسلمين زعموا أن الرسول آثر الفقر على الغنى، ودعا إلى الفقر، وبهذه الفلسفة الجبانة نشروا الفقر في الأمة الإسلامية عدة قرون).

النبي غنياً وليس فقيرا أبدا وبدليل القرآن: 

إن الدليل القرآني مشرق وواضح على غنى النبي ﷺ ،ولن تتعب كثيرا فيتجده في إحدى قصار السور،وفي سورة الضحى:" ووجدك عائلاً فأغنى" . فانظر إلى سطوع الدليل قال تعالى: (عائلا) ولم يقل: فقيرا، والعائل في اللغة هو كثير العيال.لقد أظهر الله فضله على نبيه بأنه أغناه والغنى هنا مادي .لأنه ربطه بشيء ماديٍّ آخر هو أنه عائلٌ أي كثير العيال .{وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} ؛ منَّ عليه بالغنى كما منَّ عليه بالهدى،فلو كان الفقر أفضل من الغنى لم يكن للامتنان معنًى وفائدة.

نعم، لقد مرّ رسول الله  - كسائر الناس- في حالات عصيبة ومختلفة طوال حياته، من ضيق وشدة،وخاصة في حصار الشِعب بمكة،وبعد الهجرة،وفي فترات طارئة أخرى،وفي أوقات مخصوصة،ولكن كان في معظم الأحوال غنيا وميسورا،وملَك أموالا كثيرة ،سواء في مكة أوفي المدينة،ثم زادت أمواله بعد الغزوات والسرايا والفتوح،وعلى الأخص بعد غزوة بني النضير، وخيبر،وحنين . تعالوا نحلل وضع النبي المالي أكثر،وبعبارة أخرى تعالوا نتعرف إلى ميزانية النبيﷺ  .

النبي غنيُّ بدليل  مستوى إنفاقه السنويِّ : 

مصاريف المعيشة : كان ينفق على زوجته وأهله،"وكان ينفق على 9 زوجات مهورهن وكسوتهن وطعامهن بل كان كما جاء في الحديث يدخر لأهله قوت سنة كاملة أي كان يوفر في بداية كل سنة ميزانية السنة بالكامل .

المسكن : اشترى رسول الله ﷺ أرض المسجد،وأقام بيتَه على جزء من تلك الأرض، فليس بيته من تبرُّعات المسلمين، أمَّا دُورُ أزواجِه بالمدينة فأعطى كلَّ واحدة منهنَّ الدَّارَ الَّتي تسكنُها،ووصَّى بذلك لهنَّ. أما مارية المصرية فأسكنها في العوالي . ثم إنَّ الزَّواج بهذا العدد من النِّساء وما يتبع الزَّواج من التكاليف والصَّداق والإنفاق على هذا العدد من البيوت والنِّساء لا يطيقه إلَّا ذو سَعَة،وكان الصَّداق في عهده  يَصِل إلى أربعمئة درهم، وصداقه  لزوجاته زاد عن ذلك .

إنفاقه على شئون حياته الخاصة : 

وكان لا يأكل وَحْدَه، يأكُل مع أهله وخَدَمه،ومع مَن يدعوه من المسلمين إلَّا أنْ ينزل بهم ضيفٌ، فيأكل مع الضَّيف.

وعن عائشة قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ).

و كان ﷺ حريصا على مظهَره ولباسه وشَعره وطِيبه...، بل يحرص - كلَّ الحرص- على التَّجمُّل أمام النَّاس عامَّة، وأمام الوفود خاصَّة. وعن ابن عمر: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ  كَانَ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ)،و عن أبي رمثة  قال: (رأيتُ رسول الله وعليه بُردان أخضران) .

ـ العطور: وعن عائشة قالت: (كأنِّي أنظر إلى بريق المِسك في مفرق رسول الله وهو مُحرِمٌ).وجدير بالذِّكر هنا أنَّ ثمن العطر والطِّيب كان مرتفعا في زمنه،ومع ذلك كان يُكثِر منه.

