أخبار

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟

كل ما يقربك من القرآن.. دعاء الحفظ وأسهل الطرق للوصول

حينما تأتيك المصائب فجأة وتشتد عليك الدنيا.. اقرأ هذه القصة

الإيمان والعصر (حلقة 1) ـ المقدمة - أسئلة العصر

 ( الإيمان والعصر )

 هذه محاولة جادة لتقديم رؤية جديدة فعالة لدور الدين في حياتنا ؛ فدائمًا كنت أقول: لابد أن نفعل كذا ولابد نفعل كذا؛ لكن هذه المرة ـ لأنها رؤية جديدة فعالة ـ أقول إن كلامي في هذه الموضوعات ليس كلاما نهائيا ، ولكنه فكر إسلامي جديد أعرضه عليكم لنفكِّرَ فيه معًا ، ونتحاور فيه معًا بالكامل .

نحن نعيش مشكلة دينية كبيرةً ؛فقد حصل زلزال في نظرة الناس للدين وما يشمله من تعريفات،مثل : الإيمان ، والإسلام، حتى اهتز إيمان بعض الناس اهتزازا عنيفا ، صار بعضهم يشكِّك في أمور كثيرة من الدين . بل إن بعضهم فقد إيمانه بالكلية .

فهناك (داعش) ،وهناك تطرف وعنف في مساحات شاسعة على خريطة العالم التي تنسب للإسلام ،وهناك دماء أريقت باسم الدين.وهناك إلحاد وتشكيك ومحاولات لهدم الدين ونسف تراث المسلمين في الدين من ناحية أخرى.وبين الاثنين ملايين الشباب والناس المذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، تقف في مناطق الحيرة والتشكك في الأمر، لا تدري لها وِجهة، ولا تعرف لا سبيلا. ومن هنا يطر برأسه سؤال محوريٌّ: ما دورُ الدين في حياتنا؟ .. المفروض أن دور الدين في الحياة أن يجيب عن أسئلة العصر ويلبي احتياجات المجتمع .

لابد أن نعترف بشجاعة كدعاة وعلماء دين أن هناك خللا، وأن الصورة الحالية المقدمة للتدين لا تلبي احتياجات المجتمع ولا تجيب عن أسئلة العصر،هناك خلل،وهناك فجوةٌ كبيرةٌ بين الدين والعصر الحالي. فقد ضاعت الفاعلية، والموتور لايدور، إنه معطل وغير فعال، إنه بمثابة دواء نزعنا منه المادة الفعالة ثم نقول الدواء لا يعمل .

هنا أوضح الأمرَ أكثر: لقد أخذت الحياة تتطور بسرعة مذهلة،في حين يقف عرض الدين مكانه،وهذا ليس خطأً في الدين، غير أننا لم نجدِّد أو نتجدد  فكانت النتيجة فجوة كبيرةً .

فالصورة أصبحت كالتالي :

                                                                                        

والسؤال الآن : لماذا ظهرت هذه الفجوة ؟

والإجابة : لأن الدين لا يجيب عن أسئلة العصر الآن .

والسؤال الثاني : ما الدليل على ذلك ؟!

والإجابة : اذهب إلى أي مكتبة إسلامية وأسأل ما آخر كتاب دين يباع بكثرة؟ سيكون الرد:فقه السنة للشيخ سيد سابق– تفسير في ظلال القرآن – شرح أحاديث رياض الصالحين – كلها كتب ألفت منذ أكثر من 70 عامًا .

ثم أسأل ما آخر أبليكيشن للكمبيوتر أو الموبيل؟ سيكون الرد 2015 .

وما الحل في هذا الواقع؟

    الحل هو التجديد؛ تجديد يجعل الدين يتماشى مع الحياة خطوة بخطوة،تجديد يتمسَّك بالأمور قطعية الثبوت في القرآن،لكن غير ذلك سيكون فيه مساحات واسعه جدًّا، التجديد أصبح ضرورة ليواكب العصر.  لقد أمر النبي ﷺ بالتجديد حين قال: " يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدِّد لها أمر دينها».  ومن ثم نستطيع أن نعتبر هذا الحديث عودةً تفاعل الدين مع الحياة المعاصرة،ويقدم رؤيةً جديدة فعالة فيمن يجدد لهذه الأمة أمر دينها .

