الإيمان والعصر (حلقة 7) ـ الأخلاق .. تناغم الكيان الإنساني
تكلمنا في الموضوعين السابقين عن الأخلاق ,وسوف نكمل الحديث عنها ,لأننا نحتاج إلى التجديد الفكرى لسد الفجوة بين الدين والحياة , نحتاج إلى تجديد يعيد الفاعلية للدين بما يسعد الناس في الحياة .
ولايمكن تحسين أخلاق الإنسان دون أن نفهم الكيان الإنساني ومكوناته ,لأننا لو فهمنا الإنسان بصورة صحيحة سنعرف كيفية التعامل معه بتلقائية وسهولة.
والمكونات الاساسية للكيان الإنساني خمس: الجسد , والعقل , والنفس , والقلب , والروح .
وعندما نسلط الضوءعلى النظرة الحالية للكيان الإنساني في الشرق والغرب نجد أن النظرة مشوشة بالنسبة "للخمس مكونات " ففى مجتمعاتنا العربية ,نجد أن نسخة التدين الحالية مشوشة ,حيث توجد نسخة لاغية للعقل "الروحانيات فقط " , ونسخة لاغية للجسد ," كل شىء محرم ,المسلم لا يستمتع بالحياة ؛بسبب تضييق الحلال " لأن الجسد ليس له أهمية والصحة لا قيمة لها , ونسخة مغيرة لترتيب مكونات الكيان الإنسانى الخمس ,لا تعرف الفرق بين النفس ,والروح, والقلب ,لا تفرق بينهما مع أن هناك فرقاً في الترتيب والأولوية ,وإلا ماكان الله "سبحانه وتعالى "ذكر الخمسة في القرآن .
وعند النظر للمجتمع الغربى ,نجد أنه متقدم علينا في أمور كثيرة ,مثل العلم – التكنولوجيا – النظام – لكن في موضوع النظر للكيان الإنساني ,كان أكثر تخبطاً من المجتمع العربى .
فالفكر الغربي مادي ,قام بوضع الجسد أولا الجسد له الأولوية , مما يعني أن تتحكم الغرائز في الإنسان حتى في التفكر الصحيح ؛لذلك الجنس والخمر مباحان بلا قيود ,ولايوجد عندهم القدرة على تغيير ذلك إذاً الجسد يتحكم في العقل ويسكته أحياناً , والعقل يتحكم في القلب ويسكته " لاتفكر بعواطفك " ,وأيضاً تقديم المصالح على المبادىء ,والأصل فى الإنسان أنة كائن وجداني حسي قبل أن يكون عقلي مادي .
وعلى ذلك فإن مكونات الكيان الإنساني عند الغرب ثلاث فقط هي( الجسد – العقل – القلب) وهذا الترتيب لغي النفس والروح لأنهما ليستا ماديتين .
و الشكل الصحيح في الإسلام "للمكونات الخمس "هو الذي نحتاج أن نظهره للعالم ونجدده ,وسوف نطرح فكرة يحتاج إليها العالم تحت مبدأ" رحمة للعالمين ".
فالإسلام بنص القرآن يؤكد أن للكيان الإنساني خمس مكونات ورتبهم ولكن بطريقة مختلفة.
الترتيب في الإسلام : القلب فوق العقل – العقل فوق الجسد والنفس ـو الروح فوق الخمسة (المكعبات الخمس)
هل هناك حكمة من هذا الترتيب , و ما هو الفرق ؟
الفرق أن عدم ترتيب مكونات الكيان الإنسانى أتعست الإنسان وأفسدت أخلاقة و عطلت أجهزته و النتيجة قلق ـ هم ـ حزن ـ أمرأض نفسية " مثل اضطراب الهرمونات "
الحكمة فى ذلك أنه عند تغيير ترتيب المكونات الخمس يحدث مرض "تعطيل أجهزة الإنسان "مرض سماه القرآن "الغفلة ."
وهذا المرض يصيب الإنسان فيفقده الشعور والاحساس, فتتعطل أجهزة الإرسال والاستقبال ,وتتوقف محركات ومولدات الأخلاق , الضمير يقف , الفطرة تتعطل.
ووصف لنا "القرآن الكريم " المرض وحذرنا منه مرات عديدة :
" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ "
" لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. "
" أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "
ودائماً ما يأتى في القرآن ذكر مرض "الغفلة " مقترنآ بتعطيل الأجهزة .