ـ وسيلة مواصلات خاصة: كان ﷺ يملك ناقة تسمى القصواء، وبغله تسمى دلدل وفرس يسمى السًّكب . 

ـ كان ﷺ كريما كثير العطاء حتى قال عنه ابن عباس " كان رسول الله جوادًا وكان أجود ما يكون في رمضان فالرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة. " البخاري .

ـ إنفاقه على أهل الصفة وإطعامه لهم من ماله وهم فقراء المهاجرين الذين هاجروا من مكة للمدينة ، وليس لهم عمل أو مأوى وكان عددهم يصل إلى 70 صحابيًّا .

ـ وإنفاقه على ضيوفه من الوفود التي كانت تأتيه والتي يزيد عددها على سبعين وفدًا في عام الوفود.

ـ ثم أنفاقه على خدمة ومواليه. المولى:هو المملوك الذي يمنّ عليه صاحبه بأن يفكَّ رقبته فيعتقه،ويصير المملوك بذلك مولى لعاتقه،فكان النَّبيُّ ينفِق على مَواليه مِن خُمسه؛لأنَّ الزَّكاة والصَّدقة لا تَحِلُّ لهم، فقد كان يعتبر نفسه مسئولا عنهم بعد أن أعتقهم .

جدول بأسماء المُطعَمـــين عــلى مائــدة النَّبيِّ


المطعَمـــون عــلى مائــدتــه 

نساؤه

ثلاث عشرة زوجة،وهنَّ: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زَمْعَة، وأمُّ سَلَمة واسمها هند بنت أبي أميَّة،وأمُّ عبد الله عائشة بنت أبي بكر،وحفصة بنت عمر،وزينب بنت خزيمة بن الحارث أمُّ المساكين،وزينب بنت جحش،وأمُّ حبيبة رَمْلَة بنت أبي سفيان، وميمونة بنت الحارث، وجويرية بنت الحارث، وصفيَّة بنت حُيَي بن أخطَب.

وثلاثٌ يُتْبَعْنَ بهنَّ: خولة بنت حكيم السُّلَمي الَّتي وهبَت نفسها للنَّبيِّ ، وكان له سريَّتان يقسم لهما مع أزواجه: ماريَّة القبطية، وريحانة الخندقيَّة.

بناته

وهن: زينب، ورقيَّة، وأمُّ كلثوم، وفاطمة الزَّهراء،

ويلحق بهن : الأولاد الذين ماتوا: القاسم، وعبد الله (أبناء خديجة)، وإبراهيم (ابن ماريَّة)، ويلحق بوُلْدِه:عليُّ بن أبي طالب.

ربائبه

أبناء خديجة  

زرارة بن النَّبَّاش الأسَديّ .

هند بن أبي هالة .

الحارث بن أبي هالة .

أبناء أمّ سَلَمة

سَلَمة بن أبي سَلَمة .

درَّة بنت أبي سَلَمة.

زينب بنت أبي سَلَمة.

عمر بن أبي سَلَمة.

بنت أمِّ حبيبة

حبيبة بنت عبيد الله بن جَحش .

مواليه

نحو السَّبعين كما في باب (إنفاقه على مواليه)، وعدَّهم العراقيُّ (81)

خدَمه

 تقدَّم أنَّهم ستَّ عشرة رجلاً، وامرأتان، وعند العراقيِّ أنَّهم (35)

مجموع مَن كان النَّبيُّ  يُنفِق عليهم: حوالي ثمانية وعشرين نفرا ومائة نفرٍ (128)، ويُزاد عليهم    أربعون نفسا أعتَقَهم قُبَيلَ وفاته، فيصير (168). نفرا .

ملخص مصادر إنفاق النبي:       

على نفسهﷺ: طعامه وشرابه،ملابسه وزينته،فراشه،أدواته،سلاحه،بهائمه:الناقة والبغلة والفرس.