القاعدة : أنه لابد أن يواكب الدينُ العصرَ،وذلك مع الاحتفاظ  بالثوابت؟ هل يمكن أن تعمل على الكمبيوتر الآن بنسخة ويندوز 98 ؟ هذه نسخة قديمة جدا من نظام التشغيل ويندوز ومن الذي أمرنا من البداية بعمل التجديد والـ Update ؟ إنه النبي ﷺ . هل نحن أكثر تدينًا من النبي؟ " هل نحن نبويون أكثر من النبي؟ لقد أمرنا ﷺ بالتجديد؛وذلك لسدِّ الفجوة بين الدين والحياة.

من أين نبدأ ؟؟ من الدين  أم من الحياة  ؟ 

أغلب المحاولات كانت تبدأ من الدين وتريد أن تعود إلى الماضي وتطوع العصر له،وهذا الأمر مستحيل،لسبب بسيط هو أن الدنيا تتطور بسرعةٍ جدًّا .

وعلى ذلك فالصحيح هو أن نبدأ من الحياة،من العصر الحالي،ونبحث ما أسئلة ومشكلات العصر.والدين يتوجه لها يجيب عليها برؤية جديدة ، وحينئذٍ ستجد نصوصًا رائعةً واسعةً لكل عصر .

قمنا بعمل فوكس جروب على شكل مجموعات في 4 دول .. شباب وبنات & ملحدين

تم تجميع أسئلة العصر حوالي 100 سؤال .أمثلة عن أسئلة الأخلاق:

 لماذا خط التدين كان في ارتفاع وخط الأخلاق كان في نزول؟ أليس من المفروض أن التدين يزود الأخلاق؟ فلماذا يتدين الناس ولا تتحسن أخلاقهم؟

أسئلة عن العمل 

إذا كان الهدف من الخلق هو إعمار الأرض؛فلماذا الدعوة للعمل والإنتاج أقل أهمية في الدين من الدعوة للعبادة والصلاة ؟ وأيهما غاية وأيهما وسيلة؟

أسئلة عن مفاهيم مغلوطة :

(داعش) وآيات الجهاد .. كيف يدعو الدين للسلام مع كل هذا القتل باسم الدين ؟

وأسئلة عن القرآن :

 القرآن معجزة؟ لماذا هو ذلك؟ وأين هذه المعجزة؟ أنا لا أفهمه أصلا؟ طلاسم؟ أشعر أنه للبركة وليس منهاجًا؟ القرآن يقول "ولقد يسرنا القرآن للذكر" أين هو التيسير والشباب لا يفهمه أصلا؟

أسئلة عن مفاهيم سلبيه  :

لماذا زاد الإلحاد؟ حتى في بيوت المتدينين أنفسهم؟

لماذا لم يحارب القرآن الفقر الذي هو سبب أساسي لانهيار الأمم كما حارب المعاصي والذنوب، إلا في عدد محدودٍ من الآيات والأحاديث؟ أليس هناك مئات القصص والأحاديث في كل الأديان تدعو المتدينين لاستحسان الفقر والرضا به،مما أوجد عقلية ترضي بالبطالة والكسل،وترضى بالفقر باسم الدين من باب الزهد؟

لماذا توجد بعض المفاهيم الإسلامية التي صارت تخدر الناس ؟ بعد أن نزعت منها المادة الفعالة.

كل الأسئلة تدل على الفجوة بين الدين وبين الحياة .

سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة من زاوية تجديد الرؤية لدور الدين في الحياة  لذلك سميناه الإيمان والعصر .

هذه الأسئلة ليست نهائية،وكل الكلام الوارد هنا وفي الصفحات القادمة هو ليس كلامًا نهائيًّا ،هو محاولة تجديد ،ومحاولة لتحسين حياتنا. هذا يشبه الوجه الأول في مرحلة التلميع ولكن يحتاج إلى 2 و 3 و 4 .. فالموضوع كبير، ولا أدَّعِي أني أقول كلامًا كله صحيح ، ولكن هو محاولة لنفتح حوارًا مجتمعيًّا من اليوم ولمدة عام .. حوار حول أسئلة العصر والإجابة المعاصرة المتجددة عليها .

هناك فجوة بين الدين والحياة  (رسمة في الهواء .. ماكيت سيارة  الحياة السريعة وسيارة الدين البطيئة)

لا نلوم سرعة الحياة؛ فقد خلقاها الله هكذا، وأردها سبحانه كذلك " كل يوم في شأن "،" يزيد في الخلق ما يشاء "، " يقلب الليل والنهار" .. لا نلوم الشباب إذن .