وما نناقشة اليوم هى فكرة نابعة من الإسلام ,و لكننا سوف نعرضها بشكل معاصر, من وجهة نظرنا المحدودة , فكرة جديدة ومعاصرة ,ولا ندعي أنها نهائية, إنها عن كيفية عمل الإنسان بصورة صحيحة ,بمكوناته الخمس في شكل منظومة متكاملة سميتها " تناغم الكيان الإنساني " القلب ,والروح ,والنفس والعقل ,و الجسد كل واحداً بدورهٍ المحدود ولكننا نحتاج لفتح حوار حولها , حتى نقدم للعالم هدية مدروسة , لنحقق دور الإسلام نحو البشرية ليسعد بها ,ونكون فعلاً" رحمة للعالمين " , فالعالم حالياً جاف تعيس " لو قدمنا للعالم فكرة أو نظرية ليكون سعيداً سنحقق قول الله ," وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
تناغم الكيان الإنساني , أنت خمس مكونات .
كيف تعمل مكونات الإنسان الخمس ؟ كيف تتناغم سوياً ؟
الكيان الإنساني خمس أجزاء ومكونات , ليست أجزاء متفرقة و كل جزء بمفرده كما يراه الغرب, لكن كل واحد من الخمسة وعاء لشيء معين , ويتغذي بشيء معين.
ماهو الوعاء : الوعاء هوما نضع فيه الاشياء , فالعقل وعاء الفهم , نضع في العقل الفهم فكل واحد من الخمسة وعاء لشيء محدد , و يتغذى بشيء محدد فلو تم تشغيل الخمسة معاً بطريقة يومية , يصبح الأنسان , ناجح ,و سعيد ,و قريب من الله ,و قريب من الناس ,و قريب من الجنه .
مكونات الكيان الأنسانى والوعاء الخاص بها؟وكيفية تغذيتها؟
الجسد : وعاء النشاط والحركة وغفلته "الكسل , الخمول , النوم " و يقظته وتغذيته في أمرين :
الرياضة اليومية , للرجل والمرأة , للصغار والكبار , تمارين يومية .
من خلال الأشتراك في نادي رياضي أو ممارس رياضة "المشي أو الجري " بشكل مستمر ساعة يوميا " إن لبدنك عليك حق " هذا هو حقه
عمل دؤوب : العمل والأنتاج اليومي 10 ساعات يومياً .
فإذا مارست الرياضة وعملت بجد أيقظت جسدك ونجا من غفلة الكسل .
العقل : هو وعاء الفهم والفكر ,ويقظته و تغذيته فى :
1- القراءة والمعرفة , أول آيه فى القرآن الكريم" اقرأ " .. القراءة والمعرفة فلابد من قرأة كتاب أسبوعياً بهدف الأرتقاء في المعرفة فكل كتاب تقرأه بمثابة بئر بترول جديد تحفره في عقلك يخرج لك كنزاً جديداً , وكأنك تضيف إلى عقلك عقلاً جديداً .
2- التفكر والتأمل والتركيز( فعقولنا أمواج متلاطمة ,و خمس دقائق تركيز كل يوم تصنع الفارق) فلا إبداع و لا ابتكارإلا بتعلم وتفكر " أفلا يتدبرون " " أفلا يتفكرون " التعلم المستمر :الفرق بين التعليم والتعلم ؟ التعليم :مرحلة معينة لمهمه معينه وهي الحصول على الشهادة أما التعلم :فهوعملية مستمره مدى الحياة "life style" لغه , معرفه , مهاره ,دوره , لعبه فلا إبداع ولا ابتكار إلا بالثلاثة وإلا "الغفلة " فإذا لم يغذى العقل بالثلاثة يعطل وعطلته ( الغباء و البلاهة و التقليد الأعمى ) فالإسلام يرى الجسد والغرائز هامة جداً, لكن العقل في الإسلام فوق الجسد فهو الذي يتحكم في الجسد وليس العكس .
النفس : هي وعاء الإرادة ... أي التقوى والفجور " ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها " ويقظتها وتغذيتها فى :مجاهدة النفس فحرارة المجاهدة مثل تدريب العضلات مؤلمة لكنها رائعة .