على زواجه : مهورهن،بيوتهن،وولائم الأعراس .كيف ينفق على 13 بيتًا وهو فقير وهو لا يقبل الصدقة ،ويقول " اليد العليا خير من اليد السفلى " ؟!!

على أهل بيته : الطعام والشراب،بناته،من يعولهم في بيته .

على مواليه : 30 رجلا و 11 امرأةً .

على خدمه : 14 رجلا وامرأتين  .

وعلى ذلك نقول : ما كان للرسول ﷺ أن ينفق كل هذه الأموال على هذه الجهات المتعددة إلا وهو غني مقتدر، خاصة أنه كان يتعَّفف عن أموال الناس بما في ذلك زوجته وأصحابه.

وانظر إلى هذا الموقف البسيط مع أحد أحفاده (الحسن) عندما همَّ بأكل تمرة من تمرات الصدقة ، فجعلها في فمه، فقال رسول الله ﷺ : (كخ .. كخ.. ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة)  .. إلى هذا الحد ؟! نعم (تمرة)، فكيف لمن يحرم على نفسه وأهله تمرة من تمرات الصدقة إن يعيش وينفق مثل هذا الإنفاق ؟ نستطيع أن نتيقن الآن أن النبي ﷺ كان غنيًّا، لكن لابد أن نسأل أيضا: مِنْ أين جاء بكل هذا المال حتى قبل الغنائم والمعارك ؟ .. من أين له هذا ؟؟!

أولا : حتى لا يقول أحد إن هناك من كان ينفق على النبي : لا يستطيع أحد أن يدعي أن هذا الغنى كان من أموال غيره أو من أموال الصحابه أو من مال زوجته خديجة أو من أموال المسلمين . وهذه هي الأدلة :

 

النبي لا يقبل الصدقة: إن النبي ﷺ قال "إن الصدقة لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد " حتى التمرة في فم أحفاده كان يأباها كما سبق أن أشرنا في موقفه مع الحسن بن عليّ .

النبي لا يقبل عطاء أهله ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فهو لم يأخذ حتى من عمه أبي طالب مالا، بل على العكس فهو الذي ربى ابن عمه علي بن أبي طالب حتى يخفف عن أبي طالب صعوبات الحياة .

النبي لا يقبل مالا حتى من أصحابه في ذلك تروي أمُّنا عائشة - رضي الله عنها - أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - حين أعلمه الرسول بالصحبة، كان قد جَهَّز ناقتين للرحلة - وقد كان يتوقعها - وقال: "يا رسول الله، إنَّ عندي ناقتين أعددتهما للخروج، فخذ إحداهما" فقال النبي ﷺ : (قد أخذتها بالثمن). فحتى  في الهجرة دفع الرسول لأبي بكر ثمن الناقة التي حملته من مكة إلى المدينة.

كما غمـز بعض الكُتَّاب بذلك فقال: (ولقد مرّت على النَّبي  أوقاتٌ عصيبة، وهو الذي لم يتَّخذ لنفسه عملا،بل عاش على كرم المهاجرين والأنصار،وكثيـرا ما كان يأوي إلى فراشـه جائعا أو يسكّن جوعـه بِما لا يزيد عن بضع حبّات من التمر).ولو قرأ القائل ما قاله النبي للأنصار والذين عتبوا عليه إعطاءه المهاجرين من ماله الخاص وليس من مال الدولة، لعَلِمَ مَن الذي يَمتـنُّ على مَن، ففي الخطبة المشهورة:«يا معشر الأنصار، أَلم أجِدكم ضُلالاً فهداكم الله بي؟ وكنتم مُتفَرِّقيـن فَألَّفَكم الله بي؟ وعالة فأغْنَاكُم الله بي؟». فقالوا : المن لله ولرسوله.

النبي لا يقبل عطاء من أي أحد وهو الذي يقول " اليد العليا خير من اليد السفلى.