لابد من التجديد وهذا  أمر نبوي كريم: 

لابد أن نسد الفجوة بين ديننا والحياة ،وإلا ستكبر المشكلة وتستفحل، وسوف يترك الشباب الدين تمامًا أو نعيش الدين في شكل تقليدي جامد " صور بلا روح " أو يصبح الإلحاد والتطرف هما الأصل يعني أضعاف ما نحن فيه الآن،أو نصل مثل أوربا  التي أصبح فيها الدين في اتجاه والحياة في اتجاه آخرَ وتصبح صلتنا بالدين وكذلك أولادنا من بعدنا هو يوم الجمعة فقط  ، هذا إذا صلوها من الأساس.

لابد أن نعمل على سدِّ هذه الفجوة ـ هذا أولا ـ ثم  نفكر معا  في آليات الحوار التي يشترك فيها جميعا .. وهذا ليس مسئولية علماء الدين فحسب. إن مسئوليتنا كلنا والشباب أولنا هي مساءلة العصر بآليات التي يعرفها الشباب ، فهو الذي يعرف آخر التطورات،وأين وصلت الحياة. إن الشباب هم الذين يعرفون وسائل العصر الحديثة من التكنولوجيا والٌإنترنت، ولذلك سنمشي خطوة خطوة في كل المجالات الأخلاق – العمل .. نعرض فكرة جديدة بصورة أولية وليس بشكلها النهائي ونناقشها.أسلوب العصر هو المشاركة.

لابد أن نفتح حوارًا يوميًّا ، يحمل شعار:(فكرتي على فكرتك ، ليست فكرة ثالثة)، لا هي مثل انشطار الخلية " صورة " مثل واحد واقف بين مرآتين " صورة " سيكون عدد لانهائي ليس 2 أو 3 .. برجاء التركيز في القراءة ونكتب الملاحظات، وندخل ونفكر فيها معا في حوار مفتوح على الإنترنت كل ليلة .

هناك من يعرف أمور الدنيا ، وهناك من يعرف أمور الدين، تعالوا نتكامل سويا لنسد الفجوة .

يجب على كل منا أن يستشعر أن الإسلام في رقبته، فكلنا مسئولين عنه.(أنت تحب الإسلام)،(دينك دينك لحمك ودمك). 

ثم اعلم أنك ستقابل النبي ﷺ وكل عظماء الإسلام من خلفاء وصحابة كرام ، وفقهاء ، وعلماء. كلهم سوف يسألونك : ماذا قدمت للإسلام .

لابد من عودة صورة الإسلام النقية ..دين الرحمة والسلام .

بدلاً من القاء اللوم على علماء الإسلام وحدهم .. لا كلنا مسئولين .. كل ما أطلبه : دعوة للتفكير .

ما المطلوب : نفكر سويا ونتحاور يا شباب ..

 ما المشكلة: فجوة بين الدين والحياة .

من أين نبدأ :  نسد الفجوة نبدأ بأسئلة العصر ثم نجيب عليها من ديننا

كيف ذلك : نحتاج إلى أمثلة لنفهم جيدا

ولكي يتم تقريب المطلوب..تعالوا نعيش مع نماذج قرأت الواقع المحيط بها..قرأت أسئلة عصرها .. وعرفت تحل مشكلة عصرها بين الدين والحياة ..سنقدم أمثلة محلولة لبعض النماذج قامت بذلك وسدت الفجوة بين الدين والحياة .

النموذج الأول : من هوأعظم من عمل الطريقة هذه فبدأ من أسئلة الحياة إلى الدين؟ إنه سيدنا إبراهيم ﷺ. كان سؤال عصره هو ما تصورنا عن الإله؟ كان الفكر البشري مازال يحتاج لمن ينضجه ،هذه كانت مشكلة عصر إبراهيمﷺ . لما هاجر إلى الشام إلى بلد اسمها حران وجد أن الناس تعبد أي شيء دون فكر أو وعي هذا يعبد شجرة،وهذا يعبد الشمس هذا يعبد القمر وهذا يعبد النجوم .. هذه كانت مشكلة عصره هذا سؤال عصره .. فَهِمَ المشكلةَ واستوعبها،ووضع أصول المنهج العلمي في التفكير . بالتأكيد هو أول من وضعه للوصول إلى الإله ،ولأنه يفهم مستوى نضج الناس في عصره فتدرج معهم واحدة واحدة .. وفتح حوار معهم للوصول إلى إجابات لسؤال عصرهم ، صفات الإله ـ انظر:  ـ كيف تدرج مع الأسئلة مع الناس .. "فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين " معقول نعبد من يغطيه غيره " فلما رأى القمر بازغا " إذا لماذا  النجم ما نعبد حاجة أكبر" قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة " إذا لماذا بالليل فقط ما ممكن يكون بالنهار"  قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . " انظر كيف يبدأ بالحياة وليس الدين. فبدأ العقلاء يخجلون من أنفسهم، صحيح معه حق،انظروا الفرق بين هذا المنهج ومنهج الناس المتشنجة التي تفهم الدين والتدين بشكل خاطئ، كل شيء حرام وكفر وصراخ .. فانتقلوا معه وبدأ يقودهم لا لعبادة الأصنام أو لعبادة النجوم ولكن يقودهم لإصلاح الفكر خطوة خطوة .