جرب أن تتوقف عن ذنب كبير , جرب أن تغلق موقع نت خطأ من على تليفونك , وانظر إليه بعد أسبوع ستشعر بشعور رائع هذا الشعورهو "غذاء النفس " فالنفس لايغذيها شيء إلا المجاهدة "لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " لأنه سيتذوق حلاوة رائعة .
فالنفس تنتقل بالمجاهدة من النفس الأمارة بالسوء ,إلى النفس اللوامه ,إلى النفس الراضية ,إلى النفس المطمئنة ,إلى النفس المرضية فاللوم هو حرارة المجاهدة .
وقمة مجاهدة النفس :الوصول إلى التقوى " ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها "
إذاً فالنفس تساعد العقل على ترويض الجسد, إذا العقل والنفس فوق الجسد .
القلب : وعاء الإدراك .. قد يظن البعض أن القلب وعاء للحب والعواطف فقط,ولكن هذا جزء منه لأنه وعاء لأكبر من ذلك فهو وعاء" للفهم مع الحس " للوصول للأدراك التام , خلطة العقل مع الوجدان لاتخاذ القرار الصحيح .
فقه العقل مغاير لفقه القلب ,فقه العقل :مسلمات ونتائج (1+1=2) ,وفقه القلب :جمع الفهم مع الوجدان , لذلك قال النبي : "استفتي قلبك وليس عقلك ", وقال تعالى " لهم قلوب لايفقهون بها "
خليط من الفهم والوجدان ينتج عنه قلب حي , والقلب جهاز حساس جداً, وحتى يقوم بدوره الوجداني يجب أن يبقى نقياً بنسبة كبيرة جداً لذلك قال النبى" ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " وهذا هو هدف إنكار المنكر بالقلب , حتى لا يفقد القلب حاسيته للإدراك لذلك جاء قول النبى " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " لأن المنكر إن لم تغيره غيرك .
كيف يغذى القلب ؟ 1ـ غرس الحب : سلامة الصدر وعدم الغل أو الحقد أو الحسد يجعل القلب مؤهلاً للقيام بدوره في الإدراك واتخاذ القرار الصحيح .. فالقلب مضخة تعطيه الحب فيضخ الحب ,و يبقى القلب حياً لأن مصدر الحب هو الله , وما كان لله دام واتصل , فالحب حياة القلب سواء حب الله ,أو حب الناس , أوحب الكون كله .
2ـ ذكر الله " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
والذكر ليس بالقول فقط , لذلك لا يصلح الذكر باللسان ,بل لابد من حضور القلب عند الذكر , فليس المهم العدد في الذكر ,لأن الأرقام في الإسلام , لملاطفة العبد بالود الرباني .
قال ابن الجوزى : " عليك بإدمان الذكر، لعل ذكرك القليل ينمي ذكره الجليل " , قال تعالي "ولذكر الله أكبر"
روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول: «أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه» . وكونه معك أكبر حافظ وضامن لصحة قرارك .
والذكر دواء" لقسوة القلب " جاء رجل إلى الحسن البصرى , يشكو إليه قسوة قلبه , فقال له: أذبه بالذكر .
وحديث النبي واضح في ذلك " مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكره كمثل الحي والميت "
إذاً القلب فوق العقل , لأن المبادىء فوق المصلحة ,ولأن الإنسان كائن حسي وجداني, قبل أن يكون كائن عاقل.
مشكلة الغرب مع القلب : اشكالية الغرب أنه متوقف عن إدراك الوجدان بجوار الفهم , فهو متوقف على مسلمات العقل فقط ,في حين أن هناك شيء ينقصه اسمه الوجدان وأثره في اتخاذ القرار .
فالغرب فصل العقل عن القلب , وهذا الفصل أضر بدور الأثنين معاً , فالقرآن جعل عقل الأشياء مرتبط بالقلب , فكما أن دور العين النظر , ودور الأذن السمع , فإذا فصلت العقل عن القلب , كأنك فصلت دور العين أن تعي وتشعر بالشيء الذي نظرت إليه .
ولأننا لا نجد لهذه التفرقة أصلا في "القرآن والسنة "بل كل الشواهد تدل على أن "القرآن " يصل بين العقل والحس وصلاً قوياً ,بحيث يكون في الحس عقل , كما أن في النظر عقل , وفي السمع عقل , وفي النطق عقل كذلك فى القلب عقل .