النبي  لا يقبل نفقة زوجته عليه.انظر لقول الله تعالى " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ " ومعنى الآية أنه متى عَجز عن نفقتها لم يكن قوَّاما عليها. فإذا كان الإنفاق من أسباب القوامة للرَّجل على زوجته،وكانت السَّيِّدة خديجة هي الَّتي تنفق على زوجها رسول الله -كما ادَّعى بعضهم-، ألَا تسقط بذلك قوامَته في بيته !؟لم تكن السَّيدة خديجة هي الَّتي تنفق على زوجها رسول الله،ودليل ذلك:

ـ قول السَّيِّدة خديجة عندما نزل الوحي لأول مرة على النبي ، في الحديث الَّذي أخرجه البخاري: (...فدخل النَّبيُّ على خديجة بنت خُويلد، فقال: زمِّلوني، زمِّلوني، فزمَّلوه حتى ذهَبَ عنه الرَّوْع،فقال لخديجة - وأخبرها الخبر-: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي»، فقالت له خديجة: كلَّا، أبشِرْ،فوالله لا يُخزيك الله أبدا،إنَّك لتَصِلُ الرَّحم،وتَصْدُق الحديث،وتحمِل الكَلَّ، وتَكسِب المعدوم، وتقْرِي الضَّيف، وتُعين على نوائب الحقِّ).فهذه الصِّفات الأربع الأخيرة كلُّها صفات ماليَّة تدلُّ على اليُسر والسَّعة والكرم والجود، فكيف يقوم هذا كلُّه على الفقر والعوز.         

نعم ،لقد قدَّمت خديجة المال، ولكن هذا المال كان دعما للرِّسالة لا للرَّسول خاصة في أواخر أيام الحصار في شِعب أبي طالب،فاستحقَّت لقَب خير نساء الدُّنيا،وتلقَّت سلامَ الله لها،وبُشْراه ببيت في الجنَّة،كما بُشِّر عثمان بالمغفرة العامَّة لإنفاقه على جيش العُسْرة،فنِعْمَ ما أنفَقَتْ،ونِعْمَ ما أكرمَها الله به.

ما مصادر أموال  النبي ؟ 

تكسبه من مزاولة التجارة : 

كان ﷺ تاجرا ناجحا،وقد استحقَّ النَّبيُّ العمل مضاربا في مال خديجة بسبب السُّمعة التِّجارية الحسَنة الَّتي كانت له،فقد كان يكسِب أكثر من غيره،وقد فعل ذلك بمال خديجة.إنَّ العَمَل المتقَن والأمانة هما أسـاس الرِّبح،فسُمعة النبي  تاجرا سـبَقَت نبوَّته إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ، وهذا درس للمتواكليـن والجبـرييـن الذين يعتقدون أن الظّروف تصنعُهم،وأنهم ريشة في مهب الريح .

واستمر في التجارة بعد الرسالة ولشهرة أمره في البيع والشراء بعد الرسالة أثبت القرآن تعجب المشركون من إصراره على مزاولة التجارة بعد الرسالة، يقول تعالى : " وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِير "

والمشي في الأسواق هو تعبير عن الحركة المستمرة في البيع والشراء، فأوحى الله إليه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾. فأخبـر أن الأنبياء قبله كانت لهم صناعات وتجارات.وهذه الآية تصف تجارة النبي قبل البعثة وبعدها.

روى عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : (أَنَّ رسولَ الله اشترى من عِيـرٍ بَيْعا،وليس عندَه ثمنُهُ،فَأُرْبِح فيه،فباعه،فتصدَّق بالربحِ على أرامِل بني عبد المطلب،وقال: «لا أشتري شيئا إِلا وعندي ثَمنُهُ) وهذه القاعدة هي حل مشكلة الكساد بأمريكا والبيع على credit card بلا رصيد .