 

انظر لقد أجاب عن سؤال عصره ، وكان الحل أنه وضع لأول مرةٍ في التاريخ المنهج العلمي في التفكير،لأنه درس مشكلة عصره،لا تنسى إن عندنا سورة في القرآن اسمها سورة العصر وكأن المعنى بدون فهم العصر سيكون الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا فحركهم إيمانهم للعمل لحل المشكلة وتعاونوا على ذلك.

النموذج الثاني. انظر لغيرة ابن عباس، الذي يعرِّض نفسه للخطر وهو شاب عندما خرج الخوارج على سيدنا علي بن أبي طالب .

قال ابن عباس لعلي " أرسلني أناقش الخوارج فقال له عليٌّ : أخافهم عليك . قال: لا تخف .

فذهب ولبس أجمل عباءة عنده. وذهب للحلاق ووضع أجل عطر عنده؟؟ لماذا يفعل ذلك؟

هو يلفت نظرهم إلى أصل المشكلة عندهم وهي فقدان الإحساس بالجمال أدى إلى تطرف سلوكهم ونظرتهم للحياة ، فعندما رأوه قالوا : ماهذا الإسراف يا ابن عباس.. قال: إن كنتم تعيبوه عليَّ فقد فعله رسول الله .. هكذا كنت أرى رسول الله. حركهم فيه أصل في سنة النبيِّ غائب عنهم وهو الإحساس بالجمال وإنتاج الجمال في الأفكار وليس اللبس فقط .فلما فقدوه تحول الدين إلى قتل وعنف..لفت أنظارهم إلى أصل نفسي للمشكلة والفهم الخاطئ. إنه لم يكن ليفعل ذلك إلا بعد فهم عميق لمشكلة هؤلاء القوم. ثم عملهم swat ..قال جئتكم من عند علي ابن أبي طالب،وفي بيته نزل القرآن ومعه أصحاب رسول الله ، وليس عندكم من ذلك أحد.

انظر كيف يعرض نقاط قوة عليٍّ .. ويعرض نقاط ضعفهم.

هذا الرجل يفهم الواقع بشكل صحيح،إنه يستخدم الطريقة نفسها، فهم مشكلة عصره وفتح حوارًا معهم للحل.

ثم قال ما تنقمون على عليّ بن أبي طالب؟؟ قالوا ثلاثَ مسائل. انظر جمع أسئلة الناس أولا .. وليس أي أسئلة فرعية .. لا، جمع جذور الأسئلة. لقد قام بتحديد كليات الخلاف وليس الجزئيات ، قال هل هناك سؤال رابع .. قالوا : لا ...

ناقش المسائل الثلاثة .. حُجَّةً بحجة .. فعاد ثُلُثُ الخوارج معه.

البداية عند ابن عباس: جمع أسئلةَ العصر،فهم الواقع،إدراك العصر،والعصر أيضا في اللغة بمعنى الكبس والضغط، " وأنزلنا من المعصرات " أسئلة كبس ..العصر هو فهم العصر.

النموذج الثالث: أبو حامد الغزالي، الغزالي قام بنفس الشيء، كانت مشكلة عصره تتمثل فيما  ترجم المسلمون  من كتب فلاسفة اليونان، حيث حوت أفكارًا لا تتناسب والإسلام،فماذا فعل الغزالي؟ أولا: ألف كتابًا أسماه مقاصد الفلاسفة. قدم فيه حصرًا لقضايا الفلاسفة ،جمع كلامهم ، وكل أسئلة الناس عن كلامهم .