ثم إننا كمسلمين تأثرنا بهذا الفصل على الرغم أنه عكس ما أمربه ديننا , حتى علماء المسلمين مارسوا هذا الفصل , بدليل أن الفصل بين العقل والقلب , أدى إلى" الغلو" في الممارسات الدينية , فصرنا نتعامل مع الدين بكلمة "حلال وحرام ", بشكل عقلي مجرد من الوجدان , و دون بحث في لماذا هي حلال وحرام من الناحية الأخلاقية والإنسانية ؟
فالنبي وضع يده على قلب الشاب الذي جاء يطلب الزنا " وهي اشارة لها معنى "ثم خاطب وجدانه وقال لة"أترضاه لأمك .. لأختك .. لعمتك " ولم يقل له "حلال وحرام " بشكل عقلي مجرد ولكن الإن صارت القواعد الفقهية عقلية جامدة ,نتيجة فصل العقل عن القلب .
والأصل فى كل حكم شرعي :هو أنه يراعي قيمة خلقية أو جمالية في الإنسان ليزداد جمالاً وإنسانية .
لذلك فإن القرآن ينسب العقل إلى القلب دائماً , وفائدته أن القلب جامع لكل الإدراكات الإنسانية , وكل مشاكل الإنسان إنهم فصلوا بين العقل والقلب , و حصروا القلب في الوجدان , والعقل في البرهان مع أن الصلة بين الشعور والفهم ضرورية .
والغرب نفسه بدء يثور على هذا الفصل بين العقل والقلب .
قصة فيلم interstiler" "تدورأحداث الفيلم عن انهيار كوكب الأرض ويجب على البطل والبطلةالمغادرة واختيارأحد الكواكب الأخرى مع عدم توافرالمعلومات ، فالعقل وحده في حيرة لانهائية ونجد أن البطلة استخدمت "الوجدان مع العقل "للوصول لأفضل كوكب ,هذه هي رسالة الفيلم : العلم وحده لايكفي ولكن نحتاج إلي ما وراء العقل "الأحساس والوجدان ".
إذاً كلما كان القرار يجمع "فهمك ووجدانك "كان قراراً صحيحاً لذلك احيانا تأخذ النساء قرارآ أكثر صحة من الرجال لأن "الجانب الوجدانى "عند المرأه أكثر حيوية، أما إذا كان القلب ليس حيا "بالذكر والحب "فإنه يصبح معطلا عن اتخاذ القرار الصحيح ,المغزى أنه كلما نقيت قلبك من (الغل ,والحقد ,والحسد ,والكراهية )زادت مساحة الحب فيه فيعمل الوجدان بشكل أفضل .
الروح :هى وعاء الصلة بالله وعاء الربوبية قال تعالى " فنفخنا فيه من روحنا " فهي قبس من نور الله
ويقظة الروح : هي بتحقيق الصلة بالله ، وإرسال الروح إلى الله , والوسيلة لتحقيق لذلك هى الصلاة ,فهي الفرصة اليومية لأرسال الروح إلى الله ,هذا هو هدف الصلاة , فإذا لم تستطع فاجلس ثلاث دقائق وحدك واجمع كليتك بين يدي الله وسلم كيانك لة "عزوجل ",أو اسجد له سجدة وادخل عليه بكل حواسك , طوبى لمن صحت له سجدة , فقط ركز وأغمض عينيك ,و أرسل روحك للسماء , ضع كيانك كله في حضرة الله .
والخشوع أمر يتمني أن يدركه الناس جميعآ,ولكن الخشوع لا يأتي بالتمنى , بل هو نتيجة التدبر والتأمل, فإذا أردت أن تخشع فتدبر وتأمل.
الإنسان عبارة عن مجموعة طبقات , الجسد طبقة ,والفكر طبقة ,والرغبات طبقة ,والمشاعر طبقة ,ومخاوف الحياة طبقة , والروح طبقة , ولاينبغى السماح للطبقات الأخرى أن تغطي الروح لأنها أهم هذه الطبقات ,فلو سلمت الروح لسمحت للطبقات الأخرى أن تعمل بكفاءة .