لكن كيف كان يخلو في غار حراء لياليَ طوالا وهو بلا رزق، هل كان يقبل أن تنفق عليه زوجته ؟؟! لقد كان غار حراء  يمثل استراحة بعد سفر البيع والشراء مثل من يعملون الآن في إحدى شركات البترول أسبوعين عمل وأسبوع راحة.هكذا كان يقسم النبي وقته قبل البعثة بين التجارة عملا يتكسب منه وبين التأمل في غار حراء عبادة وتأملا روحيا وبين شئون بيته كزوج و أب وينفق على كل ذلك من تجارته.

ميراثه من والديه وأجداده 

النبي حفيد عائلة عريقة غنية ، فهاشم بن عبد مناف أبو جد النبي كان موسرا،تولى السقاية والرفادة،وهو أول من أسس لرحلتَي الشتاء والصيف.وكان اسمه عمرو، وكان في موسم الحج يهشِّم الكعك بالدقيق ليطعم الحجاج فسموه هاشما .

أما عبد المطلب جد النبي، فقد استمرَّ على نَهج أبيه وجدِّه،ومما يدل على ثرائه فداؤه عبد الله والد النبي بِمائة ناقة .

أما والد النبي عبد الله بن عبد المطلب فقد كان تاجرا،توفي في أثناء مزاولة عمله التجاريِّ.وهو يحمل تجارة قريش إلى الشام وكان عمره وقتها 25 عامًا .

ورث النبي ﷺ من أبيه وأمه ، ورث عن أبيه أموالا،وورث عن أمه آمنة بنت وهب الزهرية دارها التي ولد فيها،ولذلك دفع إلى مرضعته أجرة رضاعه من أمواله التي ورثها من أبيه.كانت الدار التي ورثها عن أمه في مكان مميز في أغلى أحياء مكة؛لأنها دار بجوار الكعبة.

لم يكن أبو طالب عم النبي  موسرا مثل النبي والعباس؛لذلك يقول ابن عباس (أصابت قريشا أزمة شديدة حتَّى أكلوا الرمة،ولم يكن من قريش أحد أيسر من رسول الله  والعباس بن عبد المطلب ، فقال رسول الله  للعباس: «يا عم، إن أخاك أبا طالب قد عَلمتَ كثرة عياله،وقد أصاب قريشا ما ترى،فاذهب بنا إليه حتَّى نحمل عنه بعض عياله».

     فانطلقا إليه فقالا: يا أبا طالب إن حال قومك ما قد ترى، ونحن نعلم أنك رجل منهم، وقد جئنا لنحمل عنك بعض عيالك،فقال أبو طالب: دعا لي عقيلاً وافعلا ما أحببتما، فأخذ رسول الله عليًّا،وأخذ العباس جعفرا، فلم يزالا معهما حتَّى استغنيا).

وبِهذا نَجد أن هذه العائلة الكريمة الرفيعة كانت عائلة ثراء وسيادة.

ميراثه من خديجة : 

وورث من زوجته خديجة بنت خويلد دارها بمكة بين الصفا والمروة خلف سوق العطارين.

نصيبه من غنائم الحروب 

( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾،فجعل خمسها مقسوما على هذه الأسهم الخمسة.

ومن المهم هنا أن نذكر أنه ﷺ لم يفتعل حربا ليحصل على الغنائم  أبدا لم يفعل ذلك، وذلك بدليل أن المعارك الثلاثة الأولى مع قريش " بدر – أحد – الخندق " كانت على حدود المدينة فهم الذين جاءوا ولم يذهب هو إليهم.ومواقعه الثلاثة مع يهود المدينة كلها بدأت بخيانة منهم ولم يكن هو البادئ.حتى إن فتح مكة كان بسبب نقض قريش لصلح الحديبية فكان منه الحرص على السلام وكان منهم نفض العهد وبالتالي فالغنائم حق له بشرف و أمانة.

ملخص ما حصل عليه  النبي من خمس غنائم : 

اسم الغزوة

المغنم

غزوة بدر الكبـرى

مائة وخمسين من الإبل، وعشرة أفراس،

غزوة بني سليم

خمسمائة بعيـر.

غزوة بني قينقاع

سلاح كثيـر، وذهب وأموال

غزوة بني المصطلق

وكانت الإبل ألفي بعير وخمسة آلاف شاة

غزوة بني قريظة

من السيوف ألفاً وخمسمائة سيف، ألفي رمح، ثلاثمائة درع

غزوة خيبر 

سلاح وإبل و بقر وأراض ونخيل

غزوة حنين 

أربعة وعشرين ألف بعير ، أكثر من أربعين ألف شاه ومن الفضة أربعة آلاف أوقية .

4) هدايا الملوك : يأخذ الهدية ولا يقبل الصدقة                                                

ملخص هدايــا الملــوك

المقوقس

مارية ـ أمّ ولده ـ، وسيريـن ـ التي وهبها لحسان ـ، وبغلة شهباء يقال لها دلدل، وحمار يقال له عفيـرٌ.

النجاشي

بغلة، فقبِلها منه، وبعث إليه هدية عوضها.

فروة بن نفاثة الجذامي

بغلة بيضاء يقال لها فضّةٌ ركبها يوم حنيـن

مَلِك أيلة

بغلة بيضاء، فكساه رسول الله  بردة

صاحب دومة الجندل

بغلة.

وفد الرهاوييـن

 فرس يقال لها: المرواح.

مرداس بن مؤبلك بن واقد

فرس.

ملخص مصادر دخل النبي 

الرد على أحاديث فقر النبي 

 

الحديث الأول : 

أخرج البخاري عن أمِّ المؤمنين عائشة قالت: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ»

بلا شكٍّ ،  الرِّواية صحيحة سندا ومتنا ،على أنَّ هناك اختلافا على ما يؤخَذ من الحديث من أحكام؛ لأنَّ ظاهر الحديث مصادِم لصريح أحاديث أخرى في غناه في آخر عهده.

يقول الشَّيخ محمَّد الغزالي : (إنَّ الحكم الدِّيني لا يؤخَذ من حديث واحد مفصولٍ عن غيره،وإنَّما يُضَمُّ الحديث إلى الحديث، ثمَّ نقارن الأحاديث بما دلَّ عليه القرآن الكريم).خاصة أن النبي ترك أمولاً وأوقافاً أنفق منها على زوجاته وأهله بعد موته .

لكن لفهم الحديث يجب أن نذكر أن النبي قد جهز جيشا بقيادة أسامة بن زيد لغزو الروم وخرج في الجيش كبار الصحابة وكان النبي مريضا ومع ذلك أصر على خروج الجيش. إذن هناك حالة حرب تمر بها المدينة.فإذا جاء ضيف بليل إلى النبي وهذا ما حدث فأرسله النبي إلى هذا الرجل اليهودي ورهن له درعه ليطعم الضيف.. إذن حادثة رهن الدرع هي حادثة إكرام ضيف نزل في ليلة حرب . 

الحديث الثاني : 

عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: (( كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين،وما أوقدت في أبيات رسول الله صَلي الله عليّه وسلم نار)) ، فقلت: يا خالة،ما كان يعيشكم؟ قالت: ((الأسودان)) (التمر والماء). (صحيح البخاري).

لم يكن الحال المذكور في هذا الحديث هو حال النَّبيِّ في حياته كلِّها،وإنَّما كان ذلك في أوَّل الدَّعوة المدنيَّة،لما هاجر رسول الله والمهاجرون إلى المدينة وظهر فقراء أهل الصفة فأسكنهم النبي إلى جواره فكان دوره كقائد أن يتفاعل معهم ويشعر بما يشعرون ويواسيهم بماله ثم تغير الحال وفتحت أبواب الخير والرزق .

كذلك حديث ربط النبي الحجر على بطنه .. لم يربط النَّبيُّ  الحجر على بطنه ثلاثةً وعشرين عاماً من الدَّعوة،فزمن الحديث واضح في قول سيِّدنا جابر بن عبد الله بـ: (إنا يوم الخندق محفِّر)، وأخرج الحديثَ البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الخندق،وفي ذلك يظهر أنَّ هذا الجوع الَّذي دعا رسولَ الله  لربط الحجَر ما كان منبثقاً عن فقر،وإنَّما ناتجا عن حالة حربٍ طارئة،ومواصلَة عملٍ، وحفرٍ،وتكسير صخرٍ،لسرعة إنجاز الخندق .

الحديث الثالث : 

 ( اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .. فإنَّ المراد به استكانة القلب ومسكنة القلب لله وليس مسكنة الحال والمال .. مسألة تواضع للفقراء ولأهل الصفة لا علاقه لها بالمال على الإطلاق.

الحديث الرابع : 

أخرج ابن حبَّان عن ابن عبَّاس قال:خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد،فسمع بذلك عمر فقال: يا أبا بكر،ما أَخرَجَكَ هذه السَّاعة؟ قال: ما أخرجني إلَّا ما أجد من الجوع، قال: وأنا والله ما أخرجني غيره. فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما النَّبيُّ  فقال: «ما أَخرَجَكُما هذه السَّاعة؟» قالا: والله ما أخرجنا إلَّا ما نجد في بطوننا من الجوع،قال: «وأنَا - والَّذي نفسي بيده - ما أخرجني غيره، فقومَا»

فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيُّوب الأنصاري وكان أبو أيُّوب يدَّخر لرسول الله  طعاما أو لبنا، فأبطأ عنه يومئذٍ،فلم يأتِ لحينه،فأطعمَه لأهلِه وانطلق إلى نخله يعمل فيه.فلما حضر أبو أيوب قال لامرأته:اخبزي واعجني لنا وأنتِ أعلم بالخبز،فأخذ الجديَ فطبخه وشوى نصفه.فلمَّا نهضَ النبي قال لأبي أيُّوب: «ائتنا غدًا»،وكان لا يأتي إليه أحد معروفا إلَّا أحبَّ أن يجازيه،قال: وإنَّ أبا أيُّوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إنَّ النَّبيَّ أمَرَكَ أن تأتيه غداً، فأتاه من الغد فأعطاه وليدَتَه).

ليس في الحديث دلالة ظاهرة على أنَّ هذا الجوع كان فقرا، فأبو بكر  معروف بيُسره، لما له من تجارة وعمل،وعمر معروف بمقتدرته المالية.ثم انظر كيف دفع النَّبيُّ أربعين ألف درهم قيمة طعام غداء عند صاحبه !!

 

الخلاصة: 

الأحاديث الخاصة بالنبي والتي تستخدم لتمجيد الفقر واستحسانه،هي أحاديث الظروف الطارئة في حياة النبي كما يمر في حياة كل إنسان منا بل كل غني تمر به أحداث طارئة لفترات محددة من حياته يجوع فيها لسبب طارئ أو تقل موارد أمواله لسبب طارئ،لكن لا يعقل أن نعمم بسبب أحداث طارئة أن هذا هو أسلوب حياته كلها.وإنما الذي حدث أن بعض الدعاة كانوا يستخدمون فكرة فقر النبي وربط الحجر على بطنه لدغدغة عواطف المستمعين لجذب قلوبهم لمحبة النبي بينما كان هذا خطأ وعلى حساب تقدم الأمة نحو العمل والإنتاج ولا أعفي نفسي من المسئولية فقد وقعت في نفس الخطأ .

والخلاصه:أن النبي كان غنيا ولم يكن فقيرا،وأنه أطلق طاقات جيل فتحوا الأرض بنفسية تمجد إعمار الأرض وليس بنفسيه تمجد الفقر .


حلقات

برامج اخري

برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني

برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.

بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد

بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد

amrkhaled

amrkhaled