  ثم ألَّف بعد ذلك كتاب تهافت الفلاسفة وحدد الخلاف في عشرين مسألة فقط. تخيل الآن الجهد الذي بذله. " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" الصالحات هنا كانت فهم الواقع ، فهم العصر والرد عليه.

حتى قالوا المجدد الذي يفكر في  مشكلة عصره ويحلها .

قصة الشيخ الفضالي مع الحماريين، وهو رأس التيار الأزهري المستنير من مئة سنة.كانت مشكلة عصره الجهل، الجهل الشديد بالدين وبالعلوم، فأدرك المشكلة وبدء يحلها.  

كان ساكن في (حي المنيل) ، قبل أن تخترع السيارات، وكان فيه حي الحماريين، مثل موقف التاكسي.. وكان الشيخ الفضالي عندما يركب مع الحمار يسأل الرجل الذي يقود الحمار: ما معنى كلمة (فقه) ؟ فيرد الرجل: لا أعرف ..، فيقول له الشيخ هيا يا بنا نعرف الوضوء، وانتظر هنا حتى أعود معك، وفي اليوم الثاني يسأل الشيخ الرجل:يا بني جدول الضرب،ووضع جدول للحماريين كل يومين يركب مع نفس الحمار ثم يغير حتى يدور الفقه والحساب على كل الحماريين، بدلا من أن ينام هو أو يسرح في الطريق .. حل مشكلة الحماريين.

فمات الشيخ الفضالي وقد أصبح الحمارون يتكلمون في الفقه والحساب مثل الأزهريين. لقد عمل على نشر الوعي في جيل الحماريين . نحن الآن  لا ننشر الوعي. مات الشيخ الفضالي فحمل نعشه الحماريون وبكوه مثل الأزهريين.سائقي التاكسي ..لانعرف عنهم شيء ،حتى (خالد الخميس) ألف كتابًا اسمه تاكسي .

الذي قام به الشيخ الفضالي ليس عملًا دينيًّا فقط، إنما  هو مسئوليتنا جميعا: إنقاذ الإسلام وسد الفجوة بين الدين والحياة. إن الشباب الذي يلحد لأن الدين نسخه قديمة – أشعر بكم – تعالوا بدلاً من أن نفكر بكل حدة ونلحد أو نفكر في الإلحاد  تعالوا نسد الفجوة سويًّا بعد المناقشة والتفكير والبحث .هذا مطلوب من كلٍّ  منا. تجديد الدين بيدأ من أن كل واحد يحل مشكلة عصره، ولو لواحد فقط. صعبة لكن خطوة خطوة ،وسوف نقدم لكم يد العوم والمساعدة على النت مع إرادة ونيه طيبة سيعيننا الله.

لابد من أن نسد الفجوة بين الدين والحياة إلى أن يتماشى الدين جنبا إلى جنب مع الحياة خطوة خطوة .. لابد من تجديد يسد الفجوة، وهناك في تاريخنا رجل لم يسد الفجوة فحسب، لكنه قام بعمل أكبر.هذا الرجل جعل الدين يسبق العصر " المكعبات " قام بوضع تصور للدنيا ماذا تحتاج بعد عشرين سنة وقام بوضع فقه تقديري . هل يعرف من هو هذا الرجل ؟

الأمام أبو حنيفة

ماذا فعل أبو حنيفة؟!

كانت مشكلة عصره ثقافات وأفكار رهيبة وفلوس دخلت فجأه على المسلمين في عصر الدولة العباسية .. وجد أن الدنيا تسبق الدين بسرعه بالغة .. وجد أن الحياة ستسبق الدين مائة سنة في سنة ..

هذه مشكلة عصره . فماذا فعل ؟ قام بإنشاء مدرسة أو جامعة للفقه التقديري .. جمع أربعين عالمًا من تخصصات مختلفة أكاديمية وأخذ يطرح قضية للحوار ويجلس بجواره تلميذه أبو يوسف يكتب ما يتم الاتفاق عليه ، وأحيانا الرأي يكون عكس رأي أبو حنيفة لكنه يثبته.

قضية في الرزاعة  ، في الاقتصاد،  في الزواج،  في الطلاق، وأحيانا لمشكلة متوقعة في ثلاثين سنة قادمة. فأسس علم المستقبليات فأنشأ مدرسة " أكاديمية " لدراسة المستقبل من وجهة نظر الدين. ماذا يقدم الدين للمستقبل وليس للماضي، أسس أول مدرسة علمية فكرية لها علاقة بالدين.

أحزن جدًّا عندما  أستمع لأحد يقول نجنب التراث أو نلقيه أرضًا،لا تكن متطرفًا، لا تواجه التطرف بتطرف .. بل ننفتح على التراث . كما فعل به أبو حنيفة كان سنة 80 هـ واستمر لمدة أربعين عامًا .. تخيلوا ، والفقه المكتوب فيه آراء عكس رأيه لأن المجموع استقر على هذا الرأي.

إنه لم يقل لهم : أنتم أحرار أن تقولوا ما تشاءون .. ترتفع أصواتهم .. دعهم فإنهم لايفقهون إلا هكذا. الحوار هكذا.

 في إحدى المرات قال أنا أرى كذا، فكتب أبو يوسف: لا تكتب حتى نتفق على رأي .

تعالوا ندخل إلى هذه الأكاديمية في الصف الأول المكون من أربعين عالمًا في اللغة، والأدب، والفقه،   وحلقة عن الدباغة ، وخبير مخصوص .

أمثلة للموضوعات .. الاقتصاد .. أرأيتم لو صار عدد أهل بغداد اثني مليون نسمة وانحصر ماء دجلة والفرات ماذا نفعل ؟ ويتركهم يفكرون في المسألة. ماذا لوقام رجل وأقام سورًا حول أرض من الأراضي التي انحصر الماء عنها ورزعها .. هل تكون ملكًا له أم لا؟ تخيلوا لو أن إنسانًا خارجَ الأرض كيف يصلي للقبلة  (فقه الفضاء) .وخرجوا بعد هذه الافتراضات بـعشرين ألف مسأله افتراضية .

في هذه النماذج السابقة نرى كيف كان الدين يتماشى مع الحياة، كل عصر له أسئلته الخاصة به.في عصر سيدنا إبراهيم، وابن عباس والغزالي وأبو حنيفة ... محمد علي كلاي .. يوسف إسلام .

عندنا فجوة مخيفة .. فما هي أسئلة عصرنا.

جمعنا هذه الأسئلة من مئة سؤال، لكنها ليست كافية ،لابد أن ترسلوا لنا أسئلتكم ونفكر سويًّا ونفتح حوارًا محترمًا وحضاريًّا بشكل راقٍ بعيدا عن السباب والتطرف .

لابد أن نحل المشكلة ويظهر من بيننا أناس مثل هؤلاء .أرسلوا لنا بانفتاح وبلا حرج أسئلة العصر في 2عشرين  مجالا وضعناهم على الموقع الإلكتروني .

لو ظل الوضع هكذا سيضيع الدين ، ونفقد القدرة على أن نشهد أمام الله يوم القيامة " وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على  الناس " كيف يشهد من لم يحضر عصره؟ احنا مكتوبين غياب عند الله . في المحكمة لايشهد إلا من كان حاضرًا ، تخيل يوم القيامة نوح عليه السلام وقومه، تخيلوا كل أمة محمد تشهد يوم القيامه إلا نحن وجيلنا.

" والسماء ذات البروح * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود " شاهد: الله شاهد على الحضارة ، وماذا فعلنا ومشهود: تخيل لقاءك مع الله يوم القيامة .. تخيل نفسك غائبًا لايراك الله. الغيرة على الإسلام، الغيرة على أولادنا  سيضيع دور الإسلام في الحياة .

كلنا مسئولون عن التجديد وسد الفجوة، تعالوا معا نفكر سويا في كل مجال من مجالات الحياة التي تحتاج لتجديد في الحياة ونبحث عن أسئلتها ونحاول البحث عن الطريقة التي تعيد الفاعلية للدين في الحياة بما يخدم الحياة المعاصرة ويحسن حياتنا. 

وبالتأكيد سيعننا الله ويفتح علينا ويحفظ أولادنا، لكن نجتهد ..وأريد من الجيل الذي سيبدأ معنا أن يصبحوا خبراء وأنا معاكم حلقة وصل مع علماء الدين الكبار في العالم الإسلامي لكن أنتم الأساس لأن الحياة تبدأ من عندكم.

الأمل كبير فيكم يا شباب لابد أن نعيد الفاعلية لديننا في الحياة .. لا أتكلم عن حلول قاطعة .. لا أملكها ولكن أتكلم عن كيف نحسن حياتنا .. لن أقوم بتوجيه للرأي ولكن أعرض رؤية جديدة فعالة من اجتهادي لنفكر سويا .


حلقات

برامج اخري

برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني

برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.

بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد

بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد

amrkhaled

amrkhaled