يقظة الروح :أن تستحضر كلياتك مع الله , فغذاء الروح هى الثمرة النهائية عند إرسال الروح باستمرار إلى الله , أن نشاهد حقيقة معنى "لاحول ولاقوة إلا بالله " فتخرج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته فلا تخشى ولا تخاف شيئاً لأنك معه قال تعالى " ومن يسلم وجهه الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ولله عاقبة الأمور "
تناغم المكونات الخمس
هذه المكونات الخمس لابد أن تتناغم لتعمل سوياً ,ولن يفيد أن عمل بعضها والبعض الآخر معطل,الجسد: فالرياضة للجسد والوزن المناسب لهم أثر على حيوية القلب والروح و النفس " العقل السليم في الجسم السليم".
و العمل والانتاج له أثر على العقل ، والعمل الجاد الدؤوب يعوض الفهم و الذكاء .
والعمل أقوى حماية للإنسان من الهوى , فالمجهد بالعمل لا وقت عنده للهوى، فالعمل يسهل مجاهدة النفس ,فالعمل أقوى جهاد .
ثم إن الإنتقال من النفس الأمارة بالسوء ,إلى اللوامه ,إلى الراضية حتى المرضية ,لا يتم إلا بالعمل .
والعمل يذهب أمراض القلوب ، فالذي يعمل ، وينتج ، ويحلم بالإبداع لا يفكر في الغيره ، والحسد ، والحقد على الآخرين , لأن عمله يجعله يركز على نفسه و انتاجه ، فالعمل والقدرة على الأنتاج , سبب لشفاء القلوب
الروح : بدون الروح الموصولة بالله ,لا قيمة للجسد ولا للعمل , فبدون الروح يصير الإنسان مثل: تمثال لاحياة فيه .
و بدون الروح الموصولة بالله ، ولو لدقائق تنهزم إرادة النفس في أول اختبار حقيقي لها .
و بدون الروح ، تنطفىء حرارة الحب في القلب , فالله هو مصدر الحب في الكون .
النفس : والإرادة وجهاد النفس هي مركز المكونات الأربع الأخر، فلو نجح الإنسان في جهاد النفس ، سينجح فى الأربع الأخر
فالإرادة وجهاد النفس :هي التي ستحملك على المداومة على الرياضة ساعة يومياً .
فالإرادة و جهاد النفس :هي التي ستحملك على الصبر على القراءة اليومية والتفكر .
فالإرادة و جهاد النفس: هي التي ستحملك على الصبر على الصلاة حتى تصل بروحك للسماء "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " .
وهكذا تتحرك المكونات الخمس سوياً فتسري في أجسادنا , وتستنيربها عقولنا , وتزكى أنفسنا ,وتطهر قلوبنا وتسمو بها أرواحنا.
وتوازن المكونات الخمس ,يجعلك إنسانآ متوازناً نفسياً ,مستقراً وجدانياً , وكل هذا يحقق أخلاقآ ثابتة ومستقرة.
المكونات | الجسد | العقل | النفس | القلب | الروح |
وعاء | وعاء اانشاط والحركة | الفهم والفكر | الإرداة ( التقوى والفجور) | الإدراك (الفهم مع الوجدان) | الصلة بالله (الربوبية ) |
يغذى بـ | الرياضة & العمل | القراءة والمعرفة & والتدبر والتأمل & التعلم المستمر | مجاهدة النفس | الحب & ذكر الله | ارسال الروح إلى الله |
ومن هنا تتضح لنا العلاقة بين مكونات الإنسان الخمس والأخلاق ,لأننا لوفهمنها جيدآ, وعملت كلها بتناغم , ينتج فوراً إنسان خلوق جداً , بشكل تلقائي مستمر, كسريان الماء في الورد.
لاندعي أن هذه نتيجة نهائية ، بل نفتح حواراً حولها ، و نعيش التجربة ، لأن أى نظرية لابد من تجربتها فى البداية لمعرفة نتائجها النهائية.
لنبدأ من اليوم بتفعيل المكونات الخمس للكيان الإنسانى .
الخلاصة :
الوصول إلى التجديد الفكرى الذى يؤدى لإسعاد الإنسان في الأرض ، أى أننا بحاجة إلى التفكير والتجربة.
الإسلام ليس لنا فقط , فهو دين جامع لكل العالمين , فقد أُرسل النبي رحمة للبشرية " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ".
ابدأ بممارسة منظومة التناغم ,هذا العام فى رمضان أحيي المكونات الخمس , كل يوم في رمضان وسوف يكون أجمل رمضان مر عليك.
برامج اخري
برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني
برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد